بائع التين الشوكى: أبويا مرضيش يدخلنى المدرسة قاللى مش هتنفع فى التعليمبعباءته البلدي، وجسده النحيف، يرتدى على رأسه قبعة زرقاء، يقف خلف عربة صغيرة مصنوعة من الخشب، عليها ثمار التين الشوكي، على ناصية أحد شوارع مدينة ٦ أكتوبر، بسعادة ورضا تلمحها فى عينه.قال محمود رمضان، ١٦ عامًا، ابن محافظة أسيوط، مركز أبوتيج، قرية الأفاضل، بساعد أبويا أحسن ما مد إيدى أو اشتغل حاجة حرام، علشان نعرف نعيش وأصرف مع أبويا على إخواتى الصغيرين، وأضاف، بشتغل بياع من صغري، كان عندى ١٢ سنة وكنت ببيع خضار وفاكهة عندنا فى الصعيد، جيت مصر علشان أساعد أبويا وأنا عندى ١٤ سنة. وأضاف، عمى تاجر وعنده مخزن فاكهة، بناخد منه وننزل نلف فى الشوارع، على حسب كل موسم مرة تين ومرة برتقال ومرة موز، وربنا بيكرم، بنزل الشغل الساعة ١٠ الصبح وبقعد لحد ما اخلص البضاعة، ممكن اكسب فى اليوم ٣٠ أو ٤٠ جنيها، بارجع أنام فى المخزن لحد الصبح».يتوقف محمود قليلًا ويلتقط أنفاسه والدموع تذرف من عينيه قائلا «كان نفسى أتعلم وأبقى مدرس، بس أبويا مرضيش يدخلنى المدرسة قالى مش هتنفع فى التعليم».يعشق محمود الذكر والموالد، لما بنزل أسيوط بروح مولد سيدى أحمد ومولد سيدى الفرغل، ولما بكون فى القاهرة بروح أزور سيدنا الحسين وستنا السيدة زينب، ويضيف محمود «نفسى أكون درويش وألف مصر كلها، ولما أموت يتعملى مقام ويزوره الناس».
مشاركة :