سنوات الانتصار والانكسار.. شهادة صلاح منتصر على ثورة يوليو

  • 7/17/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يقدم الكاتب الصحفى الكبير صلاح منتصر شهادته عن ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ تحت عنوان «شهادتى على عصر عبدالناصر.. سنوات الانتصار والانكسار» فى أحدث إصداراته من سلسلة «كتاب اليوم». يقع الكتاب فى ١٤٠ صفحة، ويتكون من ستة فصول بعناوين مختلفة، منذ تأسيس الحركة المباركة أو حركة الضباط الأحرار فى صفوف الجيش مرورًا بنجاحها وإعلان الجمهورية، وحدة مصر وسوريا والصراع العربى ودوره فى نكسه ٦٧، انتهاء بشهادته على كل هذه الأحداث. يخرج الكتاب بمقدمة بقلم رئيس تحرير السلسلة الكاتب الصحفى علاء عبدالهادى. تكتسب أهمية شهادة «منتصر» من الموقع الذى كان يشغله أثناء قيام الثورة، هذا المكان الذى يجعله محايدًا راصدًا لما يحدث ومن خلال معايشته لهذه الأحداث كصحفى فى أخبار اليوم، وكذلك كعامل فى أحد المصالح الحكومية، كما أن موقف منتصر من الثورة، فلم يكن «منتصر» كما يقول أحد ضحايا الثورة أى لم تحرم الثورة عائلته من أراضيها ضمن حركة الاصلاح الزراعى، كما لم يأمموا له مشروعًا أو لم توقفه عن العمل. منذ رحيل عبدالناصر والسادات وهناك المئات من الشهادات التى تخرج عن ثورة يوليو هذا الحدث الذى شكل حاضرنا اليوم، وتمتد آثاره إلى المستقبل، يكتب منتصر شهاداته لأسباب يوضحها فى مقدمة الكتاب فيقول:» وأنا أكتب شهاداتى عن هذه الثورة فإننى أكتبها أولًا، لأن هناك جيلين على الأقل لم يشهد أحدهما أحداث الثورة أو قرأ عنها قراءات متناثرة تجمع الخط الدرامى للثورة. ورغم أن الشهادة تتناول أحداث الثورة كلها، إلا عنوان الكتاب يوضح أن عبدالناصر الزعيم الراحل هو محور الكتاب، ويوضح علاء عبدالهادى سبب ذلك فى مقدمته فيقول: «هناك من رفع عبدالناصر إلى منزلة تكاد تكون مقدسة، ورفيعة لا يجوز معها الاقتراب بالنقد لأى قرار من قرارات ناصر.. وهناك من شيطن عبدالناصر ورأى فيه ديكتاتور قادا البلاد إلى هزائم نكراء، بدأت بالقرارات الاجتماعية، التى قضت على الرأسمالية الوطنية، وأوردتنا فى المهالك بالتورط فى حرب اليمن، واكتملت الكارثة بالهزيمة التى أسميناها نكسة ٦٧، مئات بل آلاف المراجع العلمية تناولت وما زالت تتناول ثورة ٢٣ يوليو، وتناولت عبدالناصر ودوره وتأثيره وأسلوب اتخاذه للقرار، هل كان ديمقراطيًا أم كان متسلطًا لا يسمع إلا نفسه؟..شهادة صلاح منتصر لا يريد من ورائها شيئًا.. شهادة أشبه بأمانة يريد أن يؤديها».بالإضافة إلى موقعه كمحرر صحفى فى مجلة آخر ساعة أحد إصدارات مؤسسة أخبار اليوم، يعتمد «منتصر» فى شهاداته على المؤلفات التى كتبها عدد من الضباط الأحرار، بالإضافة إلى كتابات الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل بحكم موقعه المقرب من الزعيم الراحل. يلقى «منتصر» اللوم على سياسيات عبدالناصر الاقتصادية، فيقول: «لا شك أن عبدالناصر كان منحازًا للفقراء الذين كان يعتبر نفسه من بينهم، وأنه كان خالص النية فى إصلاح مصر، ولكن المؤكد كما كشفت السنوات بعد ذلك أن وسائل الإصلاح التى اتخذها لم تحقق الهدف الذى تصوره، بل ربما جاءت فى معظمها بنتائج عكسية. الأمر الثانى الذى ينتقد «منتصر» هو اشتراك مصر فى حرب اليمن الذى يعتبر أن الوحدة مع سوريا هى السبب الأساسى هو التوريط فى حروب اليمن، التى لم يسبق للقوات المصرية أن عرفتها بطبيعتها الجبلية، وكذلك بحروب العصابات التى لم يسبق لها أن مارستها.بالإضافة إلى ذلك ينتقد «منتصر» فى شهادته القضاء على الاقطاع وتفتيت الملكية الزراعية، تلك القرارات التى أدت إلى تقسيم الأراضى إلى قراريط بسبب الصراع بين الورثة ما سمح لزحف العمارات والمبانى على الأراضى الزراعية، فأدى ذلك إلى ضعف الزراعة. وفى ختام شهادته يتساءل «منتصر»: أليست هناك إيجابيات؟! فيجيب عن هذا السؤال قائلًا: «يسجل لعبد الناصر أنه واجه هزيمة يونيو بعمل جاد فى إعادة بناء القوات المسلحة حتى كون الأساس الذى جره بعده استكماله وتحقيق نصر أكتوبر، كما يسجل له أنه لم يعش لبلده فقط، فقد جاء فى وقت سيطر فيه الاستعمار، وبدأت الدول بعد انتهاء الحرب العالمية وتغير الظروف تتطلع إلى التحرر من مستعمريها، فقام أولًا بتحرير مصر من الاحتلال الإنجليزى الذى خرج آخر جنوده فى يونيو ٥٦ بعد احتلال دام ٧٠ سنة. وفى نفس الوقت راح بإخلاص شديد يساعد الدول الأخرى فى حروبها المشروعة ضد الاستعمار.

مشاركة :