دانت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان اليوم الثلاثاء روسيا بسبب عدم "تطبيقها اجراءات التحقيق المناسبة لكشف منفذ او منفذي عملية قتل" الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا عام 2006. وجاء في بيان صادر عن المحكمة ان "الدولة (الروسية) قصرت في واجباتها المتعلقة بفاعلية التحقيق ومدته وفق الاتفاقية" الاوروبية لحقوق الانسان. وكانت بوليتكوفسكايا الصحافية في مجلة "نوفايا غازيتا" من الصحافيين القلائل الذين واصلوا تغطية الحرب في الشيشان وانتهاكات حقوق الانسان في ظل رئاسة فلاديمير بوتين. وقتلت بالرصاص في 7 اكتوبر (تشرين الأول) 2006 في المبنى الذي تقيم فيه بموسكو. واثارت الجريمة موجة سخط في الغرب لكن بوتين قلل من شأنها. وبتأييد 5 اصوات مقابل صوتين هما للقاضيين الروسي والسلوفاكي، اعتبرت المحكمة الاوروبية ان هناك "انتهاكاً للمادة 2 من المعاهدة" حول "الحق في الحياة". وخلصت المحكمة التي تقدمت أسرة الضحية بشكوى أمامها إلى أن "التحقيق أدى الى نتائج ملموسة اذ اتاح ادانة خمسة اشخاص بالمسؤولية المباشرة عن جريمة القتل"، مستدركة أنه "في اطار جريمة قتل من هذا النوع ليس من الممكن القول ان التحقيق كان سليما اذا لم تُبذل جهود من أجل تحديد هوية منفذ الجريمة". وأضافت المحكمة ان "لدى السلطات نظرية في ما يتعلق بالمحرض على القتل وهي توجه التحقيق نحو رجل أعمال روسي كان يقيم في لندن لكنه توفي، دون أن توضح كيف توصلت الى هذا الخيط". ورأت المحكمة ان السلطات الروسية "كان عليها أيضا درس احتمالات اخرى كتلك التي أثارها المدعون ومفادها أن عناصر من الاستخبارات الروسية او الحكومة الشيشانية متورطون في جريمة الاغتيال". وذكّرت المحكمة بان بوليتكوفسكايا "كانت قد حققت ايضا في الادعاءات بانتهاكات حقوق الانسان في الشيشان خلال الحملة العسكرية الثانية ضد المتمردين وانها وجهت انتقادات متكررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين". يذكر أن استئناف القرار الصادر عن المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان ممكن خلال مهلة ثلاثة اشهر. وفي يونيو (حزيران) 2017، توفي لوم علي غايتوكاييف الذي دين بالتخطيط لاغتيال الصحافية في السجن حيث كان ينفّذ عقوبة بالسجن المؤبد. وغايتوكاييف المتحدر من اصل شيشاني هو عم رستم محمدوف الذي دين بقتل الصحافية عند مدخل المبنى الذي كانت تقيم فيه، وهو لا يزال في السجن حيث يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة. ويقبع أيضاً في السجن لمدة 20 سنة شرطي من موسكو يدعى سيرغي حاجيقوربانوف دين بالمشاركة في الاعداد للجريمة. من جانب آخر، خلصت المحكمة ايضا الى ان روسيا ارتكبت "انتهاكات عدة" عبر اصدارها أحكاما بالسجن على ثلاث من اعضاء فرقة "بوسي رايوت" بعدما حاولن اداء اغان مناهضة لبوتين في كاتدرائية موسكو في فبراير (شباط) 2012. واعتبرت المحكمة ان ماريا اليخينا وناديا تولوكونيكوفا وايكاترينا ساموتسفيتش تعرضن لمعاملة مذلّة خلال محاكمتهن في صيف 2012، مشيرة الى ان موسكو انتهكت ايضا حرية التعبير عبر الحكم عليهن بالسجن بجرم "الشغب بدافع الحقد الديني".