سمارة محمود سمارة* هناك عوامل عديدة تؤدي مجتمعة إلى زيادة المبيعات من خلال الإنترنت. وقد أظهرت دراسة أجريت على العديد من متاجر التجزئة واستمرت لثلاث سنوات أن الجزء الأكبر من هذه المتاجر يعاني من الآثار السلبية للتوجه نحو التجارة الإلكترونية حيث تقلص حجم المبيعات وانعدام النمو فيها تقريباً، بالإضافة إلى انخفاض الهامش الربحي واضطرار أصحاب المتاجر إلى تقديم الحسومات لتحفيز المبيعات واضطرارهم لتقديم خدمات ما بعد البيع للتشجيع على الشراء وزيادة الإنفاق على الإعلانات لجذب الزبائن.إن المتغيرات الحالية في سوق التجزئة تتطلب من أصحاب تلك المحلات الاستجابة السريعة والفعالة رغم أن موجة التغيير مازالت في بداية صعودها القوي. وأن يتفهم أصحاب متاجر التجزئة حاجة الزبائن الذين يبحثون عن مشترياتهم بسرعة، كما يتطلب منهم أن يعيدوا تقييم كافة العمليات والأنشطة الإدارية وتطويرها لرفع مستوى الأداء واللحاق بالمتغيرات الجديدة والتكيف معها.وقد أدى ذلك إلى إفلاس العديد من الشركات حيث شهد عام 2017 إفلاس عدد من الشركات ومنها علامات تجارية معروفة، فإذا أردنا أن نكون واقعيين فإن التسوق عبر الإنترنت غير الطريقة التي نتسوق بها كلياً نظراً للمزايا والامتيازات المتعددة التي يحظى بها. من هذه المزايا التي ساعدت على انتشاره أن المتاجر الإلكترونية مفتوحة بشكل مستمر، فالمتسوق ليس مضطراً لأن ينتظر ساعات العمل في متاجر التجزئة ولا الوقوف في طابور الانتظار للدفع، فدخولك إلى متجرك الإلكتروني والضغط للشراء ينهي عملية الشراء، كما أنك لا تحتاج إلى أم المشاكل اليومية والتي تتمثل في وجود موقف لسيارتك في زحمة السوق القاتلة، كما أن التسوق الإلكتروني يتيح لك خيارات مفتوحة وغير محددة كتوصيل المنتج بسرعة وبدون إضافة رسوم، وأيضاً غالباً ما يكون التواصل مع المتسوقين عبر الإنترنت مبرمجاً تلقائياً للرد على أي استفسارات وخاصة إذا كان طاقم الموظفين محترفين ومدربين تدريباً ربما أكثر كفاءة من الموجودين لدى متاجر التجزئة التقليدية.وفي تخفيضات المواسم يزداد التسوق الإلكتروني وهي مواسم الخصومات السنوية التي انتشرت مؤخراً والتي تصل فيها قيمة الخصم إلى نسب مرتفعة.وبالنسبة للمعلومات فإن التسوق من خلال الإنترنت يتيح لك الاطلاع على سياسة خدمة العملاء عبر مواقع التسوق ذات السمعة الجيدة. من المزايا أيضاً إرسال الهدايا للأقارب والأصدقاء بسهولة بغض النظر عن مكان تواجدهم وهذه الميزة مهمة في التسوق الإلكتروني.هذا النوع من التسوق وفر الكثير على الأشخاص الذين ليس لديهم متسع من الوقت للقيام بعملية الشراء من المتاجر التقليدية، عدا عن أنه يجنبك ملاحقة البائع في المتاجر لإقناعك في الشراء خجلاً.أما من الناحية الاقتصادية فعند التسوق عبر الإنترنت تستطيع أن تحدد طلبك في الشراء إن كنت من مدمني التسوق. رغم ذلك فالتسوق الإلكتروني له محاذيره أيضاً، كأن تكون المواقع غير آمنة أو الرابط مشبوه وقد يعرضك إلى سرقة بياناتك. فتصلك رسائل تسويقية توحي لك بأنها من بائع ما يسألك فيها عن معلوماتك الشخصية للتحقق من صحة الطلب، فإذا كان طلبك من خلال بطاقة ائتمانية فكن متأكداً من تسجيلك في برنامج بشفرة سرية ويمكن التحكم بها من خلالك أنت فقط.ونتيجة تلك المنافسة لمتاجر التجزئة تقدمت أكثر من عشر سلاسل أمريكية مثل بيليس وجميبوري وبروفومانيا هذا العام بطلب لإشهار الإفلاس واختفت فعلاً شركات كثيرة مثل «راديوشاك» للمنتجات الإلكترونية و«سبورتس أوتوريني» من الأسواق بالفعل.وقال ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة مراكز تسوق الشرق الأوسط إن مراكز التسوق ومواقع التجارة الإلكترنية بمثابة رافدين متنافسين لتوفير السلع والبضائع للمستهلك حيث تسعى كل منهما إلى تطعيم نقاط قوته وتعزيز تنافسيته لاستقطاب المشتري الذي يعتبر المستفيد الأول من هذه البيئة التنافسية. *خبير مالي عضو جمعية المحاسبين ومدققي الحسابات
مشاركة :