أكد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية والأستاذ في المعهد العالي للقضاء وعضو لجان المناصحة، أ.د. إبراهيم بن محمد بن قاسم الميمن، أن الله تعالى أنزل كتابه واختار دينه الخاتم ليكون صالحاً ومصلحاً لكل زمان ومكان وأمة إلى قيام الساعة، وحفظ الله جل وعلا على هذه الأمة مقومات دينها بحفظ تلكم البقاع الطاهرة والأماكن المقدسة، التي جعلها الله مهوى الأفئدة، وقبلة المسلمين. وقال "الميمن": من حفظ تلك البقاع ما قيض الله لها من أولئك العظماء والقادة الأفذاذ الذين جعلوا خدمة الحرمين ثابتاً من ثوابتهم ومرتكزاً لجهودهم، يشهد بذلك القاصي والداني والقريب والبعيد، ويراه عياناً ويعجز اللسان عن وصفه من قدر أن تطأ قدماه هذه الديار، فيرى من الخدمات الجليلة، والجهود العظيمة، والأعمال الدؤوبة ما يعلم به المسلم حقاً أن هذا من توفيق الله، وحفظه لدينه، وأن ولاة أمر هذه البلاد كانوا وما زالوا وسيظلون يتشرفون بهذه الأعمال حتى جعلوها شعارًا تصدقه أعمالهم وجهودهم التي تقدم لكل قاصد لهذه البقاع المقدسة مهما كان جنسه، ومذهبه، وانتماؤه، تقدم له هذه الخدمات دون منة أو أذى. وأضاف: بهذا كانت المنجزات العظيمة، والخدمات الجليلة، والأعمال النوعية التي خصت بها البقاع المقدسة والمشاعر أبلغ دليل على أن هذه الأعمال يؤطرها التجرد لله عن أي أغراض سياسية أو مصالح دنيوية، وبهذا أعز الله هذه الدولة وحفظها ومكّن لها، ومنحها أسباب التوفيق، وزادها أمنًا وأمانًا واطمئنانًا، وحفظها في ظل المتغيرات والأحداث . وأردف: هذا التميز الذي حظي به الحرمان والمشاعر كان ركيزة أساسية في التخطيط الذي تتجه إليه الدولة، لتكون الأولوية لهذه البقاع في كل خطة أو رؤية، وتوالى على هذه الجهود ولاة أمرنا وقادتنا، وما زالوا حتى هذا العهد المبارك عهد ملك الحزم والعزم الملك الصالح العادل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يسانده ولي العهد الأمين والعضد المكين صاحب السمو الملكي الأمير بن سلمان بن عبدالعزيز. وتابع: الحرمان الشريفان والمشاعر وخدمتهما وخدمة قاصديهما في أولى الأولويات وأساس كل المهمات، وتنامت تلكم الخدمات، وعظمت حتى جعلت ضمن الرؤية الطموحة والخطط الآتية والمستقبلية لتستوعب أكبر الأعداد، ويستفيد منها كل مسلم في شتى بقاع العالم، حتى صار الحاج والمعتمر وقاصد هذه البقاع يشعر بهذه الأجواء الإيمانية، والتسهيلات العصرية، والتطور السريع الذي تقدمه المملكة هدية منها لكل مسلم وزائر، وحاج ومعتمر، لا تحركها في ذلك البواعث السياسية، ولا تميز في خدماتها من قدم إلى هذه البقاع تحقيقًاً لخبر الله في قوله: ﴿وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ﴾. وقال "الميمن": هذا كما هو ديدن هذه الدولة فهو حكم الله جل وعلا الذي شرع الحج والشعائر لتحقيق توحيده، وإقامة ذكره، وإحياء شريعته، ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ﴾، وهذه الغاية لا ترتبط بظرف الزمان والمكان بل ستظل باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأضاف: رغم هذه الجهود والأعمال إلا أن بعض الجماعات وأصحاب الأجندات المعلومة خصوصاً من ساروا في ركب دولة الطائفية والحقد الدفين في إيران من النظام القطري وجماعة الإخوان وغيرهم ممن يرون في الحج فرصة لتحقيق أغراض جانبية، ومكاسب سياسية، وتوجهات مشبوهة، واستغلال سيء، وتوظيف لهذه الشعائر والأركان والمشاعر لخدمة أهدافهم، والمزايدة بشعارات يريدون بها تحويل الحج إلى بؤرة للصراعات السياسية، وميدان للدعايات الحزبية، والشعارات الطائفية. وأردف: أعظم بهذا العمل جرمًا، وأقبح به إثماً ليكون شاهدًا من الشواهد التي تسجل لدول باعدت عن الصواب، ورامت الفساد والإفساد، ودعمت التخريب والإرهاب، وتبنت دعاوى تدويل فريضة عظيمة لأغراض دنيئة، وابتغاء إثارة البلبلة والصراعات، وتفريق المسلمين في أعظم شعيرة يظهر فيها اتحادهم، وأجمل مناسبة يُرى فيها اجتماعهم. وتابع: هذه الدعوى الخبيثة مع ما فيها من تفريق لصف المسلمين، وشق لوحدتهم تهدف إلى إضاعة هذا الواجب، وتعطيل شعائر الله، وتشويه هذا الدين الذي لا يخدم إلا أعداءه، وتأتي من إعلام طالما كان خادماً لأجندة الشر والفتنة، وسباقاً في إشعال الثورات والحروب الأهلية التي نشاهد أثرها في وطننا العربي شرقاً وغرباً. وقال "الميمن": من واجب المسلمين عموماً أن يقفوا في وجه هذه الدعوات الخبيثة، ويحافظوا على هذه الشعيرة العظيمة صافيةً من كل مؤثرات سلبية، وخالية من كل منغصات شرعية، وعلى العلماء وطلاب العلم والدعاة واجب شرعي في اظهار الحقائق الوافية، وبيان الحجج الواضحة، تجلية الموقف الشرعي الصحيح تجاه هذا العبث الإيراني، والتعنت الصفوي ومن يصطف معه، وأن يظهروا هذا الموقف السعودي المبارك الذي تقوم به دولتنا الحبيبة إعذاراً إلى الله، وإبراءً للذمة وقياماً بالواجب تجاه المسلمين. وأضاف: من مسؤوليتنا أن نلهج بالدعاء أن يحفظ الله هذه الدولة خادمة للحرمين، وحامية لمقدسات المسلمين، وحارسة لدين الله على النهج الحق الذي هو نهج أهل السنة والجماعة وأن يمكّن الله لولاة أمرنا ويزيدهم عزًّا ونصرًا وسؤددًا وقيامًا بالواجب وأن يحفظ وطننا من كيد الكائدين وإرهاب المعتدين وعدوان المضلين.
مشاركة :