صرح الباحث الفلكي البحريني علي الحجري بان سماء مملكة البحرين سوف تشهد ظاهرة أطول خسوف كلي للقمر بمشيئة الله تعالى لهذا القرن أي من عام (2001 الى 2100 ميلادي) على مدى يومين ابتدأ من مساء يوم الجمعة وأول ساعات صباح يوم السبتبتاريخ 27 و28 يوليو الجاري 2018 من شهر يونيو من العام الجاري، الفترة الاجمالية لطول الخسوف بمختلف مراحله المنظورة والغير منظورة لست ساعات و17 دقيقة، ومنها 3 ساعات و55 دقيقة للخسوف المنظر في البحرين.وتشير الحسابات الفلكية التي أجراها الباحث الحجري إلى أن سيبدأ خسوف القمر الكلي على مرحلتين بالترتيب وهما الخسوف الغير منظور للعين الإنسان والتي تقع في مرحلة البداية ونهاية من ظاهرة الخسوف ومدة كل منهما ساعة و11 دقيقة، وذلك عندما يدخل جرم القمر في مخروط شبه ظل الكرة الأرضية والذي يكون طول قطره (8319 كلم) في الساعة (08:13) مساءاً، حينها يتغير لون القمر بشكل غير منظور للعين المجردة، إلى أن يدخل منطقة مخروط ظل الأرض والذي يكون قطره (4597 كلم) لتبدأ مرحلة الخسوف الجزئي المنظور وهي المرحلة الوسطى في الساعة (09:24) مساءاُ إلى أن يختفي سطح القمر على مدى ساعة وست دقائق ليبتدئ الخسوف الكلي من الساعة (10:29) مساءاً، وتنتصف فترة الخسوف وتكون ذروته في الساعة (11:21) مساءاً وهي الفترة المستحبة إقامة صلاة الخسوف او الآيات، حينها تكون المسافة بيننا وبين القمر (402690.111 كلم)، ومن الساعة (00:13) صباحاً من يوم السبت ليبدئ ظهور سطح القمر تدريجيا إلى أن تنتهي مرحلة الخسوف المنظور في الساعة (01:19) صباحاً، وتزول آثار الخسوف غير المنظور في الساعة (02:30) صباحاً.وأوضح الحجري أن خسوف القمر المنظور سيسبق وسيتأخر عن الوقت المشار إليه لوقت الخسوف المنظور بعد دخول او خروج قرص القمر في منطقة شبه ظل مخروط الأرض وبنسبة 70%، وذلك بفترة تقدر في المتوسط من 18 الى 20 دقيقة، نتيجة وجود القمر بين منطقتي مخروط شبه ظل وظل الأرض بتدرجاتها الغامقة، مما يلقي بضلاله بشكل كبير على سطح القمر في بداية ونهاية فترة الخسوف، وبالإضافة لظروف الجوية المؤثرة لموقع الراصد في حالة صفائها او لا.وبين الحجري بان ظاهرة خسوف القمر الكلي هي الفرصة السامحة لدراسة طبيعة الغلاف الجوي من خلال تحليل ظاهرة الفيزيائية لانكسار وحيود الضوء الناتج من سقوط أشعت الشمس على حواف الغلاف الجوي التابع للكرة الأرضية لينتج بذلك الطيف الوني المعروف بألوان الطيف المنظورة بشكله المخروطي في الفضاء الخارجي، والذي لا يمكن رصده على سطح الأرض إلا إذا مر جرم القمر من خلاله وبشكل أفقي بعد انعكاس هذه الإضاءة على سطح القمر بالنسبة لراصدين هذه الظاهرة في كوكب الأرض، والتي تحدث في حالة خسوف القمر الكلي والجزئي المنظور فقط، عندها يتغير لون القمر أثناء مرحلة الخسوف المنظور وهي بداية دخول القمر في مخروط ظل الأرض وبشكل تدريجي بالون البنفسجي وهو أطول الموجات المنظورة لعين الإنسان مرورا تدرجيا بألوانالطيف المنظورة إلى مرحلة منتصف فترة الخسوف ليستقر لون القمر عند اختفائه بشكل كلي إلى ألون الأحمر وهو اقصر الموجات طولا لعين الإنسان لقرابة الساعة و43 دقيقة، ومن ثم يبدأ ألون الأحمر بتلاشي تدريجيا مرورا بجميع الألوان الطيف إلى أن ينتهي بالون البنفسجي مع نهاية مرحلة الخسوف المنظور لعين، فإذا تمت مشاهدة جميع ألوان قوس قزح من بداية إلى نهاية مرحلة الخسوف الكلي للقمر، فانه يعني بان الجو صافي ونظيف وبنسب قليلة جدا من الشوائب، وان لم نتمكن من رؤية هذه الأوان فذلك يعني بان هناك أكثر من عامل اثر على رؤية هذه الظاهرة ولعل أهمها نسبة الغبار والأتربة والرطوبة المتواجدة بنسب مختلفة في طبقة الغلاف الجوي، والتي تؤثر على رؤية هذه الأوان وتحولها ما بين الأحمر الغامق ألطوبي ولون الأسود، وهذا المتوقع لرؤية هذا الخسوف الكلي في البحرين بسبب ان نعيش أجواء فصل الصيف الحار والسلبي على صفاء الجو بشكل عام.وقال الحجري بان هناك الكثير من المعتقدات والمعلومات الخاطئة التي تثار بين عامة الناس إثناء ظاهرة خسوف القمر ولعل اشهرها اطلاق مصطلحات على القمر المخسوف وهي لا تمد لها بصلة لا من قريب ولا من بعيد والذي يستخدمها المنجمون او حتى الفلكين، كما ان ظهرت الخسوف القمر تحدث عندما يكون عمر القمر لا يقل عن 13 يوم ولا يزيد عن 16 يوم وليس كما هو متداول أن ظاهرة خسوف القمر لا تحدث إلا يوم 14 ليلة 15 من الشهر القمري وهذا غير صحيح، ليكون عمر القمر من ولادته لشهرذو القعدة إلى منتصف فترة الخسوف 14 يوم و17 ساعة و31 دقيقة.وختم الحجري بتحذيره عن عدم رصد خسوف القمر القادم بواسطة المناظير المكبرة والتلسكوبات الغير مزوده بالمرشحات الضوئية الخاصة لرصد القمر، وذلك لخطورتها المباشرة على شبكة العين والتي تصيب بالعادة بعمى مؤقت أو دائم من خلال تركيز وتجميع الضوء القمر الساطع وهو في مرحلة البدر بواسطة عدسة العينية للتلسكوب، بينما يمكن عمل فعالية رصد فلكية مصغرة لأولياء الأمور لأبنائهم في المنزل لتعليمهم، من خلال رصد الخسوف باستخدام كاميرا الفيديو المنزلية أو الكاميرا الرقمية وتوصيلها مع جهاز التلفاز أو العارض الضوئي وتقريب القمر إلى الحد الأقصى مع تضبط كمية الإضاءة آلات التصوير لتتمكنوا من تميز تضاريس وملامح القمر وبشكل واضح.
مشاركة :