تواصلت الاحتجاجات في البصرة جنوبي العراق، أمس، حيث استخدمت الشرطة الهراوات وخراطيم المياه لتفريق نحو 250 محتجا تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل الزبير النفطي الضخم. وقال رجل أمن في مكان الاحتجاج: «لدينا أوامر بعدم إطلاق النار، ولكن لدينا أيضا أوامر بعدم السماح لأي أحد بالتأثير على العمل في حقول النفط، وسنتخذ ما يلزم من إجراءات لإبعاد المتظاهرين عن الحقول». وأضاف أن المتظاهرين يطالبون بتوفير وظائف في الحقل وتأمين الخدمات العامة في قضاء الزبير. وأفاد مسؤولون في الحقل – الذي تدير شركة إيني الإيطالية ويبلغ إنتاجه نحو 450 ألف برميل يومياً – بأن عمليات الإنتاج تسير بشكل طبيعي. وفي بغداد، تظاهر العشرات تضامناً مع محتجّي البصرة، مطالبين بتحسين الخدمات العامة ومحاربة الفساد. وتجمع المتظاهرون في ساحة التحرير في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد، ولوحوا بالأعلام العراقية، وهم يهتفون ضد الحكومة لعجزها عن توفير الخدمات الأساسية، خصوصاً الكهرباء. وقال فاروق الطائي أحد المحتجين: «لا يمكن للبشر تحمّل درجة حرارة 50 مئوية في ظل تكرار انقطاع التيار الكهربائي». كما تظاهر آخرون أمام مبنى قائممقامية قضاء الحي في واسط، مطالبين بتحسين الكهرباء والماء والبنى التحتية، وأمهلوا المسؤولين سبعة ايام لتلبية المطالب او اللجوء الى اعتصام مفتوح. زيارة مهمة في غضون ذلك، يتوجه وفد وزاري عراقي، اليوم، إلى السعودية، لبحث إمكانية التزود بالكهرباء، للحد من أزمة نقص الطاقة، التي أغضبت سكان محافظات الجنوب. وقال وزير التخطيط سلمان الجميلي إنه سيرأس وفداً يتوجه إلى مدينة جدة السعودية، يضم وزراء النفط جبار لعيبي، والكهرباء قاسم الفهداوي، والنقل كاظم الحمامي. وأوضح الجميلي أن «ملف الطاقة الذي يشمل الكهرباء والوقود سيكون أحد أهم الملفات التي سيتم بحثها مع الجانب السعودي». يأتي ذلك، بعد يوم من إعلان وزارة الكهرباء العراقية عن إخفاقها في إقناع إيران باستئناف تزويدها بالطاقة الكهربائية إثر مباحثات في العاصمة طهران. لقاء تهدئة من جهته، عقد رئيس الوزراء حيدر العبادي اجتماعا مع قادة وممثلي الكتل السياسية لمناقشة التطورات الاخيرة. وذكر بيان لمكتب العبادي: «أجمع قادة الكتل السياسية على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، وتفهمهم لمطالب المواطنين المشروعة والعمل على تلبيتها، ورفضهم وإدانتهم للتجاوزات التي حصلت على الممتلكات العامة والخاصة». وأضاف: «شددت القوى السياسية على ضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمتابعة الاجراءات الحكومية بالاصلاحات السريعة لتأمين حلول عاجلة للمشاكل الخدمية والادارية». وكان العبادي التقى سابقا وفدا من محافظة النجف، موضحا ان هناك من يريد «التخريب» لكي تتراجع المحافظة اقتصاديا. وقال: «المطالب المحقة مهمة، ولكن هناك من يريد التخريب لكي تتراجع النجف اقتصاديا، وألا يصل إليها رجال الاعمال والمستثمرون»، مبينا ان «الامن اساس الحياة». تحذير للمتظاهرين إلى ذلك، أصدرت قيادة العمليات المشتركة توصيات للمتظاهرين، داعية إياهم إلى دعم القوات الامنية. وقال الناطق باسم القيادة العميد يحيى رسول: «ندعو ابناء الشعب الى الابلاغ عن المندسين والعابثين بالممتلكات العامة والخاصة»، مبينا ان «ذلك هو واجب وطني كون المطار وحقول وآبار النفط والمؤسسات الحكومية هي ملك للشعب وليس لاحد». وأضاف رسول ان «هناك اماكن مخصصة للتظاهر، وممكن التظاهر فيها والمطالبة بالحقوق»، مشددا على ضرورة «التعاون مع القوات المسلحة بالمحافظة على سلمية التظاهر، وتفويت الفرصة على كل من لا يؤمن بعراق موحد منتصر». (أ ف ب، رويترز، الأناضول، السومرية. نيوز)
مشاركة :