حيت الصحف الكرواتية بفخر أبطال المباراة النهائية بعد نجاح هذه الدولة الصغيرة في تحقيق الإنجاز وخوض لقاء قمة مونديال روسيا 2018 الذي انتهى بخسارتها أمام فرنسا 2-4.«شكراً، أيها الأبطال! لقد بذلتم قصارى جهودكم!»، كان عنوان صحيفة «سبورتسكي نوفوستي» الرياضية الكرواتية، وكتبت "أنتم الأبطال، أنتم الفخر، ستبقى أسماؤكم مدونة بأحرف ذهبية إلى الأبد!». وأظهرت الصحيفة صورة لقائد المنتخب لوكا مودريتش الذي اختير أفضل لاعب في البطولة وهو يحمل الجائزة المرموقة، لكن الحزن بدا واضحاً على وجهه.أما صحيفة «يوتارنيي ليست» فأضافت: «قلوب شجاعة - لقد جعلتمونا فخورين بكم»، وكان لسان حال «فيسيرنيي ليست» مماثلاً بقولها «كرواتيا تحتفل معكم، أنتم ذهبنا».ونوهت الصحيفة أيضاً بأن كتيبة المدرب زلاتكو داليتش «جعلت كرواتيا افضل» على مدى الشهر الماضي. وقالت «أعادوا الكبرياء إلينا وأزاحوا التشاؤم قبل بداية البطولة»، في دولة يعتبر فيها الاقتصاد ألأضعف في الاتحاد الأوروبي.وحظي المنتخب الكرواتي باستقبال الأبطال لدى عودته من موسكو في، وكان في استقباله أكثر من 100 ألف شخص في زغرب. ورغم إخفاق المنتخب الكرواتي في تحقيق المعجزة بالتتويج ببطولة كأس العالم، لكن الوصول للنهائي يمثل نجاحاً مذهلاً للبلد الصغير الواقع في منطقة البلقان، الذي انفصل عن يوغسلافيا عام 1991.وحققت الرياضة الكرواتية عدة إنجازات خلال تلك الفترة القصيرة، حيث فاز فريق كرة السلة بالميدالية الفضية في أولمبياد برشلونة عام 1992، خلف منتخب الأحلام الأمريكي، الذي كان يضم حينها أساطير كرة السلة في العالم مثل مايكل جوردان وماجيك جونسون.كما فاز منتخب كرة اليد بكأس العالم عام 2003، والميدالية الذهبية في أولمبياد 1996 و2004 بالعاصمة اليونانية أثينا، فيما توج منتخب كرة الماء ببطولة العالم عام 2007 وبأولمبياد لندن عام 2012.كما جاء تتويج اللاعبة يانيتسا كوستيليتش بميدالية ذهبية وأخرى فضية في سباقات التزلج الألبي بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2002 ضمن الإنجازات الرياضية لكرواتيا، فضلاً عن فوز الفريق الكرواتي للتنس ببطولة كأس ديفيز عام 2005، وتتويج النجم المعتزل جوران إيفانيسفيتش بلقب بطولة إنجلترا المفتوحة للتنس (ويمبلدون) عام 2001، ومارين شيليتش ببطولة الولايات المتحدة (فلاشيج ميدوز) عام 2014، اللتين يعدان ضمن بطولات (جراند سلام) الأربع الكبرى.وفازت بلانكا فلاسيتش ببطولة العالم لألعاب القوى عامي 2009 و2011 في منافسات الوثب العالي، فيما نالت ساندرا بيركوفيتش ذهبية الأولمبياد عامي 2012 و2016 في منافسات رمي القرص، على سبيل المثال لا الحصر. وقال النجم الكرواتي إيفان راكيتيتش «إن الرياضة جزء من الهوية الوطنية في البلد الصغير، الذي لا يزيد عدد سكانه عن أربعة ملايين نسمة».أوضح راكيتيتش: «إنني لا أحاول القول بأن هذه المشاعر تفوق تلك التي لدى الفرنسيين لفرنسا أو للروس من أجل روسيا».أضاف لاعب الوسط الكرواتي «نمتلك هذا الرابط الخاص. عندما ترتدي قميص كرواتيا المقدس فإنه يتعين عليك أن تصبح شخصاً آخر. لدينا هذا التضامن، هذه الوحدة الفريدة - ليس فقط في كرة القدم».وتابع «إننا استثنائيون في التنس، وكرة اليد والسلة وكرة الماء. إذا كنا سنخوض بطولة في تنس الطاولة، فإننا سوف نقف جميعاً خلف اللاعب الذي يمثل البلاد، هذا أمر ينطبق علينا جميعاً». من جهة أخرى، كان هناك غضب كرواتي من الحكم الأرجنتيني الذي أدار اللقاء النهائية وقال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش: «أريد فقط أن أقول كلمة واحدة للحكم: أنت لا تمنح ركلة جزاء مثل هذه في نهائي كأس عالم».ولم يعط الحكم الأرجنتيني نستور بيتانا الركلة في بادئ الأمر لكن مساعد الحكم في غرفة تقنية الفيديو طلب منه مشاهدتها وحكم بأنها ركلة جزاء للمس بيرسيتش لاعب كرواتيا كرة جيريزمان الركنية بيده وتابع زلاتكو: «لعبنا بشكل جيد لكن ركلة الجزاء أحبطتنا وبعد ذلك أصبح التعويض صعباً. كنا نريد الفوز بالكأس لكن هذه حال الكرة. الفرنسيون لم يفاجئونا ونحن من سمح لهم بإدخال كرتين سهلتين وفوقها هدف بنيران صديقة وآخر بركلة جزاء. عندما تهتز شباكك 4 مرات لا تتوقع أن تفوز بالمباراة». كابتن كرواتيا لوكا مودريتش علق من جهته قائلاً: «لا نشعر بالندم لأننا كنا الفريق الأفضل في المباراة، لسوء الحظ دخلت أهداف غبية شباكنا، الفرنسيون سيحتفلون لكن رؤوسنا ستظل مرتفعة، عندما تهدأ المشاعر سنكون أكثر قدرة على التحليل». راكيتيتش، نجم برشلونة، قال من جانبه: «كنا الفريق الأفضل في الشوط الأول وكنا نهجم لكننا لم نكن محظوظين. سجلوا 4 أهداف من 3 تسديدات على المرمى لكنني أهنئهم، استحقوا الفوز». وعلق المدافع فيرساليكو: «لعبنا بقلوبنا ولسنا نادمين وأتمنى ألا يشعر المشجعون بالإحباط أيضاً، سنبقى في ذاكرة التاريخ إلى الأبد أداء وسلوكاً وسفراء».مواساة رئاسيةأظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روحاً رياضية عالية بعد أن زار غرفة خلع ملابس المنتخب الكرواتي ليواسي اللاعبين بعد الهزيمة.ونشر الحساب الرسمي لمنتخب كرواتيا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» صوراً للرئيس الفرنسي وهو يتحدث مع اللاعبين ويواسيهم، مع عبارة «بادرة كبيرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقدومه من أجل تهنئة اللاعبين».
مشاركة :