بعد نحو أسبوعين من تفجر احتجاجات وأعمال شغب واتهامات لمسؤولين إيرانيين بالتسبب في انقطاع مياه الشرب عن مدينة خرمشهر، جنوب البلاد، عبر إبطاء جريان نهر يتدفق من العراق لمصلحة سكان البلد المجاور، أفادت تقارير واردة من أقاليم أفغانستان، المتاخمة لإيران، بأن الجفاف بلغ بها حدا تعذر معه زراعة الأرض لأول مرة منذ 40 عاما. وأدى الجفاف الحاد، الذي تعانيه قطاعات كبيرة في أفغانستان، إلى وضع خطط لبناء سدود جديدة لمساعدة المزارعين، وزاد الجفاف من حدة التوترات مع إيران، بسبب إمدادات المياه بهلمند، في نزاع بدأ قبل عشرات السنين، وغذى اتهامات بأن لطهران دورا في تمرد حركة طالبان. وقال مزارع أفغاني يزرع القمح والعدس في إقليم هلمند: «نستطيع رؤية مياه نهر هلمند. بل ويمكننا أن نذهب ونلمسها، لكن لا نستطيع جلبها إلى أراضينا الزراعية. شيء محبط لكل مزارع أن يرى كميات كبيرة من مياه هلمند تتدفق إلى إيران». ومع انتشار الجفاف في المنطقة، وتواصل الاحتجاجات على نقص المياه في إيران، أدى إعلان أفغانستان في أبريل الماضي أنها ستمضي قدما في تنفيذ خطط لبناء سدود وخزانات جديدة إلى اعتراضات من حكومة طهران التي تخشى قطع إمداداتها. وفي وقت سابق من العام الجاري هددت «طالبان» باجتياح إقليم فراه، غرب أفغانستان، على الحدود مع إيران، الأمر الذي أدى إلى تحذيرات غاضبة من الساسة المحليين، من أن طهران تستخدم المتمردين لخوض حرب بالوكالة على المياه. ويسلط الخلاف الضوء على الأهمية الاستراتيجية للمياه في مختلف أنحاء العالم، فقد شاعت النزاعات على المياه في جنوب آسيا ووسطها وفي مناطق أخرى.
مشاركة :