قمة هلسنكي: انتقادات أمريكية واسعة لترامب بعد لقائه بوتين

  • 7/17/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أشعلت تصريحات ترامب "الودية" تجاه نظيره بوتين خلال قمة هلسنكي عاصفة من الانتقادات في الأوساط الأمريكية التي وصفت موقف ترامب بالضعف و"الخيانة"، إذ رفض الرئيس الأمريكي أن يوجه أي انتقاد للسياسة الروسية وأرجع سبب تدهور العلاقات بين البلدين "لسنوات عديدة من الحمق والغباء الأمريكي". أثار أداء ترامب في المؤتمر الصحفي بعد قمة هلسنكي موجة انتقادات في الولايات المتحدة، إذ يسعى البيت الأبيض منذ أشهر لنفي الحديث المتداول بأن ترامب غير مستعد للوقوف في وجه بوتين. وانتقد مدير سابق للمخابرات المركزية الأمريكية أداء ترامب ووصفه بأنه "خيانة" وندد به سناتور جمهوري ونعته "بالمشين" لكن جمهوريين آخرين كانوا أكثر تحفظا. وقال مدير المخابرات المركزية السابق جون برينان إنه يجب عزل ترامب من منصبه. وأضاف "أداء دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي في هلسنكي يرتفع ويتجاوز حد ’الجريمة الكبرى والإثم‘ لم يكن هذا أقل من الخيانة. لم يكن ترامب معتوها فحسب في تصريحاته بل كان بأكمله في جيب بوتين. أيها الجمهوريون الوطنيون: أين أنتم؟". وعندما سئل ترامب عما إذا كان يثق في أجهزة المخابرات الأمريكية التي أوضحت أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 لمساعدته في هزيمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون، قال ترامب إنه ليس مقتنعا. وقال ترامب "لا أرى سببا للاعتقاد بأنها" روسيا، وأضاف "الرئيس بوتين كان قويا للغاية وحاسما في نفيه اليوم". وردا على ذلك، قال مدير المخابرات الوطنية الأمريكية دان كوتس في بيان "كنا واضحين في تقييمنا بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2016 وبشأن جهودهم المتواصلة والواسعة لتقويض ديمقراطيتنا، وسوف نستمر في تقديم تقييمات مخابراتية واضحة وموضوعية دعما لأمننا القومي". وبعد ساعات من قمة هلسنكي، قال ترامب على تويتر "لدي ثقة كبيرة في رجال مخابراتي". "الولايات المتحدة اتسمت بالحماقة" وقبل بدء القمة وجه دونالد ترامب اللوم لبلاده في تدهور العلاقات بين البلدين، ولم يوجه انتقادا واحدا لروسيا. وقال "علاقاتنا مع روسيا لم تكن قط بمثل هذا السوء ويرجع ذلك لسنوات عديدة من الحمق والغباء الأمريكي والآن هذه الحملة الظالمة المصطنعة". وسجلت وزارة الخارجية الروسية إعجابها بهذه التغريدة على تويتر وردت عليها بالقول "نتفق معكم". وسئل إن كان اللوم يلقى على عاتق روسيا في تدهور العلاقات، فقال قبل أن يتحول بالنقاش إلى فوزه في الانتخابات، "أحمل البلدين المسؤولية. أعتقد أن الولايات المتحدة اتسمت بالحماقة. كنا جميعا حمقى". وأضاف "هزمت هيلاري كلينتون بسهولة وهزمناها تماما..فزنا في ذلك السباق ومن العار أن تكون هناك أي شبهة ولو بسيطة في ذلك". وتتناقض كلمات الود المتكررة لترامب تجاه روسيا مع تصريحاته الأسبوع الماضي، التي انتقد فيها حلفاء تقليديين للولايات المتحدة خلال قمة حلف شمال الأطلسي وزيارة بريطانيا. وحين سئل إن كان بوتين خصما، قال "في الواقع أنا أصفه بالمنافس والمنافس الجيد وأعتقد أن كلمة منافس هي مديح". رسالة ضعف وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام إن أداء ترامب سيبعث برسالة "ضعف" إلى موسكو. وأضاف جراهام على تويتر "أضاع الرئيس ترامب فرصة لمحاسبة روسيا على التدخل في انتخابات عام 2016 وتوجيه تحذير قوي يتعلق بالانتخابات القادمة. ستنظر روسيا إلى رد ترامب على أنه دلالة على الضعف وهذا الرد يخلق مشكلات أكثر مما يحل". وقال جيف فيلك وهو سناتور من أريزونا وأحد المنتقدين الدائمين لترامب، "لم أعتقد أبدا أنني سأرى اليوم الذي يقف فيه رئيسنا الأمريكي على المنصة مع الرئيس الروسي، ويوجه اللوم للولايات المتحدة وليس للعدوان الروسي. هذا أمر مشين". "ما الذي يمسكه الروس على ترامب؟" وذهب مدير المخابرات المركزية السابق جون برينان إلى أبعد من ذلك وقال إنه يجب عزل ترامب من منصبه. وأضاف "أداء دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي في هلسنكي يرتفع ويتجاوز حد ’الجريمة الكبرى والإثم’ لم يكن هذا أقل من الخيانة. لم يكن ترامب معتوها فحسب في تصريحاته بل كان بأكمله في جيب بوتين. أيها الجمهوريون الوطنيون: أين أنتم؟". وقالت نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب على تويتر، "في كل يوم أسأل نفسي: ما الذي يمسكه الروس على دونالد ترامب شخصيا هل هي أمور مالية أم سياسية؟ والإجابة على هذا السؤال هو الشيء الوحيد الذي يفسر سلوكه ورفضه للوقوف أمام بوتين". ودعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى أن يبذل الحزبان جهدا "لزيادة" العقوبات على موسكو. غياب الانتقادات وامتنع ترامب أيضا عن توجيه انتقادات علنية لضم روسيا منطقة القرم الأوكرانية عام 2014، وهو ما يمثل انتصارا جيوسياسيا آخر لبوتين ضد جهود الغرب لفرض عزلة عليه. وتحدث بوتين عن أهمية تعاون البلدين سويا وأثنى على ترامب، وفي لحظة ما قطع المؤتمر الصحفي ليقدم للرئيس الأمريكي كرة قدم. وعندما سُئل إن كان يرغب في فوز ترامب بانتخابات 2016 وإنه أصدر تعليمات للمسؤولين لمساعدته، قال بوتين "نعم". لكنه نفى أي تدخل، قائلا إن الاتهامات "محض هراء". وأشار بوتين إلى أن بإمكان المحققين الأمريكيين السفر إلى روسيا للمشاركة في استجواب الروس الذين تتهمهم واشنطن بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، ما دام يسمح للمحققين الروس بعمل الشيء نفسه مع الجواسيس الأمريكيين الذين يعملون في روسيا، وهي فكرة رفضها المنتقدون لترامب بوصفها سخيفة. فرانس24/ رويترز نشرت في : 17/07/2018

مشاركة :