تونس – لم يسفر اجتماع، التأم بقصر الرئاسة التونسية بالعاصمة الاثنين وضم أبرز الفاعلين في المشهد السياسي في البلاد، عن نتيجة أو مواقف أو قرارات من شأنها المساهمة في حل الأزمة السياسية التي تعيشها تونس. وكانت نتيجة اللقاء، الذي ضم رئيسي الحكومة والبرلمان وزعيمي الحزبين الكبيرين في البلاد نداء تونس والنهضة إلى جانب رئيسي منظمتي العمال وأرباب العمل، مخالفة للتوقعات خاصة مع عقد الاجتماع ساعات قليلة بعد بث حوار للرئيس الباجي قائد السبسي انتقد فيه حكومة يوسف الشاهد ودعاها إلى تجديد ثقة البرلمان فيها. وذكر بيان مقتضب، نشر على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية على موقع فيسبوك، أن الاجتماع “تناول السبل الكفيلة بتجاوز الأزمة السياسية الراهنة وضرورة تحمل مختلف الأطراف السياسية لمسؤولياتها لإيجاد الحلول اللازمة مع تغليب المصلحة العليا للوطن”. وعلمت مصادر “العرب” أنه حصلت خلال الاجتماع اتهامات متبادلة بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد والمدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي بشأن التسبب في أزمة النداء. وقالت نفس المصادر إن الغنوشي اكتفى بالقول إن الحزب الذي يريد أن يقيل الحكومة عليه أن يعرض ذلك على البرلمان أي توفير النصاب اللازم لإقالتها. عماد الخميري: رئيس الحكومة طرف أساسي لا بد من الاستماع إليه في تقييم جهدهعماد الخميري: رئيس الحكومة طرف أساسي لا بد من الاستماع إليه في تقييم جهده وأشارت المصادر إلى أن نورالدين الطبوبي، أمين عام اتحاد الشغل، حمل رئيس حركة النهضة مسؤولية توتر الوضع الاجتماعي في البلاد. ولفت الطبوبي إلى أن الاتحاد لديه التزامات تجاه أنصاره، ولا يمكن أن يقبل باستمرار وضع الحكومة في حالة الجمود الحالية. ووصف رضا بالحاج القيادي في حزب تونس أولا في تصريح لـ”العرب” الاجتماع قبل انطلاقه بأنه “لقاء مهم”، وقال “السبسي سيواصل التأكيد على وجود خلاف حقيقي بين النهضة وباقي القوى الحداثية والديمقراطية”، مشيرا إلى أن الرئيس سيحث القوى التقدمية على الدفع إلى الفرز السياسي على قاعدة مشروعين. وأكد بلحاج أن على القوى الديمقراطية أن “تصطف للدفاع عن المشروع الحداثي”. وبحسب وصف المتحدث الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري، تؤكد الحركة أهمية دعوة رئيس البلاد إلى التحاور، وبحث حلول لمصير الحكومة الحالية بحضور الشاهد يعد “أمرا إيجابيا”. وقال الخميري في تصريح لوكالة الأنباء التونسية إنه لأول مرة يتم عقد اجتماع بهدف البحث عن حلول حول مصير الحكومة بحضور رئيس الحكومة منذ البدء في مناقشة وثيقة قرطاج 2. وتابع “رئيس الحكومة طرف أساسي لا بد للاستماع إليه في مناقشة وتقييم جهده”. وتتمسك النهضة ببقاء الشاهد على رأس الحكومة الحالية وتعارض كل دعوات تغييره أو تغيير فريقه كليا. ويأتي اجتماع الاثنين في وقت تشتد فيه الأزمة السياسية في تونس بسبب مطالبة حركة نداء تونس والاتحاد العام التونسي للشغل باستقالة الحكومة الحالية، باعتبار عدم توصلها إلى حلول تنهي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها تونس. وأثار حوار للرئيس التونسي بثته قناة “نسمة” المحلية جدلا واسعا في البلاد، حيث قال الباجي قائد السبسي “إن أمام رئيس الحكومة الاستقالة أو التوجه إلى البرلمان لتجديد الثقة إذا استمرت الأزمة السياسية”. واعتبر الخميري أن حسم مسألة استقالة الحكومة أو طلبها تجديد ثقة البرلمان فيها “موضوع سياسي يحتاج إلى التوافق حول الآليات الدستورية التي سيتم اللجوء إليها”. في المقابل يرى عضو البرلمان عن الجبهة الشعبية زياد لخضر أن “السبسي بين أنه مصطف ضد رئيس الحكومة ويرغب في ذهابه، لكنه في الوقت ذاته لا يعبر عن ذلك بوضوح”، واعتبر لخضر أن موقف السبسي من الشاهد شبيه بموقفه من رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد.
مشاركة :