نقلة نوعية في العلاقات الكويتية السعودية

  • 7/19/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

المثل يقول (ياجبل مايهزك ريح) وهو ينطبق على العلاقات بين المملكة العربية السعودية و دولة الكويت التي تزداد صلابة وقوة كلما تلبدت السماء بغيوم الفتن والمصائب التي تجتاح المنطقة منذ اندلاع الثورة الإيرانية سنة 1979 وسيطرة الملالي على الحكم في الجمهورية الإيرانية والمنطقة تلتهب وتعيش في حروب لاتنتهي فكل حرب تلد أخرى. منذ بداية الأزمة الخليجية وقرار الكويت أن تقوم بالواسطة بين أطراف هذه الأزمة وهناك من يريد أن يصطاد في الماء العكر ويدق أسفين في العلاقات الكويتية السعودية وإبراز أن موقف الكويت منحاز إلى دولة قطر وأن هناك خلافات بين الكويت والسعودية تلوح في الأفق وطبعا هناك من المغردين في و سائل التواصل الاجتماعي من يصب الزيت على النار ويثير مشاعر العداء والكراهية سواء للكويت أو السعودية ولاشك من يقوم بهذا السلوك المشين هو من أذناب وأبواق النظام الإيراني الذي يريد أن يبث الفرقة والعداء والخلافات بين دول مجلس التعاون بما في ذلك دولة قطر. مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الملك سلمان وافق على إنشاء مجلس التنسيق الكويتي السعودي وهو قرار حكيم وتاريخي يسكت الألسنة التي تغرد خارج السرب ويضع حدا لكل التأويلات والتحليلات السياسية التي تريد أن تختلق أزمة بين الكويت والسعودية وأن في الجو غيم ولكن قرار خادم الحرمين الملك سلمان أكد على متانة هذه العلاقات بين البلدين وأن السماء صافية فليس هناك غيوم تعكر صفو هذه العلاقات. وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد وقعا يوم الأربعاء الفائت محضر إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين ليكون إطار عام يندرج تحت مظلته جميع مجالات التعاون والعمل المشترك وهو بذلك ينقل العلاقات الكويتية السعودية نقلة نوعية من التعاون إلى التكامل حتى تكون المواقف متطابقة بين البلدين من جميع القضايا الإقليمية والعالمية ويكون هناك حل المشاكل الطارئة من خلال هذا المجلس التنسيقي الذي كان توقيته منسجما مع الأزمات التي تعصف بالمنطقة وخاصة مايحدث في العراق من مظاهرات شعبية قد تتطور إلى مالا يحمد عقباه . إن التنسيق بين الكويت والسعودية ليس جديدا فنجد أن الكويت تسارع إلى أي طلب من المملكة العربية السعودية كما حدث مؤخرا في الأزمة الأردنية حيث كانت الكويت سباقة في تلبية دعوة خادم الحرمين الملك سلمان . نعتقد أن الأحداث في العراق أيضا تحتاج إلى تنسيق على أعلى المستويات بين الكويت والسعودية لإنقاذ العراق من أزمة خانقة تكاد تعصف فيه وهي من تدبير وتآمر النظام الإيراني الذي يريد أن يستفرد بالساحة العراقية ويشكل الحكومة الجديدة ويعين رئيس وزراء عراقي موالٍ له والأقرب هنا رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ولذلك هناك حاجة لجهد سعودي كويتي مشترك في المجال السياسي والاقتصادي لدعم العراق حتى لا يرتمي في أحضان إيران ويصبح ولاية إيرانية والشعب العراقي مغلوب على أمره بحاجة إلى دعم خليجي وعربي حتى يستطيع أن يحصل على مطالبه المشروعه.  إن المجلس التنسيقي بين الكويت والسعودية سوف يضع حلولا مناسبة لكل القضايا العالقة بين البلدين وفي مقدمتها قضية الإنتاج النفطي في المنطقة المشتركة التي يطلق عليها الخفجي حيث توقف الإنتاج الذي يصل إلى 500 ألف برميل في اليوم بسبب خلافات فنية بين الطرفين وهناك أخبار سارة تعتبر أولى ثمار المجلس التنسيقي وهي التوصل إلى اتفاق حول هذه القضية الشائكة فقد طويت صفحة الخلافات في المنطقة المقسومة وسوف يعود الإنتاج النفطي من جديد في القريب العاجل بعد التوصل إلى اتفاق وكما يقول المثل (أول الغيث قطرة) وسوف تتوالى الأخبار السارة والتعاون المثمر بين البلدين في كل المجالات. نأمل أن يساهم هذا المجلس التنسيقي في إيجاد حل للأزمة الخليجية وتعود قطر للحضن الخليجي وليس الإيراني أو التركي وسيبقى مجلس التعاون نموذجا للنجاح والتعاون والتنسيق بين دول المجلس التي كان لها دور مؤثر في حرب تحرير الكويت وسوف يكون لها دور مؤثر في كل القضايا الإقليمية فهي النموذج العربي الوحيد للتعاون الذي صمد طويلا ونسأل الله أن يستمر مجلس التعاون وينتقل إلى مرحلة الاتحاد التي يتطلع لها كل الشعوب الخليجية التي لن تفرقها الأزمة الخليجية التي سوف تنتهي وتكون زوبعة في فنجان.أحمد بودستور

مشاركة :