قالت مجلة “شبيجل” الألمانية، إنه في حال قرر ترامب إزالة القاعدة الأمريكية “التنف” بسوريا، فإن الفراغ الناتج عن ذلك، سيكون بمثابة تذكرة مجانية لإيران، لنقل السلاح بسهولة إلى الدولة التي مزقتها الحرب. ولفتت المجلة الألمانية إلى أن الرئيسين الروسي والسوري فلاديمير بوتين وبشار الأسد يطالبان على الدوام بإغلاق القاعدة الأمريكية “التنف”، بدعوى أنها تنتهك سيادة سوريا. وأفادت بأن مصير القاعدة الأمريكية ضمن أجندة مناقشات الرئيسين الأمريكي والروسي في هلنسكي. وبحسب شبيجل، يبدو أن النظام الإيراني يخلق المزيد والمزيد من الأسلحة عن طريق البر لسوريا، وتراقب إسرائيل هذا بقلق كبير. الآن يمكن للرئيس الأمريكى ترامب إزالة القاعدة الأمريكية الأخيرة بالقرب من مسار الأسلحة الإيراني. وبحسب شبيجل، بدأ جيش الديكتاتور بشار الأسد هجومه في محافظة القنيطرة على مرتفعات الجولان في الأيام التي سبقت قمة هلسنكي. وتخشى إسرائيل من أنه في حالة نجاحه، يمكن للمستشارين العسكريين الإيرانيين والميليشيات الشيعية التقدم إلى حدودها، ولا سيما أن إيران خاضت معارك كثيرة مع الدكتاتور الدمشقي في سنوات الحرب الأهلية. ونوهت المجلة إلى الدور الذي لعبه الحرس الثوري الإيراني وحلفاؤه لدحر داعش في السنوات الأخيرة في العراق. والآن بعد سيطرة التنظيم الداعشي على مناطق صغيرة فقط، يريد النظام في طهران توسيع نفوذه في العراق كطريق عبور مهم. وفقا للمحللين العسكريين الإسرائيليين، فإن “المنطقة الحدودية اللبنانية والسورية مع إسرائيل، يمكن أن تُستهدف”. ولهذا السبب قصف سلاح الجو الإسرائيلي قواعد عسكرية تابعة للنظام السوري منذ شهور، والتي تستخدمها إيران أيضا. وعلاوة على ذلك، هاجم الإسرائيليون مطار نايراب العسكري قرب حلب. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، التى استشهدت بدوائر أمنية، فإن إسرائيل وراء الهجوم، الذي وقع في بلدة أبو كمال السورية، الذى كان سببه، هو نقل أسلحة إيرانية من العراق إلى البلدة المذكورة. وفي الأشهر الأخيرة، قامت طهران على ما يبدو ببناء جسر بري، يمتد من الحدود الإيرانية عبر العراق ممتدا إلى سوريا، والكلام للمجلة الألمانية. وبالنسبة لإيران، تعتبر البلدةالسورية موقعا استراتيجيا هامة، من خلاله يتم نقل أسلحة إيرانية لحزب الله اللبناني وحلفاء محليين آخرين. وأضافت شبيجل، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من مراقبة عمليات النقل الإيرانى الجوي للأسلحة بشكل جيد نسبيا، وبالتالي تمكنت من تدمير العديد من عمليات تسليم الأسلحة بعد وصولها بفترة قصيرة في سوريا في السنوات الأخيرة. لكن من الصعب التعرف على قوافل الأسلحة البرية الممزوجة بالشاحنات المدنية، بحسب التقرير. واختتمت المجلة الألمانية قائلة، إن طريق إيران البري إلى سوريا هو جزء مما يسمى الهلال الشيعي، الذى يعتبر مجال نفوذ طهران في العالم العربي.
مشاركة :