المحتجون عند حقل السيبة العراقي يطالبون بوظائف وتحسين الخدمات

  • 7/16/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قالت الشرطة العراقية، إن نحو 200 متظاهر تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل السيبة للغاز الطبيعي اليوم الإثنين، فيما تتواصل الاحتجاجات والاضطرابات منذ أكثر من أسبوع بسبب تردي الخدمات في مدن واقعة في جنوب العراق في ظل غموض سياسي. وسلط الغضب المتصاعد الأضواء على أداء رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يسعى لفترة ثانية في المنصب بعد انتخابات برلمانية جرت في 12 مايو/ أيار، وعكست استياء واسع النطاق من الأحوال المعيشية والفساد. وتعرضت مدينة البصرة النفطية وأنحاء أخرى من جنوب البلاد حيث يقطن غالبية من الشيعة للإهمال سواء خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين، أو ما تلاه من حكومات بقيادة شيعية بعد الإطاحة به. وسبق أن وقعت احتجاجات مماثلة في الماضي. لكن الاضطراب هذه المرة أوسع، إذ استهدف المحتجون للمرة الأولى مقرات رئيسية للحكم المحلي بل ومباني تابعة لفصائل شبه عسكرية قوية. وقتل ثلاثة متظاهرين في اشتباكات مع قوات الأمن وأصيب عشرات بجروح. وفي مشهد نادر اقتحم المحتجون مطار النجف الأشرف الدولي لفترة وجيزة وتوقفت حركة الطيران مؤقتا. وكان العبادي قد أعلن أن حكومته لتصريف الأعمال ستنفق على المياه والكهرباء والخدمات الصحية في البصرة التي كانت ذات يوم تشبه بمدينة البندقية الإيطالية بسبب شبكة قنواتها المائية. وقال مسؤولون في حقل السيبة، إن الاحتجاج لم يؤثر على العمليات في الحقل الذي تديره شركة كويت إنرجي. وقال أحد المحتجين من العاطلين عن العمل، «نتظاهر قرب الحقل للضغط على الشركة لتوفير وظائف لنا. نحن نسكن قريبا من هنا ونشاهد يوميا مئات العمال الجالسين هنا دون وظائف وليست لديهم القدرة على شراء الطعام لأبنائهم». واحتشد سكان غاضبون من مدينة البصرة عند المدخل الرئيسي لثلاثة حقول نفط رئيسية هي غرب القرنة 1 وغرب القرنة 2 والرميلة. وقال مسؤولون محليون، إن الاحتجاج لم يؤثر على إنتاج الخام في البصرة التي تمثل شحناتها أكثر من 95 بالمئة من إيرادات العراق العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك». وأي تعطيل للإنتاج سيكون له أثر كبير على الاقتصاد وقد يدفع أسعار النفط العالمية للارتفاع. ويتصاعد الغضب في وقت دقيق يسعى فيه ساسة إلى تشكيل حكومة بعد انتخابات شابتها اتهامات بالتزوير أدت إلى إعادة فرز الأصوات. وحلت الكتلة السياسية التي يتزعمها رجل الدين مقتدى الصدر في المرتبة الأولى في الانتخابات بعد تعهده بتحسين الأحوال المعيشية ومواجهة الفساد. ولم ترد تقارير عن هجمات موجهة ضد كتلة الصدر أو أتباعه. وفي الماضي كان كثير من المحتجين في الجنوب مؤيدين للصدر الذي عاد بقوة ليتصدر الساحة في الانتخابات بعد تهميش منافسين مدعومين من إيران له على مدى سنوات. والاضطرابات في الجنوب قد تعطيه ميزة في التفاوض على تشكيل حكومة جديدة بتسليط الضوء على فشل الزعماء الحاليين. ولم يرشح الصدر، وهو إبن رجل دين بارز قتل لتحديه صدام حسين، نفسه لمنصب رئيس الوزراء، لكن ربما تكون له كلمة نافذة في اختيار من يتولى المنصب. وربما كان للمرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني، الذي يتبعه ملايين الشيعة، دورا في جرأة المحتجين. فقد عبر السيستاني خلال خطبة الجمعة التي بثها التلفزيون على الهواء عن تضامنه مع المحتجين، إذ قال، إنهم يعيشون في ظل تدهور بالغ للخدمات. وإلى جانب احتجاجهم عند حقول النفط الثلاثة أغلق المحتجون ميناء أم قصر الذي يستقبل شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر. وقال مسؤولون في الميناء، إن من المتوقع أن يدخل الميناء حيز التشغيل الكامل اليوم الإثنين أو غدا الثلاثاء بعد التوصل إلى اتفاق مع المحتجين.

مشاركة :