في الدقيقة 52 من عمر نهائي كأس العالم لكرة القدم ومع بدء هجوم للمنتخب الكرواتي الذي كان يحاول تعويض تقدم منافسه الفرنسي بهدفين مقابل هدف، اقتحم أربعة أشخاص يرتدون أزياء مشابهة لزي الشرطة أرض الملعب. ثلاثة نساء ورجل نجحوا في مغافلة الإجراءات الأمنية المشددة في استاد لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو وتمكن ثلاثة منهم من تعطيل المباراة لثواني قبل أن يبعدهم أفراد الأمن، بمساعدة من بعض اللاعبين الكروات، إلى خارج المستطيل الأخضر. بعد انتهاء المباراة، اتضح أن مقتحمي نهائي المونديال هم أصحاب رسالة سياسية احتجاجية بل ويمثلون أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل في المجتمع الروسي في العقد الجاري. الشرطي يدخل الملعب فرقة موسيقى الـ "بانك" الروسية "بوسي رايوت"، والمكونة في معظمها من النساء، أعلنت مسؤوليتها عن اقتحام الملعب، وتبين في وقت لاحق أن المقتحمين هم بيوتر فيرزيلوف ونيكا نيكولشينا وأولغا كوراتشيوفا وأولغا باختوسوفا. وفي بيان نشرته الفرقة عبر "فيسبوك"، تضمنت مطالب المحتجين "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين" و"السماح بالمنافسة السياسية في البلاد" و"وقف تلفيق الاتهامات وإبقاء الناس في السجون بلا سبب". ووجهت الشرطة إلى المقتحمين اتهامات بارتكاب جنحتي مخالفة قواعد حضور الفعاليات الرياضية، وارتداء زي شرطي بشكل غير شرعي. وقالت الفرقة إن اقتحام معلب نهائي المونديال كان عرضا يحمل اسم "الشرطي يدخل الملعب"، في إشارة لقصائد للشاعر الروسي الراحل ديميتري بريغوف الذي توفي في نفس اليوم قبل 11 عاما والذي كان من معارضي النظام في حقبة الاتحاد السوفييتي. الاحتجاج بالفن بزغ اسم "بوسي رايوت" على الساحة المحلية والعالمية في 2012، بعد عام على تأسيسها، عبر استعراضات في الشوارع والمساحات العامة واشتهروا بدعم حقوق المثليين والقضايا النسوية ومعارضة الرئيس فلاديمير بوتين. وكانت نقطة التحول للفرقة في شباط/فبراير 2012 هي استعراض نفذته خمسة من أفرادها في كاتدرائية "المسيح المخلص" في موسكو أدوا خلاله أغنية تنتقد بوتين ومساندة الكنسية الروسية له. وتطلب كلمات الأغنية من السيدة العذراء مريم أن تخلصهن منه. ألقي القبض عل أعضاء الفرقة حينها وحكم على اثنتين منهن بالسجن عامين بتهم بعد ان أدانهم القضاء بـ "محاولة تقويض النظام الاجتماعي" والتحريض على الكراهية الدينية. ومنذ تلك الحادثة، تحولت فرقة "بوسي رايوت" إلى رمز للاحتجاج على نظام الرئيس بوتين.
مشاركة :