لا شك في أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات تنطوي على العديد من الدلائل السياسية والاقتصادية والتجارية، وتأتي تأكيداً على العلاقات المتينة والشراكة الاستراتيجية التي أسس دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه) منذ أكثر من 28 عاماً، خلال زيارته الصين في عام 1990. وانطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة للدولة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الاحتفاظ بعلاقات تعاون وتفاهم مع الدول الصديقة والشقيقة، والعمل على تطوير مجالات التعاون في الإطار الذي يصب في المنافع المشتركة مع هذه الدول، حرصت دولة الإمارات على تطوير العلاقات الثنائية مع جمهورية الصين الشعبية، وبذل المزيد من الجهود لدفعها إلى الأمام من أجل تحقيق مصلحة شعبي البلدين الصديقين في المجالات المختلفة كافة. وليس غريباً أن تؤكد جمهورية الصين على اهتمامها بتعزيز علاقاتها وشراكاتها الاستراتيجية مع دولة الإمارات، خاصة وأن الإمارات العربية المتحدة هي من ضمن الدول الرائدة في مجالات نشر حلول الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة والحد من تداعيات تغير المناخ على الصعيدين المحلي والعالمي. ويعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به قطاع الطاقة المتجددة مدى التزام دولة الإمارات بالتوجه نحو تنويع مصادر الطاقة المستدامة، وهو بمثابة دليل واقعي على مقدرة الإرادة الطموحة للقيادة الرشيدة على توفير الظروف الملائمة في السوق لاستقطاب الاستثمار في تنمية قطاع الطاقة المتجددة وتعزيز النمو الاقتصادي. وبالمقابل، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الصين كانت القوة الدافعة وراء هيمنة الطاقة الشمسية على الاستثمار العالمي في توليد الطاقة المتجددة في العام الماضي، حيث شهدت طفرة غير مسبوقة بلغت نحو 53 جيجاوات، أي أكثر من نصف الإجمالي العالمي، واستثمار نحو 86.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 58%. وفي إطار هذه الرؤية المشتركة لمستقبل أكثر استدامة، أعلنت دولة الإمارات عن استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 والتي تستهدف رفع معدل الاعتماد على الطاقة النظيفة من إجمالي الطاقة المنتجة في الدولة إلى 44%، وتتضمن مجالات التعاون المثمر بين الإمارات والصين مجالات مختلفة تشمل الاستثمار ودعم التنمية المستدامة في مجالات الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، أكبر مشاريع الطاقة المتجددة بالمنطقة باستخدام تقنيات الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة في كل من أبوظبي ودبي، بقدرة إنتاجية تتجاوز 1800 ميجاوات. كما ترتبط دولة الإمارات بعلاقات قوية مع جمهورية الصين على مستوى القطاعات البيئية والتنوع الغذائي، وتسعى الدولتان إلى تعزيز هذه العلاقات وتوظيف أحدث التقنيات في المجال البيئي والزراعي والحيواني، وتبادل الخبرات مع الجهات المعنية، وعقد شراكات بين المؤسسات الحكومية والخاصة في كلتا الدولتين بما يخدم تحقيق التنمية المستدامة وضمان التنوع الغذائي. وقد تجاوز إجمالي حجم التبادل التجاري الإماراتي-الصيني وإعادة التصدير في قطاعات الثروة الحيوانية والثروة النباتية أكثر من 2.2 مليار درهم خلال العام الماضي، وتحتضن الدولة ما يزيد على 740 من الشركات الصينية العاملة في مختلف مجالات البيئة والتنمية المستدامة. ... المزيد
مشاركة :