الدوحة ـ الراية : توجّه فريق قطر لعبور المانش إلى بريطانيا استعداداً لخوض تحدي السباحة عبر بحر المانش، المعروف أيضاً باسم القناة الإنجليزية، في محاولة هي الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة القطرية. ويضم الفريق كلاً من الدكتور فالح علي والدكتور محمد جهام الكواري والدكتور جمال راشد الخنجي والدكتور خالد الجلهم والدكتور ناصر المهندي، بالإضافة للمغامرين فهد البوعينين وطلال العمادي، وجميعهم رياضيون قطريون هواة يعملون في مجالات مثل الطب والهندسة والقانون والتسويق وإدارة الأعمال. رغم مشاغل العمل والحياة الأسرية قررت هذه المجموعة من الرياضيين غير المحترفين، والتي يجمعها عشق رياضات قوة التحمل والمغامرة، خوض تحدٍ من أصعب التحديات البدنية في العالم بهدف تشجيع المجتمع القطري على ممارسة الرياضة وتسليط الضوء على أهمية اتخاذ أسلوب حياة صحي. وسيخوض الفريق المحاولة خلال الفترة من 20-27 يوليو الجاري، حيث سيتم اختيار يوم وموعد الانطلاق في وقت لاحق بحسب الظروف الجوية وعوامل أخرى مهمة مثل قوة التيارات البحرية وحركة الملاحة في القناة،علماً أنهم سيحتاجون إلى أكثر من 20 ساعة من أجل قطع مسافة قد تتراوح بين 40-50 كم بنظام التتابع. الدكتور فالح علي، البالغ من العمر 52 عاماً، قرر تأسيس الفريق بعد أن ألهمه فيلم تسجيلي عن قيام مذيع تلفزيوني شهير بالسباحة عبر المانش لجمع التبرعات لغرض خيري. ولم يجد الدكتور فالح أي عناء في إقناع أعضاء الفريق بخوض هذا التحدي لإيمانهم جميعاً بالرسالة التي يريدون إيصالها للمجتمع القطري، حيث قال “نريد أن نثبت لمجتمعنا أن ممارسة الرياضة ممكنة مهما كانت ظروف الحياة، فكل أعضاء الفريق يعملون في وظائف ويمتلكون حياة أسرية، ورغم أن ذلك يتطلب الكثير من المسؤوليات، إلا أنهم قرروا ممارسة الرياضة وجعلها جزءًا هاماً من حياتهم. إنه لشرف كبير أن أكون عضواً في هذا الفريق الملهم الذي يسعى لدخول التاريخ ورفع اسم قطر عالياً. إنها محاولة صعبة وخطيرة ولكننا قمنا بالاستعداد جيداً وسنبذل قصارى جهدنا لجعل وطننا فخوراً بنا”. ويعتبر عبور بحر المانش الاختبار الأكثر صعوبة لأي سباح في العالم، ولهذا ألهم هذا التحدي الكثير من المغامرين عبر التاريخ منذ أن سجل البريطاني ماثيو ويب أول محاولة ناجحة عام 1875. ولكن منذ ذلك الوقت لم ينجح سوى ما يقارب 1500 سباح و760 فريقاً في تسجيل محاولات ناجحة، في الوقت الذي فشل فيه آلاف آخرون نظراً للظروف الطبيعية الصعبة للغاية وأيضاً للقوانين الصارمة التي حددتها هيئة سباحة القناة لاعتبار المحاولات ناجحة. ويقع بحر المانش، الذي يربط بحر الشمال بالمحيط الأطلنطي، بين إنجلترا وفرنسا، وهو من أكثر القنوات المائية في العالم ازدحاماً حيث تمر به أكثر من 600 سفينة و200 عبارة يومياً، ولذلك يلتزم السباحون بمرافقة ملاح وقارب معتمد من هيئة سباحة القناة طوال الوقت. وبحسب قوانين هيئة سباحة القناة سيكون على كل فرد من أفراد فريق قطر لعبور المانش السباحة لمدة ساعة على الأقل، وبالتناوب المحدد قبل انطلاق المحاولة، ولن يكون هناك إمكانية لتبادل الأدوار، كما سيتم إلغاء المحاولة بالكامل لو انسحب أي عضو من أعضاء الفريق مهما كانت الأسباب، وحتى لو كانت المحاولة في أمتارها الأخيرة! وأوضح الدكتور فالح علي “سيتوجب علينا أن نكون في أفضل حالة بدنية، السباحة في المياه الباردة لفترات طويلة أمر في غاية الصعوبة وتؤثر بشكل كبير على الجسد، ولذلك سيكون علينا أن نتناول وجبات مخصصة تساعد على بناء حرارة الجسد من الداخل. قوانين هيئة سباحة القناة في غاية الصرامة، حيث يتم إلغاء المحاولة لأصغر سبب مثل قيام السباح بلمس القارب، ولك أن تتخيل مثلاً أن في بعض الأحيان يتم إلقاء وجبة سريعة في الماء للسباح عبر خيط رفيع مربوط بالقارب، ولو تم شد الخيط ولو لجزء من الثانية يتم إلغاء المحاولة!. ويستهل الفريق مهمته من الساحل الإنجليزي بين مدينتي فولكستون ودوفر، على أن يكون الهدف هو بلوغ الساحل الفرنسي بين مدينتي بولون وكاليه. ويدعم فريق قطر لعبور المانش شريكان ذهبيان هما شركة الأصمخ للتطوير العقاري وشركة بي إم آي فيتنيس، كما تضم قائمة الرعاة كلاً من مجموعة قنوات الكأس (شريك إعلامي) وبرو تي في قطر (شريك الاتصال) وانطلق (الشريك التكنولوجي).
مشاركة :