قبل أسبوعين من التئام اجتماعات «آستانة» في منتجع سوتشي الروسي، تتطلع الانظام إلى مستقبل محافظة إدلب، المعقل الابرز للمعارضة المسلحة، والخاضعه لاتفاق «وقف التصعيد» الذي وقعته الدول الضامنة لـ «آستانة» روسيا وتركيا وإيران. وعلمت «الحياة» أن اجتماعات استانة المقبلة ستنظر في مستقبل المدينة، علماً ان اتفاق وقف التصعيد في المدينة سينتهي منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حذر خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين السبت من أن تكرار سيناريو الجنوب مع إدلب، التي تحولت إلى خزان بشري بعد استقبالها الآلاف من المدنيين والعسكريين، بموجب اتفاقات التهجير الأخيرة، قد «يعني تدمير جوهر الاتفاقات التي تم التوصل إليها في آستانة». وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إن أردوغان اعتبر أن «عدم حصول أحداث سلبية في إدلب يمثل عاملا مهما لعقد الاجتماع المرتقب في إطار منصة آستانة يومي 30 و31 الشهر الجاري والذي ستشارك فيه المعارضة السورية». وشدد خلال المحادثات مع بوتين على «أن مقتل المدنيين في محافظة درعا أمر يثير القلق». وأعلن الناطق باسم الرئاسة التركية أن «الزعيمين اتفقا على عقد لقاء ثنائي أواخر الشهر الجاري في جوهانسبورغ ضمن أعمال قمة دول بريكس». وكان لافتاً أن بياناً أصدره الكرملين لم يتطرق إلى تحذيرات أردوغان، وأكتفى بالقول إن الطرفين «بحثا قضايا حيوية للأجندة الدولية وعدداً من الملفات الإقليمية مع التركيز على الخطوات المشتركة لتسوية الأزمة في سورية وفق القرارات المناسبة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار عمل منصة آستانة». وأضاف البيان أن بوتين هنأ أردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية التركية الماضية وتوليه منصب رئيس دولة تركيا رسمياً، مشيراً إلى أن «كلا الجانبين شدد على الحرص المشترك على التعزيز اللاحق للتعاون في مختلف المجالات». كما اتفق الرئيسان، وفق بيان الكرملين، على مواصلة الاتصالات الثنائية بينهما. وكانت قيادات في فصائل الجنوب السوري نقلت عن المفاوض الروسي، تحذيرهم من الخروج إلى إدلب كون المحافظة ستتعرض لعملية عسكرية في أيلول المقبل. ما يتزامن مع انتهاء اتفاق «خفض التصعيد». وتعد إدلب المعقل الرئيس لـ «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، المصنفة دولياً على قائمة «الإرهاب»، كما يتواجد بها تنظيم «داعش» الإرهابي، وكان تفاقم التصعيد بين الجانبيين خلال الأيام الاخيرة. ونشرت وسائل إعلام تابعة لـ «داعش»، أمس، صوراً تظهر لحظة إطلاق أحد عناصره النار على قيادي في «تحرير الشام» في إدلب، ضمن سلسلة عمليات بدأ التنظيم تصويرها بالطريقة ذاتها خلال الأيام الماضية. وتظهر الصورة لحظة إطلاق النار من بندقية آلية باتجاه القيادي في «تحرير الشام» ويدعى «أبو أحمد السنوسي» داخل سيارة «فان» كان يقودها في مدينة الدانا شمال إدلب. وكان التنظيم نشر الخميس صوراً مماثلة تظهر لحظة قيام أحد عناصره بإطلاق النار على دراجة نارية يستقلها شخصان على طريق معرة مصرين– سرمدا، تبين أنهما ينتميان إلى «جيش العزة» التابع للجيش السوري الحر. في المقابل اعلنت «الهيئة» مقتل عنصر من «داعش»، إثر إلقاء نفسه من مبنى سكني في مدينة سلقين (شمال غرب إدلب) بعد محاصرته من قبل عناصرها خلال حملة أمنية لها في المدينة. وأفاد ناشطون محليون ووسائل إعلام تابعة لـ «تحرير الشام» أن الأخيرة نفذت مداهمات في المدينة لملاحقة خلايا تتبع لـ»داعش» قبل ان يقدم أحد عناصر الأخير بإلقاء نفسه من الطابق الرابع عند محاصرته. وأضافت «الهيئة» أنها نفذت بالتزامن مع ذلك حملة أمنية تستهدف خلايا «داعش» في منطقة سهل الروج، واعتقلت على إثرها عدداً من عناصره، كما استولت على بنادق آلية ومسدسات وأجهزة اتصال وحواسب محمولة. وبدأت الهيئة حملة أمنية تستهدف خلايا «داعش» شمال إدلب وغربها، ونشرت حواجز مكثفة لها على الطريق الرئيسة، ونفذت حملات دهم واسعة.
مشاركة :