تفقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى الوزيري، اليوم الخميس، المقبرة الأثرية التي ترجع للعصر البطلمي، والتابوت الأثري المصنوع من الجرانيت الأسود والذي يمثل أضخم تابوت تم العثور عليه بمحافظة الإسكندرية، واكتشفته البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس، أثناء أعمال حفر مجسات بأرض أحد المواطنين بشارع الكرميلي بمنطقة سيدي جابر بشرق المدينة خلال الأسبوعين الماضيين.وثمن أثريون -في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط- قيمة الكشف الأثري المهم الذي أعاد حلم العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر وفقا لما أكدته رواية المؤرخين والباحثين القدماء بأنه قد دفن في مصر وخاصة بالإسكندرية، منوهين بأن الشواهد الأثرية والتاريخية تؤكد أن المقبرة والتابوت لا تخص ملك الملوك (الإسكندر الأكبر).من جهته، قال مدير عام إدارة الآثار الغارقة بالإسكندرية سابقًا، الأثري محمد مصطفى عبد المجيد: "إن المصادر اختلفت حول موقع دفن الإسكندر الأكبر سواء داخل مصر أو خارجها ولكن أغلبها أكد أنه دفن بالإسكندرية في منطقة السوما وهي المنطقة التي تقع بين البحر ورأس السلسلة وشارع فؤاد بالقرب من منطقة الأزاريطة حاليا والتي كان يطلق عليها الحي الملكي البطلمي".وأوضح أن بعض الباحثين قالوا إنه يوجد أسفل مسجد النبي دانيال وهناك من قال إنه في شارع المسرح الروماني.وأضاف: "أن هناك روايات تقول أن كليوباترا عند تجهيزها لحروبها وخاصة معركتها ضد اكتافيوس أخذت التابوت المصنوع من الذهب الخاص بالإسكندر وصنعت له تابوتا آخر، حيث ذكرت رويات العلماء أن اكتافيوس بعد انتصاره زار بصحبة المصريين قبر الإسكندر"، مشيرا إلى أن تلك الروايات تؤكد قرب موقع المقابر والتي تقع في منطقة السوما، بالإضافة إلى سهولة الزيارة والدخول له في مستوى جسم الإنسان العادي ولذا يستبعد أن يكون الكشف الخاص بمقبرة الإسكندر.بدورها أكدت رئيس جمعية آثار الإسكندرية وأستاذ الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية منى حجاج أهمية الكشف الأثري، موضحة أن التابوت الذي عثر عليه ضخم للغاية ويبلغ طوله نحو 3 أمتار وهذا ليس من المعتاد العثور عليه، كما أن التابوت المكتشف لم يفتح من قبل فهناك طبقة من البلاط الأمر الذي يقود إلى اكتشاف عادات الدفن القديمة ويدل على شخصية المدفون بداخله.واستبعدت أن يكون هذا التابوت الخاص بالإسكندر الأكبر، قائلة: "إن مقبرة الإسكندر الأكبر تقع داخل الحي الملكي بوسط المدينة القديمة بين محطة الرمل والشاطبي وفقا لما أكدته المصادر، ولكن الكشف الجديد بسيدي جابر وهذا يعني أنه خارج حدود المدينة البطلمية وقت حكمه والتي كانت تنتهي عند مقابر الشاطبي"، لافتة إلى أن القدماء كانوا يختاروا موقع المقابر خارج المدينة المسكونة. وتابعت حجاج: "أن التابوت في العصور القديمة كان يزخرف وفقا لأهمية الشخص المدفون وهذا التابوت أملس خالي من النقوش من الخارج ومن ثم فهو لا يخص الإسكندر الأكبر مما يوكد أن المقبرة لا تخص ملك الملوك".ومن جانبه قال رئيس جمعية التراث بالإسكندرية ونقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية إسلام عاصم: "إن الكشف الجديد مهم جدا وسيضيف أبعادا كثيرة وجديدة ومهمة إلى مدينة الإسكندرية"، موضحا أن هذا التابوت هو أكبر وأضخم تابوت أثري عثر عليه في الإسكندرية. وأضاف عاصم: "أن الشواهد الأثرية تشير إلى أن المقبرة والتابوت لا تخص الإسكندر الأكبر ولكن التابوت يمكن أن يخص شخصا غنيا ومهما؛ نظرا لأنه من الجرانيت الأسود والذي ينقل من أسوان إلى الإسكندرية".
مشاركة :