الرياض - بدأت السعودية أمس أولى الخطوات الملموسة نحو بناء برنامجها للطاقة النووية السلمية، باستقبال مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة لوفد من وكالة الطاقة الذرية لإجراء مراجعة متكاملة للبنية التحتية للطاقة الذرية في البلاد. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن المراجعة التي بدأت الأحد الماضي وتستمر حتى 24 يوليو الجاري، تعتبر مرجعا أساسيا تستند إليه الوكالة في تقييم خطوات السعودية لإدخال الطاقة النووية للاستخدامات السلمية. ومن المقرر أن تركز الزيارة على التأكد من توافق المشروع السعودي مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة، وحصول الرياض على تأييد الوكالة والمجتمع الدولي للمشروع السعودي. وتقدم الوكالة عادة تلك المراجعة المتكاملة للبنية التحتية للطاقة الذرّية لجميع الدول الأعضاء من أجل إعداد تقييم متكامل بمشاركة خبراء دوليين في جميع تخصصات برامج الطاقة النووية وتطوير البنية التحتية. ومن المتوقع أن تقوم الوكالة في نهاية المراجعة بتقديم بعض التوصيات والمقترحات في ما يتعلق بتحسين وتطوير البنية التحتية للطاقة النووية لإكمال الاستعدادات لبناء مشروع الطاقة النووية السلمية. وكان مجلس الوزراء السعودي قد أعطى في مارس الماضي، موافقته على السياسة الوطنية لبرنامج الطاقة الذرية، والتي تضمنت تحقيق معايير الأمان والأمن في المرافق النووية والإشعاعية. وتريد الرياض بناء طاقة إنتاجية تبلغ 17.6 غيغاوات من الكهرباء المنتجة من الطاقة النووية بحلول 2032. واكتسبت خطط السعودية النووية زخما حينما فتحت الباب في ديسمبر الماضي أمام شركات أميركية لبناء مفاعلين نوويين، وفق خطة إصلاح يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لخفض اعتماد بلاد على النفط. وكشفت وزارة الطاقة الكورية الجنوبية مطلع هذا الشهر أن الرياض أبلغتها بأن مؤسسة الطاقة الكهربائية الكورية “كيبكو” دخلت القائمة القصيرة، التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا، في سباق الفوز بتنفيذ المشروع النووي السعودي.