«ترسيخ التفاهمات الجديدة في العلاقات المصرية - السودانية»، سيكون العنوان للقمة المرتقبة بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير في الخرطوم غداً. ويبدأ السيسي الخميس زيارة إلى السودان تستمر يومين، هي الأولى له منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية، وتأتي وسط زخم في العلاقات بين القاهرة والخرطوم سبقه توتر اعترى العلاقات على مدى أشهر. وقال مسؤول مصري لـ «الحياة» إن اختيار الرئيس الخرطوم لزيارتها في أولى جولاته الخارجية في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، يعكس الاهتمام الذي توليه مصر للعلاقات مع جارتها الجنوبية، والرغبة في استمرار التطور الحاصل في العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، الذي أثمرته آلية «2 +2» (اجتماعات وزيري الخارجية ورئيسي جهاز الاستخبارات في البلدين) التي تدير باحترافية أي خلافات طارئة في العلاقات. وأوضح المصدر أن السيسي والبشير سيناقشان تطور المفاوضات الثلاثية مع أديس أبابا بخصوص «سد النهضة»، وتنفيذ التفاهمات التي اتفق عليها بين وزراء الخارجية والري ورؤساء الاستخبارات في الدول الثلاثة، والمضي قدماً في عقد الاجتماع التساعي المرتقب في القاهرة. ولفت إلى أن القمة مهمة من حيث التوقيت والمواضيع التي ستناقشها، خصوصاً أن قمة أخرى ستتبعها ستعقد في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في الخرطوم أيضاً، حيث سيرأس الرئيسان اجتماعات لجنة التعاون العليا، وستكون قمة الغد فرصة للتوجيه بتذليل العقبات وإنجاز المستهدف من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. وعقدت في الشهور الأخيرة، اجتماعات رفيعة المستوى لتحسين العلاقات بين القاهرة والخرطوم، طُرحت فيها شواغل كل دولة بشفافية ووضوح، وفق تصريحات مسؤولين مصريين. وبعدما استدعت الخرطوم سفيرها لدى القاهرة في كانون الثاني (يناير) الماضي للتشاور، عقد اجتماع رباعي في القاهرة بمشاركة وزيري خارجية البلدين ورئيسي الاستخبارات لحل الأزمة بين البلدين. وقال السفير السوداني في القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم، إن زيارة الرئيس المصري إلى السودان تتميز بأهميتها «توقيتاً ومضموناً»، لافتاً إلى أنها تعكس «حيوية وخصوصية» العلاقات بين البلدين والشعبين. وأوضح أن القمة ستُعنى باستعراض موقف العلاقات المتطورة بين البلدين والجهود المتّصلة لتعزيزها وتعميقها في المجالات كافة، وسيقف الرئيسان على سير ونتائج الاجتماعات العديدة لآليات التعاون الثنائي، التي شهدتها الفترة الماضية. وأوضح أن القمة ستتبادل وجهات النظر حول التطورات الجارية في المنطقة والإقليم وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويجري وزراء الري والمياه والكهرباء والخارجية في البلدين لقاءات ثنائية قبيل لقاء البشير - السيسي لبحث الملفات على مستوى الورزاء.
مشاركة :