كان هدف واحد فقط من رباعية المنتخب الفرنسي في شباك نظيره الكرواتي في المباراة النهائية لكأس العالم 2018، مسجلاً من قبل لاعب تجاوز عمره ثلاثين عاماً، وهو الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي وجه الكرة إلى داخل شباك منتخب بلاده بالخطأ.أما الأهداف الثلاثة الأخرى لفرنسا، فقد سجلت من لاعبين لا تتجاوز أعمارهم 27 عاماً، بل كان النجم كيليان مبابي (19 عاماً) ثاني أصغر لاعب يسجل في المباراة النهائية في تاريخ المونديال، بعد الأسطورة البرازيلي بيليه، الذي حقق الرقم القياسي في مونديال 1958. وكان رافاييل فاران، لاعب ريال مدريد الإسباني، والبالغ من العمر 25 عاماً، بمثابة اللاعب المخضرم في دفاع المنتخب الفرنسي، الذي يضم أيضاً صامويل أومتيتي (24 عاماً)، ولوكاس هيرنانديز (22 عاماً) لاعبي برشلونة وأتلتيكو مدريد، على الترتيب، وبنيامين بافارد (22 عاماً) لاعب شتوتجارت الألماني، الذي سجل هدفاً ثميناً في شباك الأرجنتين في دور الستة عشر.وعلى مقعد بدلاء المنتخب الفرنسي، تواجد عثمان ديمبلي (21 عاماً)، لاعب برشلونة، وكورنتين توليسو (23 عاماً)، لاعب بايرن ميونيخ الألماني.ومن خلال العناصر الشابة البارزة، والقوة التي استعرضها المنتخب الفرنسي خلال مشواره المونديالي، توقعت وسائل إعلام حول العالم، أن المونديال الروسي سيكون بمثابة انطلاقة لحقبة تفرض فيها الكرة الفرنسية هيمنتها.وقالت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية: «إرادة ومهارة وأسلوب تدريبي دقيق، شكّلت فريقاً من الشباب بات مخيفاً لكل منتخبات العالم».وأضافت الصحيفة: «في يوم عاصف في موسكو، باتت فرنسا بطلة العالم للمرة الثانية، وقد اختتمت مرحلة بالانتصار كما قدمت مؤشراً لتتويج آخر قادم».وجاء رأي صحيفة «ذا صن» مشابهاً، حيث ذكرت: «الخطورة تكمن في أن المنتخب الفرنسي سيتطور أكثر، وسيشكل العقبة (أمام منافسيه) في يورو 2020، وكذلك بعدها بعامين خلال كأس العالم 2022».وفي إسبانيا، توقعت صحيفة «ماركا» حقبة جديدة في كرة القدم، وذكرت: «النهائي كان ملخصاً لكأس العالم، وشهد استعراض القوة. هذه ليست فرنسا الإمبراطور الواحد، وإنما هو فريق كأنه مصنوع من الجرانيت».وذكرت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية «الكفاءة والتنظيم: هكذا كون ديشان المنتخب الفرنسي بطل العالم». وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى الدور الذي قد يكون التتويج لعبه في معالجة المشكلات الاجتماعية التي تشهدها فرنسا، وذكرت: «لا يزال هناك الكثير الذي يجب تقديمه، فالضواحي التي انفجرت فرحاً مساء الأحد، قد تنفجر غضباً غداً».وجاء تعليق صحيفة «بليك» السويسرية مشابهاً، وقد قارنت تتويج فرنسا أمس، بتتويجها بلقبها السابق في المونديال، في نسخة 1998، حيث توحد الفرنسيون حينذاك تحت راية الفخر في ظل التنوع العرقي لمنتخبهم.وذكرت الصحيفة: «فرنسا يجب أن تستمتع بلحظة الوحدة. لقب كأس العالم هذا يحمل قوة قادرة على توحيد المجتمع. مثلما كان الحال في 1998. ولكننا اليوم نعرف أن هذا يعد لحظة من الزمن.. ولكن كرة القدم لا يمكن لها حل مشكلات التوحيد. سواء في فرنسا أو في أي مكان آخر».
مشاركة :