أستطاع الشعر والتراث والفن والتاريخ الأحسائي أن يخطف الأضواء وتحقيق المراكز الأولى في فعاليات الدورة الـ12 من مهرجان سوق عكاظ الذي أقيم في محافظة الطائف واختتمت الجمعة الماضي. وحقق الشاعر الأحسائي جاسم الصحيح للشعر العربي الفصيح في دورتها الـ12 للعام 2018، وقيمتها 300,000 ريال. كما حقق الحرفي الحاج عايش الدجاني المركز الاول في مجال «الأعمال التقليدية التراثية» وبمكافأة مالية 20 ألف ريال. وفاز بالمركز الاول في مجال «الفنون» حسين الرمل وبمكافأة مالية 20 ألف ريال. وفي هذه المناسبة يقول الحاج الحرفي عايش الدجاني لـ«الحياة» انه لايزال يعشق هذه المهنة ولن يتخلى عنها، وسيعمل على تدريب ابنائة عليها في وقت فراغهم، وكذلك تدريبهم على المعدات الموجودة لدية، والتي قد تكون بعضها غير متوافرة فى السوق، مشيرا الى أنه لا يزال يتمتع بالنشاط والحيوية ويعمل بأريحية فيصوغ المجوهرات والخناجر بفن متناهٍ في الدقة والإبداع، جعلته أحد أبرز صانعي الحلي في الخليج». ويضيف الدجاني أنه عشق هذه الحرفة منذ العاشرة من عمره، إذ كان يراقب والده الصائغ المعروف على مستوى الاحساء محمد الدجاني منذ 60 سنة الحاج، حتى أتقن مهنته وأبدع فيها أيما إبداع. وتطرق إلى صناعة الخنجر الأحسائي الذى حصل على المركز الاول في مجال الاعمال التقليدية التراثية، قائلا إن صناعته «تحتاج الى دقة متناهية وصبر فى الوقت نفسه. الخنجر يتم تصميمه بالحجم الصغير ويبلغ طوله تقريبا 10سم ويزن 100غرام من الفضة الخالصة. ويتكون من أربعة أجزاء مقطعة رئيسة، وهي الصفيحة والكرمك ومفتول يسار ويمين وبعدها يتم عمل السلة، وهي مخزن السكين ويستغرق صناعة الخنجر مدة شهر». وعمل الدجاني على أكبر الخناجر، إذ أمضى في صناعته أكثر من ستة أشهر متواصلة، مشيرا إلى أنه من الذهب الخالص ويزن 670 غراما وتصل قيمته إلى من 55 الف ريال. كما انهى الدجاني من صناعة أصغر ميزان والمسمى شكية والكرسي الذي يوضع عليه وبجانبه المكب أو يسمى مكيالاً، الذي يشال به الرز أو السكر والحبوب وكرسي للميزان، إضافة إلى أصغر حامل للقرآن. ويقول الفائز بالمركز الأول في محور الفنون الجميلة الفنان حسين الرمل إن المسابقة شهدت حماسة وتنافساً شديداًَ بين المشاركين، إذ يصبح الفائز هو المميز على المشاركين كافة، مضيفاً: «لقد خطفت المنحوتة التي قمت بعملها المركز الاول وتحمل اسم «الحب وطني»، إذ صنعت من الأخشاب الطبيعية وقد تعمدت حذف النقطة على الباء من أجل المشاهد والقارئ، الذي يستطيع معرفة الجملة على رغم نقصانها، وهذه دلالة على أن العاشق يرى محبوبته كأنها متكاملة وفريدة من نوعها على بقية الموجودات، مع عدم اكتمال بعض الصفات التي يتمناها العاشق، فالوطن يعمل المستحيل ليسعد المواطن ومن هنا يظل المعشوق الأول والأخير لنا هو هذا الوطن الكبير، والذى نراه كاملا ونكملة بحبنا وعشقنا له، وهذا هو أساس المنحوته».
مشاركة :