فريق التحرير تحاول قطر الظهور كدولة ذات قدرة على استضافة المناسبات الدولية، فيما يظل "الصفر" رصيد العمال الأجانب في الدوحة. وتخطط قطر لتنظيم كأس العالم لعام 2022، لكن يبدو أنها قررت إقامة مجدها على "دم العمال"، بإجبارهم على العمل تحت درجة حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، فضلًا عن علاقة بين العمال وأصحاب العمل أشبه بالعبودية. وأصبح مئات الآلاف من العمال الآسيويين العاملين في مشاريع كأس العالم، رهن مأساة أقرب إلى "تصفية جسدية"، وسط تحذيرات من منظمات حقوق الإنسان من تفاقم الأزمة. وأظهرت صحيفة الجارديان، عام 2013، تحقيقات الاتحاد النقابي الدولي (CSI) وأكدت أن العمال في قطر معرضون لخطر الهلاك؛ إذ وصل عدد ضحايا الملف الأسود للعمالة في قطر إلى 520 عاملًا من الهند وبنجلاديش ونيبال؛ بينهم 385 قضوا في ظروف غامضة، عام 2018. ويشكل عمال تلك الدول ثلاثة أرباع العمال في قطر (مليوني شخص)، كانوا يعملون بمدرجات استاد الوكرة. ونقلت صحيفة لوموند، عن خمسة عمال نيباليين عملوا بموقع "الوكرة"، أنهم سمعوا بوفاة زملائهم. وقال سوشانت (21 عامًا): "إن العمل شديد الخطورة، وفي ارتفاعات شاهقة، وكانت هناك إصابات في الآونة الأخيرة". وتخشى اللجنة المنظمة لكأس العالم، التي تشرف على بناء الملاعب الجديدة الثمانية لعام 2022، الانتقادات الحقوقية؛ لذلك تخضع الشركات المنفذة لإجراءات شديدة، بشأن الامتثال لمعايير سلامة العمال، فيما تواجه الشركات مشكلة في سمعتها. وأقنعت قطر، منظمة العمل الدولية (OIT) بإغلاق قضية "العمل القسري" المثارة ضدها مقابل افتتاح المنظمة مكتبًا في الدوحة، مهمته إعادة النظر في علاقة العمل بين العمال وأصحاب العمل. ومن المساعدات المحتملة للعمال الأجانب في قطر، تحديد حد أدنى لأجورهم بـ750 ريالًا قطريًّا (176 يورو)، وهو مبلغ لا يفي بحقوق العمال. وقال نيكولاس ماكجيهان الخبير السابق في هيومن رايتس ووتش: "مرت سنوات ونحن موعودون بحل أزمة العمالة في قطر، ولا نزال ننتظر إصلاحات لإثبات أن قطر تسير في اتجاه صحيح". وفي عام 2016، وبضغط من هيومان رايتس ووتش، اعترفت الدوحة بمقتل 35 عاملًا. وكانت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم، أعلنت مقتل 10 عمال بين أكتوبر 2015 ويوليو 2017 من بين عمال الملاعب. وكشفت تقارير هندية عن وفاة 241 هنديًّا في قطر خلال عام 2013، و279 خلال عامي 2014 و2015، فيما يعد ارتفاع درجات الحرارة في قطر سببًا رئيسًا للوفاة. وحسب صحفي نيبالي موجود في قطر: "تواصل الشركات انتهاك تشريعات حظر العمل خلال الحر صيفًا. ولا نعرف عدد العمال الذين ماتوا منذ عام 2012 ولا سبب وفاتهم، وعلى (الفيفا) مطالبة الحكومة القطرية بالتحقيق في الأمر". المأساة المؤلمة، تلك التي عاشها "رام" السائق النيبالي خلال عمله في قطر؛ حيث فقد شقيقه وعمه في حادث، واثنين من جيرانه؛ أحدهما انتحر.
مشاركة :