ذخيرة «داعش» التي لا تنتهي! - أيمن الحماد

  • 12/16/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

"داعش" مليشيا دولية تُشن حربٌ عليها بشكل يومي، ولا يزال هذا التنظيم يبرهن على توغله وتغوله في هذه الحرب، التي تدور في سورية والعراق. ومنذ إعلان قيام التحالف الدولي لحرب "داعش" والتنظيمات المتطرفة طرح هذا السؤال عشرات المرات ماهي مدة هذه الحرب ومتى تنتهي وكيف؟ والحقيقة أن الحرب المستعرة في شمال سورية وأنحاء واسعة من العراق لا يبدو أنها ستنتهي قريباً، فجدوى استراتيجية الحملة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة لا تزال حاضرة في دوائر صنع القرار في واشنطن، ولا يمكن التنبؤ بشكل الخطوة المقبلة. حقق التحالف نتائج جيدة، ولا يمكن التقليل من جدوى الضربات الجوية التي قام بها، لكن المتابعين كانوا يعتقدون أن هذا التحالف قادرٌ على محو "التنظيم" في أسبوع وهو مالم يحدث، ف"داعش" مازالت تحارب على الأرض، وتحقق نتائج ملموسة، وتسجل تراجعاً هنا وتقدماً هناك، وهذا ما يعقد من شكل الحرب، ويضفي عليها نوعاً من الغموض الذي لن يزول، إلا عندما نعرف كيف لهذه المجموعات المسلحة المطاردة من الجو والبر أن تصمد. والسؤال الأهم من أين تأتي بكل هذه الذخيرة؟ الحقيقة لا يمكن لنا أن نقول إن مصدر هذه الأسلحة والذخائر هو ما استولت عليه "داعش" من مخازن الأسلحة في الموصل عندما اقتحمتها وفرّ جنود الجيش العراقي تاركين وراءهم أسلحتهم الأميركية المتقدمة، فمهما كان حجم تلك الذخائر فإنها ومع هذه الحرب الشرسة لا بد وأن تنتهي. وكلنا نعرف كيف أدت (حرب 73) والتي استمرت أسبوعين تقريباً إلى انتهاء ذخيرة جيش الاحتلال الإسرائيلي ما جعل أميركا تسيّر جسراً جوياً لإنقاذ الكيان الصهيوني. وكيف أدى نفاد الذخيرة في معركة (ستالينغراد) وعجز الجيش النازي إعادة تموينه من هزيمة الجيش الألماني وخسارته للحرب العالمية الثانية. حقيقة ان الأمر الذي يجب أن يحتل أولوية قصوى هو كيف نجفف "داعش"؟ أو كيف نقطع مصدر السلاح لديه، إذ عرفنا أن الجغرافيا التي يقاتل فيها محصورة في مجموعة دول مشتركة في التحالف الدولي، ما عدا الطرف جهة سورية الذي بلاشك هو الإمداد الوحيد أو المخزن الكبير لسلاح "التنظيم" ودون إيقاف تدفق الذخيرة لن يكف مقاتلو "داعش" على خلق القلاقل في المناطق التي انسحبوا منها، وسيتحركون إلى مناطق أخرى. لذا جدير بالتحالف مراقبة الحركة الجوية في المطارات التي يسيطر عليها النظام السوري، والموانئ البحرية التي تغذي حرب الأسد على سورية وشعبها، ونظام الأسد بلا شك قادر على توفير السلاح بمقابل ودون مقابل، فهو من جهة بحاجة إلى المال الذي يكسبه "داعش" من بيع النفط أو من مبالغ الفدية أو الإتاوات، من أجل إمداد جيشه وحكومته، ومن جهة أخرى يريد استنزاف التحالف الدولي الذي بدأ يضرب في الداخل السوري ويشكل قلقاً كبيراً له، وفي الحقيقة ان استعار الحرب هناك أيضاً هي من مصلحة تجار وشركات السلاح حول العالم، لذا لا بد من إيجاد آلية لردع تلك الشركات ومراقبة مخزونها ومبيعاتها وإيقاع العقوبات عليها على المستوى الدولي.

مشاركة :