واشنطن - كشفت دراسة أميركية حديثة أن الأطفال الذين لديهم آباء وأمهات صارمون ويحبون فرض السيطرة أو المبالغة في دلال أطفالهم، أكثر عرضة للمشاكل في المدرسة بسبب زيادة معدل سوء السلوك. وأوضح الباحثون في جامعة “منيسوتا” أن ظاهرة تسمى بآباء الهليكوبتر يمكن أن تؤثر سلبا على صحة الطفل العاطفية، ما يجعله أقل قدرة على التحكم في سلوكه والتعامل مع المواقف الاجتماعية. وأشارت الدراسة التي فحصت آثار الأبوة وسلوك 422 طفلا في الولايات المتحدة وسويسرا، إلى أن الأطفال الذين يتعلمون التعامل مع المواقف الصعبة دون تدخل الوالدين، سيحققون المزيد من النجاح في وقت لاحق من الحياة. وتمت دعوة الأمهات وأطفالهن إلى المختبر وفي عمر الثانية، وطلب منهم اللعب بمجموعة من الألعاب لمدة 4 دقائق، ثم تم فصلهن عن الأبناء خلال الدقيقتين التاليتين، وصنف الباحثون إلى أي درجة حاولت الأم فرض سيطرتها على تصرفات طفلها. وفي عمر الخامسة درس فريق البحث ردود فعل الأطفال على حصة غير عادلة من الحلوى، وقدرتهم على حل لغز تحت ضغط الوقت، وأخيرا، في سن العاشرة تم استجواب الأطفال حول مواقفهم من المدرسة والمعلمين بالإضافة إلى القضايا العاطفية. وتوصلت الدراسة إلى أن الأبوة المفرطة أو آباء الهليكوبتر في سن الثانية، ارتبطت بالسلوك السيء في الوقت الذي بلغ فيه الأطفال سن الخامسة. وأفادت نيكول بيري معدة الدراسة الرئيسية “أظهرت أبحاثنا أن الأطفال الذين لديهم آباء يحبون فرض السيطرة، قد يكونون أقل قدرة على التعامل مع المتطلبات الصعبة، خاصة مع الانتقال إلى بيئات مدرسية معقدة”. وأضافت “من غير المرجح أن يتصرف الأطفال الذين لا يستطيعون تنظيم عواطفهم وسلوكهم بشكل فعال في الفصل الدراسي، كما قد يواجهون صعوبة في تكوين صداقات”. وقالت بيري إن النتائج تؤكد أهمية تثقيف الآباء والأمهات في الكثير من الأحيان، حول دعم استقلال الأطفال من خلال التعامل مع التحديات العاطفية، وتخفيف الدلال الفائض.