الرياض الشرق ساهمت الثقافة الجديدة التي انتهجها رئيس مجلس إدارة نادي النصر الأمير فيصل بن تركي في تربع الفريق الأول لكرة القدم على المراكز المتقدمة في كافة البطولات التي يشارك فيها، فالمتابع لمسيرة الفريق الأصفر منذ بداية الموسم الماضي الذي حقق من خلاله «ثنائية الموسم» دوري جميل للمحترفين وبطولة كأس ولي العهد على حساب غريمه التقليدي فريق الهلال، يعلم جيداً أن الفريق طوى السنوات الصعبة التي كان يعيشها في فترات ماضية. عاد النصر بقوة، وتسيَّد المشهد الرياضي بمستوياته ونتائجه المتميزة، وكأن المثل الشهير «الأرض أرضي.. والزمان زماني» قد كتب للنصر من جديد، وذلك بعد أن وضح أن كل شيء قد ابتسم للفريق الأصفر الذي يبدو أنه مقبل على تأكيد وترسيخ مقولة «العالمي يمرض.. ولكن لا يموت»، بعد أن احتاج كحيلان إلى خمسة مواسم لإعادة صياغة صفوف الفريق وترتيبها من جديد لكي تكون في المقدمة كما كانت، وهو نفس الأمر الذي تؤكده كافة المعطيات في الفترة الحالية، حيث أصبح النصر في المقدمة والبقية من خلفه يتحركون ويتنافسون. البعد عن المهاترات وجاء فوز الفريق الأصفر على منافسه التقليدي الهلال بهدف دون رد في الديربي الكبير في قمة مواجهات الجولة الثانية عشرة من دوري جميل للمحترفين، التي قفز من خلالها الفريق إلى النقطة 31 منفرداً بصدارة الترتيب العام للدوري، لتؤكد أن الفريق لم يحقق ثلاث نقاط فقط، بل كان ضربة وتأكيداً على القوة والسطوة الفنية الكبيرة للفريق في الموسم الماضي والحالي، التي من خلالها أضحى الفريق يقدم دروساً بالمجان لكافة المنافسين ليس داخل الملاعب وحسب، بل خارجها أيضاً، من خلال عدم الدخول في المهاترات والتحديات والتركيز فقط على تجهيز الفريق وإبطال كافة محاولات الحروب الإعلامية لجر الفريق للمنافسة خارج المستطيل الأخضر، وهذا بلا شك أمر يحسب لرئيس مجلس الإدارة الأمير فيصل بن تركي الذي وضح عليه النضوج فيما يتعلق بالتعاطي مع كافة المعطيات الرياضية التي تخص فريقه بشكل واضح. ثقافة طبَّقها الداعمون ولم تقتصر الثقافة النصراوية التي تكفَّل رئيس النادي بصياغتها، داخل أسوار النادي، بل أصبح يعمل بها كافة أنصار النادي، واتضح ذلك من خلال «الدعم بصمت» من قبل شرفيِّي النادي الذين لعبوا دوراً رئيساً في نجاح الفريق في المحافظة على صدارته من خلال إعلانهم في فترات سابقة تحفيز اللاعبين والجماهير من أجل المحافظة على كافة المكتسبات التي حققها الفريق في الفترات السابقة، وهو ما نجح في تحقيقه الفريق من خلال الإطاحة بغريمه التقليدي في الديربي والتأكيد لكافة المتابعين للشارع الرياضي أن النصر بات صاحب الأفضلية لتحقيق النجاحات التي ينتظرها منه جماهيره، جاء ذلك بعد أن أعلنت عضوة شرف النادي الفخرية الكويتية خولة الحساوي رصد مبلغ نصف مليون ريال للفريق في حال تجاوز الهلال، وسيتم تسليمها خلال اليومين المقبلين في مقر النادي من قبل نجلَيْها مبارك ومحمد، بالإضافة إلى التبرع للجماهير النصراوية بـ 5000 تذكرة، وهو نفس الرقم الذي قدمه عضو شرف النادي عبدالله العمران. نجاح الجهاز الفني ولم يختلف الحال بالنسبة للجهاز الفني، إذ وضح تأثير السياسة النصراوية الجديدة على المدرب الأوروجواياني خورخي داسيلفا، فعلى الرغم من قصر فترته مع الفريق، وإشرافه عليه في أربع مباريات، إلا أنه نجح في قيادته وتغيير هويته الهجومية بالشكل الذي يتناسب مع الفريق، ما جعله يحقق نجاحات تضاف إلى نجاحات الجهاز الإداري في الفريق. وحرص المدرب داسيلفا على إبعاد لاعبيه عن الضغوط قبل مباراة الديربي من خلال تصريحات متوازنة قال فيها: «لقد تعلمت في كرة القدم مبدأ احترام الخصم الذي ألعب أمامه، والهلال أحد الفرق الكبيرة ويمتلك عدداً من اللاعبين المميزين، وهو فريق قوي كما هو الحال بالنسبة للنصر، فريقي جاهز فنياً وبدنياً ولياقياً ولا توجد لدينا إصابات واستعداداتنا خلال الأيام الماضية جاءت طبيعية ولم تكن مختلفة عن الاستعداد للمباريات السابقة، كما أنها لن تكون كذلك في المستقبل، واللاعبون يملكون الحماس الكبير والروح العالية لتعويض ما فقدناه من نقاط في المباراة الماضية». وأضاف: «من حسن الحظ أنني أدرب فريقاً يملك اثنين وعشرين لاعباً جميعهم جاهزون للمشاركة في أي مباراة، وهم جميعاً في مستويات متقاربة واللاعبون لديهم الأدوات التي تمكنهم من النجاح، والفريق في إمكانه أن يلعب بأكثر من خطة خلال المباراة الواحدة».
مشاركة :