مياه حمراء داخل تابوت الإسكندرية الغامض تثير جدلاً

  • 7/20/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

رغم فتح غطاء تابوت الإسكندرية الحجري الضخم والغامض، الذي تمَّ اكتشافه قبل نحو أسبوعين، أسفل عقار تحت الإنشاء، فإن لغز التابوت لم يتمَّ حلُّه بشكل تام حتى الآن، لاحتواء التابوت على مياه حمراء وهياكل عظمية لثلاث جثث.واستبعدت وزارة الآثار أن يكون هذا السائل مادة تاريخية أو «زئبقاً أحمر»، وأكدت أنها مياه صرف صحي تسربت إلى هذا التابوت، وأن سبب الاحمرار يرجع لاختلاط المياه بالجثث الموجودة داخل التابوت.وشغل تابوت الإسكندرية الغامض الرأي العام المصري والعالمي في الأيام القليلة الماضية، ما دعا عدداً كبيراً من الصحافيين المصريين والأجانب إلى حضور عملية فتح التابوت في المنطقة التي اكتُشِف فيها.واستبق الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الأساطير التي يمكن أن تثيرها هذه المياه الحمراء، وقال لوسائل الإعلام التي صاحبت فريق المجلس أثناء فتح التابوت: «نحن نقول من الآن: هذه المياه صرف صحي تسللت للتابوت من فتحة موجودة به، وليست زئبقاً أحمر، ولا يوجد شيء اسمه الزئبق الأحمر».وفسر وزيري احمرار المياه بقوله: «على مدار سنوات طويلة حدث اختلاط بين مياه الصرف الصحي والمومياوات التي كانت موجودة في التابوت، وتحللت بفعل عوامل الزمن، فأنتج ذلك اللون الأحمر».وشدد وزيري على أنه رغم تأكدهم من أنها مياه صرف صحي، فإن اللجنة المكلفة فتح التابوت أخذت عينة من المياه لتحليلها في معامل المجلس الأعلى للآثار، وسيصدر بنتيجة التحليل تقرير سيتم إبلاغه لوسائل الإعلام.وأعلن أنهم عثروا بداخل التابوت على بقايا عظمية لثلاث جثث، بما يشير إلى أنها كانت دفنة عائلية.ولم ترُق هذه النتيجة التي أعلنها المجلس الأعلى للآثار أمام وسائل الإعلام لجمهور «السوشيال ميديا» الذي ظلّ بعضه مصرّاً على أسطورة «الزئبق الأحمر»، فيما حاول البعض الآخر تقديم تفسير مختلف لاحمرار المياه، مستنداً إلى الصورة التي أظهرت مكان التابوت وهو جافّ تماماً، بما يعني أن ما بداخله ليس مياه صرف صحي.وانتقد كريم محمد، أحد رواد موقع «فيسبوك» ترجيح رواية الصرف الصحي قبل التحليل، وقال: «سبحان الله التابوت مغلق منذ 2000 سنة، ولم يفتح واللاصق الخرساني موجود بالكامل، والحفرة التي بها التابوت كل الصور تظهرها جافة تماماً، فكيف دخلت مياه المجاري داخله، إلا إذا كانت محطة صرف صحي فرعونية قديمة؟!». بينما رفض محمد صلاح العقيلي، رواية «الزئبق الأحمر»، وقال: «التحليل العلمي الوحيد لطمس وعدم وجود كتابة على تابوت بهذا الحجم ووجود الثلاث جثث بداخلة والمياه الحمراء، أن الدفنة كانت لطمس هؤلاء الثلاثة الذين تم دفنهم أحياء بمواد كيميائية لقتلهم».وأضاف: «لا بد أن يتم تحليل المواد وسبب الوفاة، لأن الكشف كبير جدّاً، وبه أشياء كثيرة جدا مجهولة، إذ إنه لا يقدر على جلب تابوت بهذا الحجم سوى شخص مقتدر جدّاً أو لديه سلطة ونفوذ».ويطالب بسام الشماع كاتب في علم المصريات وزارة الآثار بالكشف السريع عن العظام التي عُثِر عليها بالتابوت ومعرفة إن كانت قديمة أو حديثة.وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لا تنتشر رواية أن المياه مادة كيميائية تم استخدامها للتخلص من الجثث أحياء، فلا بد أن تخرج علينا الوزارة بتصريح رسمي عن ماهية العظام، وهل هي حديثة أم قديمة؟!».ورغم مطالبة الشماع الوزارة بذلك لقطع الشك باليقين لدى الرأي العام، فإنه يرجح أن تكون المياه الموجودة بالتابوت مياه أمطار وليست مياه صرف صحي.وأضاف: «أغلب الظن أنها مياه أمطار تسلَّلَت من الفتحات التي كانت بالتابوت، ولكنها ليست مياه صرف صحي، لأن مكان التابوت جاف كما يظهر بالصور».وانتقد الشماع المشهد الذي بثَّته وسائل الإعلام لأحد العمال وهو يرفع المياه من التابوت ويلقيها في الشارع، قائلاً: «إذا كانت وزارة الآثار تقول أمام وسائل الإعلام إنها مياه صرف صحي، فهل يليق أن تلتقط وسائل الإعلام الإعلامية صوراً لمشهد إلقائها بهذه الطريقة؟!».وكان اكتشاف التابوت قد آثار منذ البداية احتمالية أن يكون خاصّاً بالإسكندر الأكبر، وهو ما نفاه المجلس الأعلى للآثار قبل فتح التابوت بعدة أيام.وقال وزيري: «استبعدنا منذ البداية أن يكون التابوت خاصّاً بالإسكندر الأكبر لأن التابوت لا يحمل أي نقوش أو أسماء، كما أن الدفنة فقيرة جداً ولا تتلاءم مع ملك أو إمبراطور».

مشاركة :