لوّح نائب قائد الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري بمواجهة «أي تهديد» لحدود بلاده، مشدداً على «رد حازم» ضد «الأعداء». وتحدث عن «حرب ناعمة» على إيران، فيما أعلِن أن طهران أنجزت بناء مصنع لإنتاج أجزاء لازمة لتشغيل عشرات من وحدات الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. وفي حين كرر وزير الخارجية محمد جواد ظريف مطالبته الدول الأوروبية بـ «أفعال لا مجرد كلمات» لإبقاء الاتفاق النووي الإيراني، قال محمد واعظي مدير مكتب الرئيس حسن روحاني إن نظيره الأميركي دونالد ترامب طلب ثماني مرات الاجتماع به على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الخريف الماضي. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن واعظي، أن الفريق الإيراني لم يلبِّ الطلبات التي جاءت بعد إعلان ترامب أنه لم يعد قادراً على تأكيد التزام إيران الاتفاق النووي، ممهداً بذلك لانسحاب واشنطن من الاتفاق. وتابع واعظي: «لدينا سياسة شفافة وموقف واضح حيال علاقاتنا مع الولايات المتحدة، ولن نرضخ للضغوط». إلى ذلك، كشف واعظي أن روحاني يدرس إجراء تعديل وزاري سيطاول الفريق الاقتصادي. وفي سياق الدور الأوروبي في الحفاظ على الاتفاق النووي قال الوزير محمد جواد ظريف لـ «يورو نيوز»: «ما نریده من أوروبا، هو الالتزام السياسي، وهي أبدت هذا الالتزام، ونحن في حاجة إلى خطوات عملية، لا مجرد كلمات. نرید خطوات عملية في القطاع المصرفي، والاستثمار، والطاقة والنقل. أعتقد بأن أوروبا تقلص نفوذها وقوتها ويجب أن تكون أوروبا أكثر نشاطاً في إرساء السلام والأمن في المنطقة والعالم إلی جانب تعزيز الحوار والتعاون». وفي سياق التصعيد الإيراني تحدياً لتلويح واشنطن بفرض عقوبات جديدة على طهران، أعلنت منظمة الطاقة أمس، أن إيران بنت مصنعاً لإنتاج أجزاء الدوران اللازمة لتشغيل 60 وحدة طرد مركزي يومياً. وجاء هذا الإعلان بعد شهر على قول المرشد علي خامنئي أنه أصدر توجيهات الى الهيئات المعنية بأن تستعد لزيادة القدرة على تخصيب اليورانيوم إذا انهار الاتفاق النووي المبرم مع الدول الست (عام 2015) بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. وبموجب الاتفاق الذي وقعته كذلك روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وافقت إيران على تقليص برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وأكدت طهران إنها ستنتظر لترى ما يمكن أن تفعله القوى الغربية، لكنها أشارت إلى استعدادها لاستئناف تخصيب اليورانيوم. وكررت أن هدفها توليد الكهرباء. وقال علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن المصنع الجديد لا يمثل انتهاكاً لشروط الاتفاق النووي. ونقلت عنه وسائل إعلام رسمية قوله: «بدلاً من بناء هذا المصنع على مدى السنوات السبع أو الثماني المقبلة بنيناه أثناء المفاوضات ولكن لم نبدأ العمل فيه». واستدرك أن خامنئي «كان على علم تام وأطلعناه على المعلومات المهمة في ذلك الوقت. والآن بعدما أعطى الأمر، بدأ المصنع العمل». وتابع أن طاقته هي إنتاج أجزاء الدوران اللازمة لتشغيل 60 وحدة «آي. آر-6» للطرد المركزي يومياً. وفي حين أكد صالحي أن لدى إيران مخزوناً يبلغ 950 طناً من اليورانيوم، ذكر ناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها على علم بإعلان طهران عن إنجاز المصنع. وأعلن الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن طهران مستعدة لرفع نسبة تخصيب اليورانيوم بمقدار الحاجة إذا كان ذلك ضرورياً في حال فشل الاتفاق النووي. وعن محطة بوشهر النووية قال إنها تعمل بقوة وتولد الكهرباء أكثر من قدرتها الاستیعابیة، مشيراً إلى أن طهران مستعدة للحوار مع دول المنطقة في شأن سلامة محطاتها النووية والتعاون معها.
مشاركة :