«واشنطن بوست»: كيف سرق الموساد نصف طن من ملفات طهران النووية السرية؟

  • 7/16/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير، الأحد، تفاصيل جديدة عن سرقة ملفات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني على يد الموساد الإسرائيلي في 31 يناير 2018. وتظهر التفاصيل الجديدة، أن طهران حصلت على معلومات صريحة لتصميم أسلحة من مصدر أجنبي وكانت على أعتاب إتقان تقنيات القصف الرئيسية عندما تم وقف البحث قبل 15 عاما. وأظهرت الوثائق، أن الجهود الإيرانية الطموحة عالية السرية لبناء أسلحة نووية شملت بحوثا مكثفة في صنع معادن اليورانيوم، بالإضافة إلى اختبار متطور للمعدات المستخدمة لتوليد النيوترونات لبدء تفاعل تسلسلي نووي. وقال التقرير، إنه في الوقت الذي أوقف فيه المسؤولون الإيرانيون الكثير من العمل في عام 2003، تُظهر المذكرات الداخلية كبار العلماء وهم يضعون خططا مكثفة لمواصلة عدة مشاريع سرا، مخفية في إطار برامج الأبحاث العسكرية القائمة، حيث كتب عالم إيراني في إحدى المذكرات، “سيقسم العمل إلى قسمين الأول سري (هيكل وأهداف سرية) والثاني علني”. ولا تحتوي الوثائق المسروقة على أي كشف عن النشاط النووي الأخير ولا دليل على أن إيران انتهكت الاتفاق النووي لعام 2015 الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى. واستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الوثائق في الأسابيع الأخيرة لشن هجمات جديدة على الاتفاق النووي، الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه غير كاف لاحتواء طموحات إيران النووية طويلة الأجل. وواصل فريق كبير من الخبراء الإسرائيليين الكشف عن تفاصيل جديدة وتقاسموا في الوقت نفسه المعطيات مع وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية وكذلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوكالة الأممية المسؤولة عن مراقبة النشاط النووي الإيراني. كما شارك المسؤولون الاكتشافات الأخيرة مع مجموعة صغيرة من وسائل الإعلام الغربية الأسبوع الماضي، بحجة أن الأدلة التي كشفت حديثا عن أبحاث الأسلحة النووية المتقدمة في طهران، إلى جانب جهودها المتقنة لإخفاء النشاط مع الحفاظ على الدراية التقنية للاستخدام المستقبلي، تظهر أن إيران لا يمكن الوثوق بها، بحسب ما نشر في التقرير. وعارضت إيران صحة الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل، واصفة إياها بالتزوير، فيما لم يرد المسؤولون الإيرانيون في بعثة الأمم المتحدة بنيويورك على طلب للتعليق. إلى ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير لصحفيين أمريكيين في الإحاطة الإعلامية في تل أبيب، “هذا الأرشيف يفسر سبب شكوكنا”، مضيفا “هذا يفسر السبب في أن الاتفاق النووي بالنسبة لنا أسوأ من لا شيء، لأنه يترك أجزاء أساسية من البرنامج النووي دون معالجة، إنه لا يعيق طريق إيران نحو القنبلة، إنه يمهد الطريق الإيراني إلى القنبلة”. وقال جيك سوليفان، المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية والمشارك في مناقشات مبكرة مع إيران، “كنا حول المائدة التفاوضية لأننا نعلم أن إيران كانت تمتلك طموحات لبناء قنبلة نووية، وأردنا التوصل إلى اتفاق يمكن التحقق منه لمنع هذه الطموحات”. وأفاد مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون بأنهم علموا في أوائل عام 2017 بأن إيران بدأت بشكل منهجي في جمع سجلات حول أبحاث الأسلحة النووية السابقة في البلاد ونقلها إلى مستودع واحد في منطقة شوراباد بجنوب طهران، مشيرين إلى أن المبنى موجود في صف من المستودعات الصناعية ولم يكن هناك أي وجود أمني ظاهر أو ميزات أخرى تشير إلى أن المكان يحتوي على شيء غير عادي. إلى ذلك، بين التقرير أن عملاء الموساد تمكنوا من معرفة التصميم الداخلي للمبنى، بما في ذلك الموقع والمحتويات العامة لـ32 خزنة تحتوي على سجلات ورقية وصور وملفات تخزين كمبيوتر من “Project Amad”، وهو الاسم الرمزي للمشروع النووي الإيراني، مؤكدا أن الجواسيس درسوا الخصائص الأمنية للمبنى وتتبع حركات وجداول العمال الذين احتفظوا بالأرشيف. وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن عملاء المخابرات الإسرائيلية تمكنوا في 6 ست ساعات 29 دقيقة من إنهاء المهمة ومغادرة المدينة. وفي نفس الموضوع نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالاً لريتشارد سبنسر يكشف فيه كيف استطاع الموساد تنفيذ عملية خطيرة للاستحواذ على الملفات النووية الإيرانية. وقال كاتب المقال إن المسؤولين الإسرائيليين كشفوا عن التفاصيل الأولية لعملية اقتحام عملائه لمخزن في طهران يحتوي على الآلاف من الوثائق تتعلق بالملف النووي الإيراني، مشيرة إلى أن العملية تمت تحت اسم “أوشين -11-“. واستطاع عملاء الموساد اختراق المخزن، الذي لم يكن محمياً إلا بجهاز إنذار في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، كما استطاعوا اختراق 32 خزنة مليئة بالملفات السرية، بحسب كاتب المقال، وتابع بالقول إن الموساد استطاع تدمير 50 ألف ورقة و183 جهاز كمبيوتر. وأشار كاتب المقال إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عن نتائج هذه العملية في إبريل/نيسان قبيل إعلان ترامب عن قراراه الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وأوضح أن منتقدي نتنياهو أوضحوا أن العديد من المعلومات تتضمن صوراً أكدت إسرائيل حينها أنها صور لاختبارات أجرتها إيران ضمن برنامجها النوي الأمر الذي تنفيه الأخيرة. ونشرت القناة الثانية العبرية، أن جهاز الموساد الإسرائيلي حصل على آلاف الأوراق من الأرشيف الخاص بالبرنامج النووي الإيراني خلال ست ساعات فقط. وأكدت القناة الثانية، أن عملية سرية جرئية قام بها جهاز الموساد في إيران حصل خلالها على ما يزيد عن ألفي ورقة من الأرشيف الإيراني الخاص بالبرنامج النووي، للمحاولة لنفي الإدعاء الإيراني بأنه ليس لديها أوراق حصلت عليها إسرائيل. وذكرت القناة على موقعها الإلكتروني أن البرنامج النووي الإيراني بدأ في العام 2003، وبأن طهران حصلت على معلومات تتعلق ببرنامجها النووي من دولة أجنبية، مكنها، على ما يبدو من إنتاج قنبلة نووية- بحسب القناة العبرية. وأضافت القناة بأنه من ضمن الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل كتبات بخط باحثين إيرانيين في العام 2003، يتحدثون عن البرنامج النووي الإيراني السري، وهو البرنامج الذي يمهد الطريق للحصول على قنبلة نووية. وأشارت القناة العبرية إلى أن عملاء الموساد حصلوا على هذه الوثائق عبر مخبأ سري في جنوب إيران، خلال ست ساعات و29 دقيقة فقط، وكأنها عملية عسكرية تم تصويرها في فيلم كامل وكتبت من جانبها، صحيفة “معاريف” العبرية، أن عملاء اضطروا ترك باب المخبأ السري الذي يحتفظ بالوثائق الإيرانية مفتوحا، بغرض الحصول على أكبر قدر من تلك الوثائق، في وقت اندفع حارس المقر، يعلن النفير العام وبعدها ينطلق عشرات الضباط الإيرانيين في الوصول للمكان، ولكن كان عملاء الموساد قد سبقوهم في الهروب. وتفيد القناة العاشرة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني بأن الموساد نجح في كسر 32 صندوقا كان يضم وثائق البرنامج النووي الإيراني، وكسروا خلال العملية الناجحة بابين كبيرين.

مشاركة :