أعلنت المفوضية الأوروبية أمس إجراءات وصفت بـ «الإنقاذية» تهدف إلى حماية الصناعات المعدنية الأوروبية من الصلب الأجنبي، الذي لم يعد يجد منفذاً إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم العقابية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويبدأ تطبيقها اليوم. ونقل بيان عن المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيلسا مالمستروم أن «الرسوم الجمركية الأميركية (...) تؤدي إلى تغيير في المبادلات، ما يمكن أن يسبب أضراراً خطيرة لقطاع الصناعة المعدنية والعمال». وأضافت: «ليس لدينا خيار آخر سوى اتخاذ إجراءات إنقاذية لحماية الصناعة الأوروبية من ارتفاع كبير من الواردات». واتخذت هذه الإجراءات التي تطاول 23 فئة من منتجات الصلب موقتاً، ريثما يسمح تحقيق تجريه المفوضية باتخاذ قرار نهائي «عام 2019 على أبعد حد»، بحسب المفوضية. وستتخذ هذه الإجراءات شكل شرائح تخضع للتعرفة الجمركية، أي أن كمية تتجاوز حصة معينة للاستيراد، ستفرض عليها رسوم تبدأ نسبتها عند 25 في المئة. وتنطبق الحصة التي حددتها المفوضية لكل منتج على معدل الواردات في السنوات الـ3 الأخيرة. وتطبق هذه الإجراءات على كل دول العالم باستثناء بعض البلدان النامية ذات الصادرات المحدودة، وكذلك النروج وايسلندا وليشتنشتاين. وقبل أسبوع من زيارته واشنطن للقاء ترامب بهدف تخفيف حدّة التوتر، قال رئيس المفوضية جان كلود يونكر إن «جهود ترامب لشق صف الأوروبيين على الصعيد التجاري غير مجدية». وأضاف: «أريد أن أفهم رئيس الولايات المتحدة، حاولت من قبل ولم أنجح في ذلك، فعندما يتعلق الأمر بالتجارة، يشكل الاتحاد الأوروبي وحدة غير قابلة للانقسام». وتابع: «أتوجه إلى هناك وأنا مطمئن»، من دون أن يذكر أي تفاصيل عن الأفكار الأوروبية التي يريد الدفاع عنها في الولايات المتحدة. واضاف «عرضت رؤية شاملة في الاجتماع الأخير لمجموعة السبع في كندا لأنني كررت هناك أمام ترامب الحجج الأوروبية وسأكررها من جديد». إلى ذلك، حذرت وزارة الخارجية الصينية أمس من أن الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة أصبحت أكبر «قاتل للثقة» في الاقتصاد العالمي، مؤكدة أن العالم سيقاوم إذا واصلت واشنطن «تعنتها». وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ في إفادة صحافية دورية أن الولايات المتحدة تختلق المبررات لتحركاتها التجارية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالأمن القومي. ولفتت إلى أن «الحرب التجارية الأميركية ليست مع الصين فقط، بل مع العالم الذي تعتبره أميركا خصماً، ما يجر الاقتصاد العالمي بالكامل إلى الخطر». وخفضت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي توقعاتها للنمو الاقتصادي لمنطقة اليورو خلال العام الحالي، عازية ذلك إلى التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وارتفاع أسعار النفط. بدورها أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها ستضطر لاتخاذ مزيد من الإجراءات لتعويض الخسائر التي نتجت من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب والألومنيوم لحماية حقوقها ومصالحها. وجاء بيان الوزارة بعدما قدمت واشنطن في 16 الجاري خمس شكاوى لمنظمة التجارة العالمية في شأن الرسوم الجمركية التي فرضتها دول من بينها الصين رداً على الإجراءات الأميركية. تداعيات خطيرة على سيول وفي سياق متصل، حذّر وزير المال الكوري الجنوبي كيم دونغ يون من تداعيات خطيرة على سيول لحرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة والصين، مخفضاً توقعات النمو للعام الحالي. ويُتوقع أن يحقق الاقتصاد الكوري الجنوبي نمواً نسبته 2.9 في المئة، مقارنة بتوقعات سابقة بلغت 3 في المئة. وعزا كيم ذلك إلى تباطؤ الطلب المحلي والخارجي وارتفاع نسبة البطالة. وتشكل التوقعات الأخيرة تراجعاً مقارنة بالأرقام التي سجلت العام الماضي حين حققت كوريا الجنوبية، التي تحتل المرتبة الـ11 على قائمة أكبر اقتصادات العالم، نمواً بلغ 3.1 في المئة. ويأتي ذلك في وقت تشتد المواجهة بين أكبر شريكين تجاريين لسيول، إذ فرضت واشنطن وبكين رسوماً جمركية عالية متبادلة على بضائع ببلاييــن الــدولارات.
مشاركة :