أوصى المشاركون والمشاركات في لقاءات الحوار الوطني العاشر التي نظمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في ختام المرحلة الأولى والتي عقدت في مناطق الحدود الشمالية، الجوف، تبوك والمدينة المنورة، بأهمية استيعاب الطاقات الشبابية وفتح مجالات الترفيه والأنشطة النافعة لملء أوقات الفراغ لديهم بما يعود عليهم بالفائدة ويستثمر طاقاتهم ويحقق رغباتهم وطموحاتهم لمواجهة ظاهرة التطرف وحمايتهم من الانجراف ورائها، ووضع تعريف إجرائي للتطرف فكراً وسلوكيات وتحرير المصطلحات ذات الصلة بالتطرف والغلو والتكفير والإرهاب وتضمينها في المناهج الدراسية وتحديد وتحرير مفاهيم التطرف والتشدد والغلو والإقصاء والإرهاب والجهاد والولاء والبراء وغير ذلك من المفاهيم التي تختلط على الناشئة والشباب لتكون معروفه لدى الجميع ولتسهل مواجهتها والحد من آثارها وأهمية تعزيز مفهوم المواطنة وتكريسه لدى كل المكونات والشرائح العمرية والمجتمعية ليقتنع الجميع بأن الوطن مظلة الجميع والمواطنة حق وواجب لكل مواطن ومواطنه، وإجراء دراسات متعمقة عن التطرف وأسبابه وطرق علاجه بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث وإنشاء كراسي علمية لدراسة التطرف بجميع أشكاله وصوره والعوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تقود إليه. وأشاروا إلى أهمية ترجمة كل ما يخرج من هذه اللقاءات من أفكار وتوصيات إلى برامج عمل وآليات تنفيذية تتم من خلال الوزارات والمصالح الحكومية المعنية بتنفيذها وتأسيس مرصد وطني يقوم على رصد القضايا الوطنية في جميع المناطق وما يرتبط بها من مشكلات وتحديات بحيث يتمكن أبناء الوطن من التواصل معه لتسجيل مايعتقدونه ويعايشونه من تلك القضايا والمشكلات والهموم الوطنية بما يمكن مؤسسات المجتمع ذات العلاقة من التفاعل المستمر مع تلك القضايا والبحث في سبيل علاجها ومواجهتها وإيجاد آليات فاعله لمتابعة وتوجيه ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قضايا اجتماعية ووطنية بهدف التبصير والتوعية بما يمكّن الشباب على وجه الخصوص من الوعي بالقضايا الواقعية التي تبعدهم عن الوقوع في فخاخ التطرف والتشدد، لافتين إلى أهمية دور كبار العلماء والدعاة والأئمة والخطباء في مواجهة الفكر المتطرف من خلال التبصير به بوصفه فكراً مجافياً للوسطية ينطوي على كره الغير كراهية تؤدي إلى انتهاك الضرورات الخمس التي شدّد الاسلام على صونها ممثلة في الدين والنفس والعقل والعرض والمال. وأوضح نائب رئيس مجلس الأمناء لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والأمين العام فيصل بن عبد الرحمن بن معمر أن المركز يجري حالياً دراسة لأبرز الأفكار والرؤى التي طرحها المشاركون والمشاركات في لقاءات الحوار الوطني العاشر واستثمار تلك النتائج في صياغة استراتيجية وطنية شاملة حول التطرف تشارك في تبنيها وتنفيذها الجهات الأخرى المعنية بهذا الموضوع، مشيرا إلى أن المركز يجري استعداداته حالياً للبدء بالمرحلة الثانية من لقاءات الحوار الوطني العاشر والتي ستشمل كل من منطقة نجران وعسير وجازان والباحة ومكة المكرمة. وأكد أنه رغم تنوع الأفكار التي طرحت في كل منطقة، إلا أنه كان هناك شبه اتفاق في جميع المناطق التي شملتها المرحلة الأولى على أهمية مواجهة مظاهر التطرف والتشدد من خلال تعزيز قيم الحوار والوسطية والاعتدال وتعزيز عوامل الوحدة الوطنية في جميع مناطق المملكة.
مشاركة :