لندن - قال وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون في مجلس العموم الأربعاء، إن “الوقت لم يفت لإنقاذ بريكست”، وذلك بعد عشرة أيام على استقالته من الحكومة بسبب معارضته لاستراتيجية رئيسة الوزراء تيريزا ماي، فيما يطمح الوزير السابق إلى منصب رئيس الوزراء بعد تواتر دعوات لإقالة تيريزا ماي. وفي تصريح مقتضب يهدف إلى تقويض سلطة ماي مجددا، انتقد جونسون رئيسة الحكومة لأنها انحرفت إلى “بريكست بالاسم فقط”، ما يضاعف الضغوط على ماي التي تستعد الأسبوع المقبل لمناقشة خطة الانسحاب مع بروكسل. وقال جونسون “لدينا وقت في هذه المفاوضات، غيّرنا الاتجاه مرة ويمكننا تغييره مجددا”، فيما تحظى توجهاته بتأييد عدد كبير من المحافظين المشككين في الاتحاد الأوروبي. وكان جونسون قدم في التاسع من يوليو الجاري استقالته بينما تحدثت وسائل الإعلام عن انتقاده خطة ماي لإبقاء علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد الأوروبي حتى ما بعد بريكست. وتصاعدت الضغوط على بريكست في بريطانيا مع تنامي الأصوات الداعية إلى استفتاء ثان بشأنه وتراجع المواقف الداعمة للانفصال، بعد أن تعرضت خطة الحكومة للانتقاد من قبل أعضائها قبل خصومها، فيما تشكلت لدى البريطانيين رؤية أكثر وضوحا لتكلفة الانسحاب الباهظة، الأمر الذي يثير سيناريوهات واحتمالات عديدة قد تصل إلى درجة التراجع عن بريكست وهو ما لم تستبعده ماي. وقالت وزيرة التعليم السابقة جاستين غرينينغ، المعارضة لبريكست، إن خطة ماي تنفيذ لقواعد الاتحاد الأوروبي بشأن تجارة السلع دون التمكن من التأثير عليها. ولافتة إلى الانقسامات العميقة في الحكومة والبرلمان في طريق تطبيق ذلك، قالت غرينينغ إنه يتعين طرح القرار أمام الناخبين، لتنضم بذلك إلى كبار أعضاء حزب المحافظين الذي تنتمي إليه ماي والمؤيدين لذلك الرأي. وطالما استبعدت ماي إجراء استفتاء ثان بعد أن أيد البريطانيون بغالبية 52 بالمئة في 2016 مغادرة الاتحاد الأوروبي لكن تأييد غرينينغ لما يطلق عليه “تصويت الشعب”، سيعطي الحملة زخما كبيرا. ويعد موقف الوزيرة السابقة ضربة أخرى لخطة ماي المؤيدة لإبقاء علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي، والتي تعرضت لانتقادات من المحافظين الذين يريدون انفصالا تاما.
مشاركة :