قال القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان الوزير المفوض وليد بخاري: «إننا نلاحظ محاولة جادة من فخامة الرئيس (ميشال عون) ودولة الرئيس (سعد الحريري) لتشكيل الحكومة المقبلة. والمملكة العربية السعودية تتمنى التعجيل في تشكيل هذه الحكومة بشكل وازن يحقق الوحدة الوطنية لتحقيق أمن لبنان واستقراره». وكان بخاري زار أمس «مؤسسة فؤاد شهاب» في متحف الرئيس الراحل في جونيه، حيث كان في استقباله رئيس المؤسسة الوزير السابق شارل رزق، والرئيس الفخري اللواء أحمد الحاج، ورئيس المدرسة المركزية الأب وديع السقيم، ووزراء ونواب سابقون وشخصيات اجتماعية واقتصادية وسياسية. وتحدث رزق عن الرئيس شهاب الذي «ابتعد عن كل الإغراءات التي غرق فيها بعض الذين خلفوه، ولسوء الحظ أوقعوا لبنان في ما وقع في الفترة الأخيرة. لذلك، يعود إليه اللبنانيون اليوم بقوة لأنهم يجدون فيه المرجع». وتوقف عند التجربة الشهابية التي استمرت من 1958 حتى 1964، حين كان لبنان خارجاً من حربه الأهلية الأولى»، واصفا إياها بـ»العصر الذهبي»، ومتسائلاً عن سبب نجاح تلك الفترة «على رغم الانقسامات الطائفية والداخلية والتي يصعب فيها بناء الدولة». وقال: «لأنه الوحيد الذي استطاع أن يوفق بين احترام التعددية الطائفية اللبنانية من جهة، وبين الشرط الأساس لقيام أي دولة وهو قيام أكثرية تحكم وأقلية تعارض، على أن تكون الأكثرية عابرة للطوائف، وأن تكون الأقلية عابرة أيضاً للطوائف. هنا دمج احترام التعددية الطائفية واحترام الثنائية التي هي شرط قيام الدولة العصرية». ولفت رزق الى أن «المملكة العربية السعودية تمر بفترة إصلاحية كبيرة ومهمة جداً بإشراف خادم الحرمين الشريفين من جهة، ومن جهة أخرى بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذه الفترة الإصلاحية لها أهمية كبيرة، ليس فقط للسعودية إنما لكل العالم الإسلامي، وبالتالي للعالم بأسره. ونحن كشهابيين نؤمن بتجربته وبأي تجربة إصلاحية». وقال بخاري: «حين كنت طالباً في جامعة الملك بن عبدالعزيز في قسم العلوم السياسية، كلفت بإعداد ورقة عمل عن الرئيس الراحل فؤاد شهاب ولم أكن حينها أعلم أهمية هذا النموذج في العالم العربي. فبدأت أبحث عن فكره والقيم التي عمل عليها، لا سيما في الفكر التعددي والحفاظ على مفهوم الوحدة الوطنية كنموذج للعالم العربي يجب أن يكون مستلهماً في كل مرحلة سياسية كي نستطيع الاستفادة من تجارب الماضي». أضاف بخاري: «أؤكد لكم أن معظم الجامعات في العالم العربي، تدرس المدرسة الشهابية وفكر الرئيس الراحل الكبير. وما زلت أتذكر مقولة لأحد كبار الصحافيين عندما قال في نعي الرئيس، إن في النعش جبلاً من جبال لبنان». وتابع: «المملكة العربية السعودية تستفيد دائماً من تجارب كل الزعماء والقادة في الوطن العربي، ويهمني أن أذكر علاقة المدرسة الشهابية برؤية المملكة 2030. إذ اعتمدت رؤية المملكة على بيان عمل واضح أن السعودية هي العمق العربي والإسلامي. لقد سعى الرئيس الراحل كثيراً الى العروبة، واستفدنا كثيراً من تجاربه كرجل بأن لدولة المؤسسات والحق والقانون». وشكر للوزير رزق «التعاون معاً كي نستطيع نقل سيرته الى الأجيال القادمة». وأعلن أنه «في صدد إعداد ورقة عمل الملتقى الثقافي السعودي - اللبناني الرابع، والذي سيكون تحت عنوان فؤاد شهاب بناء الدولة». ثم كانت مداخلات للحضور أشادت بدور شهاب ونهجه، وكانت للنائب السابق فارس سعيد كلمة قال فيها: «المملكة العربية السعودية ساهمت في إعادة إنتاج دستور جديد (للبنان) انبثق من الدستور القديم بعد الاقتتال الطائفي والسياسي الذي دفعنا ثمنه. وما يجمع بين مؤسسة فؤاد شهاب والمملكة هو كلمة الدستور، وعلينا أن نبحث معكم كيف يمكن إعادة القيمة المعنوية والأخلاقية والسياسية الى الدستور اللبناني».
مشاركة :