هبطت أول رحلة جوية تجارية من إثيوبيا إلى إريتريا منذ 20 عاما بسلام اليوم الأربعاء، في أسمرة حيث رحب بها راقصون يلوحون بالأعلام والورود، في خطوة تعزز التقارب المفاجئ الذي أنهى سنوات طويلة من العداء في بضعة أيام. وتحدث تيولدي جبري مريم الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية، عبر نظام الاتصال الداخلي في الطائرة لدى دخولها المجال الجوي الإريتري قائلا للركاب البالغ عددهم 315 إنهم صاروا جزءا من التاريخ، وقال “هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ 20 عاما”، وقوبلت كلماته بتصفيق من الركاب وطاقم الطائرة بوينج 787. وعلى متن الطائرة كان يجلس أحد كبار الشخصيات بجوار كل عائلة انفصلت عن ذويها منذ بداية حرب الحدود الدامية في الفترة بين عامي 1998 و2000، وهذه الرحلة واحدة من اثنتين أقلعتا من إثيوبيا صباح اليوم الأربعاء. وقالت الراكبة سينيت تيسفايي إنها لم تتمكن من رؤية جدتها أبريهيت منذ أكثر من عقدين. وأضافت أن جدتها جرى ترحيلها في بداية الصراع إلى إريتريا مع عشرات الآلاف الآخرين من الإثيوبيين المقيمين من ذوي أصل إريتري. وقالت تيسفايي (37 عاما) وهي تهدهد رضيعها “نتوق لرؤيتها طوال هذه السنين”. وأضافت مشيرة إلى ابنها “سيكون بإمكانه الآن أن يقضي معها سنوات أكثر مما قضيتها أنا معها في طفولتي”. ولوح ركاب آخرون بأعلام البلدين وارتدوا قمصانا عليها شعارات ترحب بالتقارب بينهما. وتعزز الرحلات الجوية جهود السلام التي قادها رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد الذي تولى منصبه قبل ثلاثة شهور وقلب الموازين السياسية في بلاده ومنطقة شرق إفريقيا. ومع تولي أبي (41 عاما)، ضابط المخابرات السابق، سدة الحكم أنهى الائتلاف الحاكم حالة الطوارئ وأطلق سراح سجناء سياسيين وأعلن خططا لانفتاح اقتصادي يتضمن السماح لمستثمرين أجانب بامتلاك حصص في شركة الخطوط الجوية الإثيوبية الحكومية. وتوقع الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية لرويترز أن يوفر استخدام الشركة للمجال الجوي الإريتري ملايين الدولارات سنويا كانت تضيع لسلك مسارات في دول أخرى بالشرق الأوسط، مضيفًا : “هذه فرصة كبيرة بالنسبة لنا”. وعلى متن إحدى الطائرتين قال هايلي مريم ديسالين، رئيس الوزراء السابق، إنه يشعر “بسعادة غامرة”. وأضاف “كان بيننا كراهية على مدى 20 عاما وهو ما انتهى الآن”. وفي أكثر تحركاته جرأة عرض أبي أحمد، الشهر الماضي تحقيق السلام مع إريتريا بعد مرور 20 عاما على بدء حرب حدودية بينهما أسفرت عن مقتل 80 ألفا. وزار أبي أسمرة بعد ذلك تبعها الرئيس الإريتري إسياس أفورقي بزيارة إلى أديس أبابا حيث أعاد فتح السفارة الإريترية يوم الإثنين.
مشاركة :