بدأت أمس، التحضيرات لعملية إجلاء شيعة بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب (شمال سورية) نحو ريف دمشق، فيما اعتبرت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) الاتفاق الذي أعلن إبرامه مساء الثلثاء «خطة دفاعية لإدلب». وقال مدير العلاقات الإعلامية لـ «الهيئة»، عماد الدين مجاهد «إن إبعاد خطر كفريا والفوعة هو أول خطوة من الخطة العسكرية الدفاعية عن إدلب في حال حدث هجوم عليها». وأضاف «أن الاتفاق ينص على الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام السوري، على أن يكونوا بنسبة 80 في المئة ممن اعتقلهم النظام منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية نيسان (إبريل) الماضي، و10 في المئة ممن اعتقلهم العام الماضي، إضافة إلى 10 في المئة ممن اعتقلوا في السنوات السابقة. وعرضت وكالة «إباء» الناطقة بلسان «الهيئة» بنود الاتفاق، الذي نص على «انسحاب الميليشيات الشيعية من البلدتين، مع السماح لمن أراد بالبقاء، مقابل خروج 1500 أسيرة وأسير اعتقلوا من قبل النظام بسبب الثورة السورية». كما تضمن «الإفراج عن 37 أسيراً مسلحاً من سجون إيران في منطقة السيدة زينب بدمشق، إضافة إلى أربعة أسرى داخل بلدة الفوعة». وأفاد ناشطون ومصادر معارضة بأن الاتفاق مقتصر فقط على «تحرير الشام»، بعيداً من الفصائل العسكرية الأخرى، ويتضمن خروج معتقلين مسجلة أسماؤهم لدى «الهيئة»، والتي ستسلم بدورها أسرى لديها، بينهم عناصر من «حزب الله» اللبناني. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عمليات تحضير قافلة الإجلاء الأخيرة من الفوعة وكفريا يجري التحضير لها داخل البلدتين اللتين يقطنهما غالبية شيعية في الريف الشمالي الشرقي لإدلب، مشيراً إلى دخول 100 حافلة إلى البلدتين، لإجلاء من تبقى من سكانها ومسلحيها والبالغ تعدادهم نحو 7 آلاف شخص. ورجح أن يتم الإجلاء على دفعة واحدة، وبشكل متزامن على متن قافلة ستضم العشرات من الحافلات التي دخلت لتنفيذ الاتفاق. ولفت إلى معلومات بإقدام سكان ومسلحي البلدتين بحرق ممتلكاتهم ومستودعات الذخائر لعدم الاستفادة منها من قبل الفصائل. وأضاف أنه من المرتقب أن يجري تنفيذ عملية الإفراج عن عشرات المختطفين لدى الفصائل، من بلدة اشتبرق، بعد أن كان حصل سابقاً الإفراج عن نحو 40 منهم قبل أسابيع، كما ينص الاتفاق على تسلم تركيا الجزء الواقع في محافظة إدلب من اتستراد دمشق – حلب الدولي، في مقابل تعهد روسيا بعدم تنفيذ عملية عسكرية في إدلب والسماح بتسلم تركيا لمنطقة تل رفعت التي تتواجد فيها القوات الإيرانية ووحدات حماية الشعب الكردي. وأوضحت وكالة الانباء السورية (سانا) التابعة للنظام أن عشرات الحافلات وعدد من سيارات الإسعاف دخلت إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي لـ «إخراج الأهالي المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية عبر ممر تلة العيس في حلب». وذكر أن «نحو 90 حافلة وسيارات إسعاف دخلت منذ الصباح، تنفيذا للاتفاق الذي تم الإعلان عنه والقاضي بتحرير كل العدد المتبقي من مختطفي قرية اشتبرق وآلاف من أهالي البلدتين». ولفتت إلى أن الاتفاق يأتي بعد مرور أكثر من شهرين على تحرير 42 مختطفاً من قرية اشتبرق وخمس حالات إنسانية من بلدتي كفريا والفوعة في إطار تنفيذ اتفاق يقضي بتحرير مختطفي اشتبرق والمحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة.
مشاركة :