عواصم (وكالات) سقط 15 قتيلاً مدنياً، بينهم نساء وأطفال، بقصف جوي ومدفعي أطلقه منذ ليل الثلاثاء- الأربعاء، الجيش النظامي السوري وميليشياته بدعم المقاتلات الروسية، مستهدفاً مدينة نوى بريف درعا الغربي، إثر عودة السكان إليها بعدما فروا باتجاه السياج الحديدي الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة، كما أسفر القصف الهستيري عن خروج المشفى الوحيد في المدينة عن الخدمة. تزامن ذلك مع مواصلة القوات النظامية القصف الصاروخي وبالمدفعية الثقيلة، على بلدتي قصيبة وقرقس في ريف القنيطرة الأوسط، بينما أكدت فرق «الدفاع المدني» وأطقم الإسعاف التابعة للمعارضة، عجزها التام عن البحث عن أحياء وجثث تحت الأنقاض بسبب كثافة الضربات. من جانب آخر، بدأت نحو 200 حافلة تقل سكان بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للأسد، بريف إدلب، واللتين يحاصرهما متشددون، بينهم «النصرة» منذ سنوات، لإجلاء نحو 7 آلاف مدني، في إطار الاتفاق الذي وقعته ميليشيات إيرانية مع «هيئة تحرير الشام»، ويقضي أيضاً بإطلاق دمشق حوالي 1500 معتقل وأسير لديها، بينهم العشرات من «النصرة». وبعد ساعات من مقتل 14 مدنياً وإصابة العشرات، بقصف جوي استهدف مدرسة تأوي نازحين من درعا، في بلدة عين التينة بمحافظة القنيطرة، شن النظام بدعم مقاتلات روسية، قصفاً «عشوائياً «همجياً» على نوى ذات الكثافة السكانية العالية بريف درعا الغربي، وهي آخر أكبر المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة بالمحافظة الجنوبية. وتسيطر قوات النظام والميليشيات الإيرانية على كامل محافظة درعا، ما عدا مدينة نوى وبلدة الشيخ سعد ومحيطها، وبعض مناطق ريف القنيطرة الجنوبي والشمالي الخاضعة للمعارضة السورية، بالإضافة لحوض اليرموك الخاضع لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي. وجاء قصف نوى بعد ساعات فقط من عودة آلاف النازحين إلى المدينة بعد أن صدهم الجيش الإسرائيلي عند السياج الحديدي الفاصل. وأكد المرصد الحقوقي وقع القصف الجوي والصاروخي العنيف على نوى التي يعيش فيها عشرات آلاف السكان والنازحين الفارين من المعارك، من دون تحديد ما إذا كان الضربات الجوية سورية أم القوات الروسية. وعاد السكان الفارون إلى نوى عقب تقارير تحدثت عن توصل فصائل المعارضة لاتفاق «استسلام» مع الجيش الروسي من شأنه أن يجنب المدينة العمليات العسكرية والدمار. ولم يتمكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن من تحديد أسباب القصف العنيف على نوى، لكنه أشار إلى تزامنه مع تفجير عربة مفخخة في تجمع لقوات النظام قرب المدينة. ورجح أن تكون «هيئة تحرير الشام» وهي «النصرة سابقاً» التي توجد في محافظة القنيطرة المجاورة، المسؤولة عنه. وأسفر تفجير المفخخة عن مقتل 14 عنصراً من قوات النظام، وفقاً للمرصد. وبعد استعادة مناطق سيطرة الفصائل المعارضة كافة في محافظة درعا، يبقى أمام الجيش النظامي جيب صغير بالريف الجنوبي الغربي، حيث فصيل ««جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش». وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنها أقامت مع السلطات السورية، «مركزاً» في سوريا لمساعدة اللاجئين على العودة من الخارج. وقالت وزارة الدفاع في بيان: «إن المركز سيشرف على عودة كل الأشخاص الذين نزحوا مؤقتاً، وكذلك اللاجئين السوريين من الدول الأجنبية إلى أماكن إقامتهم الدائمة». وأوضحت الوزارة أن المركز يهدف إلى مراقبة إعادة جميع النازحين، واللاجئين من الدول الأجنبية، إلى مواقع إقامتهم الدائمة، وايصال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الأساسية ومواد البناء والاحتياجات المادية الضرورية، فضلاً عن مساعدة السلطات السورية في إحياء نظام الرعاية الصحية والخدمات العامة الأخرى. إلى ذلك، أكدت مصادر في المعارضة مساء أمس، أن النظام السوري نقل مئات المعتقلين من سجون دمشق وحلب إلى معبر العيس جنوب حلب للمبادلة بأهالي بلدتي كفريا والفوعة، فجر اليوم. وقالت إن عشرات الحافلات التي تقل معتقلين انطلقت من دمشق وحلب، إضافة إلى حافلات أخرى من مدينتي حماة وحمص، على أن يتم تبادل حافلة من المعتقلين بثلاث حافلات من أهالي كفريا والفوعة الذين سيتم نقلهم إلى مدينتي السيدة زينب وداريا جنوب دمشق.
مشاركة :