غزة: أحلام حماد أعلن «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» (يو. إن. دي. بي)، إطلاقه برنامجاً عاجلاً لخلق فرص عمل، وتطوير مبادرات للانتعاش الاقتصادي للشباب والنساء في قطاع غزة، في ظل الوضع الحالي من التوتر المتسارع والفقر ومعدلات البطالة التي تصل إلى نحو 60 في المئة، فيما حذر مكتب المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية من تدهور الوضع الإنساني في القطاع، ودعا إلى تدابير عاجلة لتدارك الوضع.وقال البرنامج الإنمائي في بيان، أمس الأربعاء، إنه بدايةً سيقوم بإيجاد ما يزيد على 2500 فرصة عمل طارئة وقصيرة المدى (مؤقتة) خلال 12 شهراً، يستفيد منها بشكل مباشر 2979 مستفيداً تشكل النساء 40 في المئة منهم. وأوضح أن المشاريع ستدعم انخراط الشباب من خلال الأعمال الريادية والشركات الناشئة، والعمل عن بعد، ودعم الأعمال والتدريب المهني، إضافة إلى تطوير المهارات. وقال إن هذه التدخلات جزء من مبادرة مستمرة للبرنامج الأممي الإنمائي في غزة من خلال برنامج التمكين الاقتصادي للشعب الفلسطيني (ديب).وفي السياق ذاته، أطلق البرنامج حديثاً مخططاً لإيجاد فرص العمل الطارئ (المؤقت) الذي سيخدم نحو 1500 شاب وشابة، من ضمنهم مستفيدون من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين سيستفيدون من فرص عمل قصيرة إلى متوسطة المدى. ويشتمل هذا البرنامج على تدريب مهني لتطوير الخدمات العامة، وتوظيف منقذين بحريين، وتطوير نظام المعلومات الجغرافية في بعض بلديات القطاع، إضافة إلى تمكين 420 صياداً من استعادة أعمالهم وسبل كسب معيشتهم. وسيتم تنفيذ هذا البرنامج بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.وأوضح البرنامج الأممي أنه من خلال هذه المبادرات، سيتم إيجاد أكثر من 4 آلاف مصدر دخل، إضافة إلى مشاريع البنية التحتية المستمرة التي يتم من خلالها إعادة إعمار المنازل والمؤسسات التعليمية ومرافق المياه ومياه الصرف الصحي والمرافق الصحية، والتي بدورها توفر الآلاف من أيام العمل أسبوعياً.وبحسب برنامج الأمم المتحدة، يكمن الهدف من هذه المبادرات المتكاملة في التركيز على تطوير سبل المعيشة وتعزيز الوصول إلى الأصول الإنتاجية، وتوفير الخدمات الأساسية للسكان في قطاع غزة، وذلك كجزء من جهد دولي يتم تنسيقه من قبل الأمم المتحدة للتخفيف العاجل من حدة التوتر ومنع أي «صراع مسلح» في غزة.من جانبه، دعا جيمي ماكجولدريك المنسق الإنساني للأراضي الفلسطينية المحتلة في «أوتشا» إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمنع حدوث مزيد من التدهور في الوضع الإنساني في قطاع غزة في أعقاب تشديد القيود «الإسرائيلية» على التنقل.وقال ماكجولدريك، لدى زيارته قطاع غزة، إن الوضع في غزة بات محفوفاً بمخاطر بالغة، معرباً عن قلقه العميق إزاء فرض قيود إضافية على معبر كرم أبوسالم الذي يشكل عصب الحياة لسكان القطاع. وأضاف أن هذه القيود تهدد في حال استمرارها بحدوث تدهور كبير في وضع تنتابه الهشاشة وظروف إنسانية يلفها البؤس في الأصل، ولا سيما في القطاع الصحي. وأشار إلى أن القيود الجديدة والمشددة تحظر دخول البضائع باستثناء المواد الغذائية، وتحظر خروج جميع البضائع، كما تقلص منطقة صيد الأسماك على امتداد ساحل غزة إلى ثلاثة أميال بحرية.وأشار إلى قلق على نحو خاص للأثر التي سيخلفه نقص الوقود على تقديم خدمات الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي الضرورية في قطاع غزة. وأكد ماكجولدريك أن الحاجة تستدعي تأمين تمويل قدره 4.5 مليون دولار بصورة عاجلة لتأمين وقود الطوارئ الذي ينفد في أغسطس/آب. وأكد أن النظام الصحي على حافة الانهيار، والأزمة الإنسانية التي خلقها حصار على مدى 12 عاماً ازدادت وطأة، وبات الحصار يثير القلق إزاء العقوبات الجماعية.وذكر أنه «في الوقت نفسه يترك التمويل الذي بلغ أدنى مستوياته على مدى تاريخه، وما يقترن به من أزمة مالية غير مسبوقة تعصف بوكالة أونروا، المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني في موقف ضعيف لا يمكِّنها من الوفاء بالاحتياجات المتزايدة أو الاستجابة لأي تدهور آخر».ولفت إلى أنه في الوقت الراهن لم يجر تمويل سوى 23% من المناشدة الإنسانية للأراضي الفلسطينية المحتلة والتي يستهدف 70% منها قطاع غزة.
مشاركة :