يؤكد دائما الإعلامي المخضرم عبدالله فلاتة بأن نظرته لا تقف عند العاطفه عند ترشيح فرنسا بكأس العالم بل من واقع مشاهدته للديوك الفرنسية بأسلوب وطريقة أدائهم داخل المستطيل الأخضر حيث يقول فلاتةفرنسا أبطال العالم، ولا يصح إلا الصحيح، بطولة مستحقة نالها المنتخب الأقوى، وهنا أذكر بما قلته سابقًا عن ترشيحات كرواتيا وبلجيكا أنها أضغاث أحلام، وعاتبني حينها كثيرون، حتى ليلة أمس هناك من قال لي ماذا ستفعل إن أحرزت كرواتيا اللقب، قلت له فرنسا ومحسومة، ولن أخرج عن فلسفة كرة القدم أن المستديرة ليس لها كبير، لكن الواقع ينبئ بأن الديوك يتجهون بقوة للقب، والبعض يبرر خسارة كرواتيا بأنها لعبت 3 مباريات بأشواط إضافية، بهذه الطريقة الحسبة ليست صحيحة، فطريق منتخب فرنسا كان وعرًا وأكثر صعوبة.. واجهت الأرجنتين وكولمبيا وبلجيكا، على عكس طريق كرواتيا المفروش بالورود، مع ذلك فازت بصعوبة.أما فرنسا فقد حسمت مبارياتها بسهولة ومن الوقت الأصلي، وهي من لم تسمح لأي منتخب أن يسحبها للأوقات الإضافية، وهذا مدلول واضح لمعيار القوة الفرنسية، الحقيقة الثابتة أن الديك يبيض مرة في العمر بيضة واحدة، وقد قدم الديك الفرنسي بيضة من ذهب وسيتواصل إنتاجه بعد أن استعانت فرنسا بأبنائها من الدول «الفرنكفونية» لتقدم نموذجًا كرويًا قويًا يحصد الذهب.من قبل أن تبدأ البطولة كان المنتخب الفرنسي بالنسبة لي المرشح الأول، فقد تابعناه في أمم أوروبا وكيف قدم مستويات كبيرة وكيف خسر النهائي بغلطة أمام البرتغال.. فرنسا بجيلها الحالي بوقبا وجريزمان وإمبابي وكانتي وموتودي ومتيتي وبافال وفاران، جيل ذهبي يستحق أن يعتلي القمة الكروية في العالم، فاللاعبون الفرنسيون أكثر انتشارًا في الدوريات الأقوى في العالم، فمن الطبيعي أن تكون القمة لفرنسا.كرواتيا لم تخسر شيئا، فقد كان طموحها التأهل للدور نصف النهائي، ووجدت نفسها في النهائي، وبالتأكيد أن ذلك لم يكن من فراغ، قدمت مستويات جميلة ورائعة وانتزعت الانتصارات بجدارة، ويضم منتخبهم نخبة من اللاعبين المميزين في مقدمتهم أفضل لاعب في المونديال مودريتش وكالديتش وبقية الكوكبة العصرية الحالية، ولكن إحراز اللقب أمر آخر، مع ذلك يستحق هذا المنتخب كل الاحترام والتقدير على ما قدمه للكرة العالمية.تعاطفي مع بلجيكا كبير، فأداؤهم كان مميزًا خلال المونديال، ونجومهم من العيار الثقيل، وكانوا يستحقون الوصافة، ولكن حظهم العاثر وضعهم أمام الديك في أزهى مراحله الكروية.. فكر عالٍ لفرنسا وأسلوب لعب وشيء من الطريقة الإيطالية في تعطيل الآخر واللعب على المرتدات فاكتملت روعة الفرنسيين باعتلاء قمة العالم الكروية بجدارة وذلك بعد الجارة ألمانيا التي خرجت مبكرًا، إلا أن نجمها لم يأفل، وجميل جدًا للفرنسيين انتزاع الكأس من ألمانيا وتحويله من برلين إلى باريس.حقيقة بطولة الغرائب والعجائب كانت ممتعة للغاية على مدار شهر كامل ونحن نستمتع بالمنافسات على الأراضي الروسية، فروسيا قدمت لنا تنظيمًا رائعًا، والفيفا نجح في أكبر بطولاته، وشخصيًا استمتعت بالطريقة العصرية لتتويج الديوك واختتام المونديال.
مشاركة :