قالت صحيفة "فينانشال تايمز" البريطانية إن الاضطرابات بسبب البطالة ونقص المياه والكهرباء في العراق، يكشف هشاشة حالة ثاني أكبر منتج للنفط، في منظمة أوبك، بعد 15 عامًا من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين. وتابعت "تأتي الاحتجاجات بعد شهرين من تصويت العراقيين في الانتخابات البرلمانية، بما يقوض فرص رئيس الوزراء حيدر العبادي في الحصول على فترة رئاسة ثانية". وأضافت "دخلت موجة من الاحتجاجات التي هزت العراق الأسبوع الثاني، في الوقت الذي تخوض فيه الحكومة معركة لاحتواء الغضب المتصاعد من سوء نوعية الخدمات العامة والفساد والبطالة، في الوقت الذي يعاني فيه البلد من شلل سياسي". وتابعت "نشرت بغداد قوات أمن إضافية في جميع أنحاء المحافظات الجنوبية التسع في العراق خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأغلقت الإنترنت بعد تصاعد الاحتجاجات مع متظاهرين هاجموا المباني الحكومية والمكاتب السياسية". ونوهت بأن حوالي 200 متظاهر احتجوا أمام المدخل الرئيسي لحقل غاز صبا في محافظة البصرة. ومضت تقول "جاء الائتلاف السياسي الذي يقوده عبادي، المرشح المفضل لدى الغرب، في المركز الثالث في الانتخابات، التي شهدت مشاركة بنسبة 44 في المئة، وهو رقم قياسي يسلط الضوء على خيبة أمل العراقيين المتزايدة مع قادتهم". وأضافت "لكن بالنظر إلى الطبيعة المجزأة للمشهد السياسي، لم تقترب أي مجموعة من تأمين الأغلبية، وكان رئيس الوزراء يأمل في الاحتفاظ بمنصبه في الإدارة المقبلة، في الوقت الذي يتفاوض فيه السياسيون حول تشكيل ائتلاف حاكم". وتابعت "عادة ما يستغرق الأمر شهورًا، حتى يتوصل زعماء العراق المتنافسون إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة، وقد تعقدت هذه العملية هذا العام؛ بسبب مزاعم بالاحتيال وقرار بإعادة فرز الأصوات في بعض المحافظات يدويًّا. وزاد الاضطراب السياسي التوتر في البلاد وزاد من مشاعر الإحباط لدى العراقيين". ونقلت الصحيفة عن ضياء الأسدي، رئيس المكتب السياسي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، قوله "لم يناد أحد بهذه المظاهرات، فقد خرج الناس إلى الشوارع وهم يحتجون. تدهور الوضع على مستويات مختلفة، وهذا ما يجعل الأمر خطيرًا للغاية". ونقلت عن ريناد منصور، المحلل العراقي في "تشاتام هاوس": "فقد العديد من العراقيين الثقة في أن تجلب الانتخابات التغيير، مما جعلهم يأخذون شكواهم إلى الشوارع". وأضاف منصور "يمكن أن يكون هذا تهديدًا للعملية السياسية برمتها. إنهم يريدون محاربة النظام. إنهم يعرفون أن البصرة تقع على معظم ثروة العراق، ومع ذلك لا يمكن تلبية احتياجاتهم الأساسية". ونقلت الصحيفة عن أحمد وحيد، وهو ناشط في البصرة، قوله "تختلف مطالب الناس تختلف عن الاحتجاج على عدم قيام شركات النفط الأجنبية بتعيين السكان المحليين، عن الاحتجاج على سوء نوعية المياه. في الوقت الحالي، كل من لديه مشكلة يحتج بشأن ما يخصه كأولوية رئيسية، وهذا لا يساعد الأسباب الرئيسية. كلهم تقريبًا يتشاطرون الإحباط بسبب وضع الكهرباء". واختتمت الصحيفة بقولها "كان العراقيون يأملون في إعادة البناء بعد أن أعلنت الحكومة النصر على داعش في نهاية عام 2017، لكن الكثير من الناس يقولون إن مستويات معيشتهم قد ساءت. في الجنوب، تشتكي العائلات من أنه في الوقت الذي انطلق فيه الرجال لمحاربة داعش في شمال البلاد، تم تهميش منطقتهم وتدهورت خدماتهم. وعلى الرغم من ثروات الجنوب النفطية، إلا أنه يعاني من الفقر والبطالة على نطاق واسع، وقد تحملت البصرة موجات من الجريمة والعنف القبلي".
مشاركة :