أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن زيارة شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة إلى الإمارات التي وصلها أمس تاريخية، وتؤسس لمرحلة استراتيجية جديدة في العلاقات بين البلدين. وقال سموهما بمناسبة زيارة شي جين بينغ إلى الدولة: «إن هناك توافقاً بين الإمارات والصين في الكثير من الملفات الإقليمية والعالمية، وأن الإمارات والصين تجمعهما اهتمامات عديدة تشمل السلام والاستقرار والتنمية والاستثمار والاستعداد للمستقبل». وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مقدمة مستقبلي شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة لدى وصوله مطار الرئاسة في العاصمة أبوظبي أمس في زيارة إلى دولة الإمارات تستمر 3 أيام ترافقه حرمه السيدة الأولى بينغ ليوان. شراكة استراتيجية وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذه المناسبة: «إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية إلى دولة الإمارات، تؤسس لمرحلة جديدة في الشراكة الاستراتيجية التي جمعت بين الدولتين على مدار عقود بركائز راسخة تقوم على المصالح المشتركة والتفاهم الكامل والاحترام المتبادل». وأضاف سموه: «يسعدنا أن نرحب بالرئيس شي جين بينغ على أرض الإمارات.. في هذه الزيارة المهمة التي ننظر لها باعتبارها ركيزة أساسية لآفاق أرحب للتعاون المزدهر بين البلدين الصديقين، ونقدِّر اختيار الرئيس بينغ دولة الإمارات لزيارتها في أولى جولاته الخارجية عقب انتخابه لفترة رئاسية جديدة، ما يعكس ثقل شراكتنا الاستراتيجية ويؤكد عمق الروابط بين الجانبين». ونوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالعلاقات الاقتصادية القوية والتبادلات التجارية المزدهرة بين الدولتين، مشيراً سموه إلى أن تجارة الإمارات مع الصين مثَّلت نحو ربع إجمالي حجم التجارة العربية الصينية خلال العام 2017 والتي بلغت ما يقارب 200 مليار درهم. فضلاً عن الحركة السياحية النشطة التي زار معها أكثر من مليون صيني دولة الإمارات خلال العام الماضي فقط، مؤكداً سموه أن التعاون الاقتصادي يمتد ليشمل العديد من القطاعات مثل النفط والغاز والطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتطورة. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «نسعى إلى ترسيخ علاقات ثقافية وشعبية وإنسانية بجانب علاقاتنا الاقتصادية والسياسية القوية»، مشيداً سموه بالتوافق الصيني الإماراتي حول العديد من الموضوعات والملفات الإقليمية والدولية في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي بادرت الإمارات إلى ترسيخها منذ عقود كأول دولة خليجية تقيم علاقات استراتيجية مع الصين. وأعرب سموه عن ثقته في أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس بينغ إلى دولة الإمارات سيكون لها أثرها الواضح في إعطاء دفعة قوية لعلاقات البلدين نحو مستويات أرقى من التنسيق والتعاون البنّاء في شتى المجالات. آفاق جديدة من جانبه قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إن التعاون بين دولة الإمارات والصين يمضي وفق أعلى المستويات والجهود مركزة على فتح آفاق جديدة من التنسيق والتكامل خاصة . وأن البلدين تجمعهما رؤية مشتركة وفكر تنموي واحد يرتكز على أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية أساس صلب لتعميق السلم والسلام والأمان والاستقرار والازدهار والقضاء على تداعيات التطرّف والإرهاب، هي ثقافة الإنجاز والعمل المشترك التي يؤمنان بها وهي من المحركات الأساسية لبناء مستقبل واعد لشعبينا وبلدينا. وعبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره الكبير لاهتمام الرئيس الصيني بتنمية العلاقات الإماراتية - الصينية وحرصه على أن تكون زيارة الرئيس الصيني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه رئيساً لبلاده ما يعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الصديقين. علاقات شاملة وأكد سموه أن القيادة الإماراتية وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لديها الاهتمام نفسه بتعزيز العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية القائمة معها إلى شراكة استراتيجية شاملة تعكس ما شهدته العلاقات الإماراتية - الصينية من تقدم في مختلف المجالات خلال السنوات الماضية وما ينتظرها من تطور أكبر وأوسع نطاقاً خلال السنوات المقبلة. وذكر سموه أن أهم ما يميز العلاقات الإماراتية - الصينية أنها نموذج للعلاقات الشاملة التي لا تتوقف عند الجوانب السياسية والاقتصادية فحسب . وإنما تمتد إلى الجوانب الثقافية والاجتماعية والتعليمية التي تبني جسور التعارف والتقارب بين الشعبين الصديقين الإماراتي والصيني مما يدعم العلاقات المشتركة بمزيد من مصادر القوة والتنوع والنمو ويضمن استدامتها وتحقيقها الأهداف المرجوة منها ويعمق الإيمان المشترك بها وأهمية دعمها ودفعها إلى الأمام باستمرار. وعبر سموه عن ثقته في أن زيارة الرئيس الصيني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ستشكل منطلقاً لتحقيق نقلات نوعية مهمة في مسار العلاقات الإماراتية - الصينية خلال الفترة المقبلة خاصة مع الفرص الكبيرة الكامنة في هذه العلاقات، وتوافر الإرادة السياسية المشتركة لدى قيادتي البلدين للاستمرار في توسيعها وتنميتها على المستويات المختلفة. مراسم الاستقبال إلى ذلك، ولدى وصول الرئيس الصيني وحرمه قدم طفلان باقتي ورد لهما ترحيباً بزيارتهما للدولة. وجرت لضيف البلاد مراسم استقبال رسمية في المطار، حيث عزف السلام الوطني لجمهورية الصين، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بزيارة الرئيس الصيني واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية لضيف البلاد. وصافح شي جين بينغ مستقبليه من سمو الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين الذين رحبوا بزيارته إلى الدولة، فيما صافح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أعضاء الوفد المرافق للرئيس الصيني من الوزراء وكبار المسؤولين. ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ــ خلال استراحة قصيرة ــ بضيف البلاد، معربين عن سعادتهما بزيارته إلى الدولة، متطلعين إلى أن تسهم الزيارة في التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون والعمل المشترك بما يلبي تطلعات البلدين وشعبيهما الصديقين. وجرى تبادل الأحاديث الودية حول ما يجمع البلدين والشعبين الصديقين من علاقات تاريخية متميزة والتي تشهد نماء وتطوراً مستمرين، مشيرين إلى ما يميز العلاقات الثنائية من تنوع ومتانة على الصعد كافة. وأشار سموهما إلى الدور المهم الذي تقوم به الصين في الملفات السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية وركائز التفاهم والتنسيق والتشاور مع دولة الإمارات بما يخدم الأمن والسلام والتنمية في المنطقة والعالم. سعادة من جانبه أعرب الرئيس الصيني عن سعادته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تجمعها بالصين علاقات ودية ورؤية مشتركة في العديد من القضايا، متمنياً لدولة الإمارات مزيداً من النمو والتقدم والازدهار. وأكد أن الإمارات تتقدم دول الشرق الأوسط من حيث التنوع الاقتصادي والتسامح والانفتاح الاجتماعي وتعتبر نموذجاً مثالياً للتنمية والازدهار في العالم العربي، وأعرب، في تصريح بمناسبة زيارته الى الدولة، عن سعادته بزيارة دولة الإمارات التي تستمر ثلاثة أيام ترافقه فيها حرمه السيدة الأولى بينغ ليوان. وقال في كلمة له لدى وصوله مطار الرئاسة في العاصمة أبوظبي: «تلبية للدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يسعدني كثيراً أن أقوم بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، بهذه المناسبة، يطيب لي أن أتقدم نيابة عن حكومة الصين وشعبها بالتحيات الخالصة والتمنيات الطيبة إلى حكومة الإمارات وشعبها». تنوع وأضاف: «ظلت الإمارات تتقدم دول الشرق الأوسط من حيث التنوع الاقتصادي والتسامح والانفتاح الاجتماعي وتعتبر نموذجاً مثالياً للتنمية والازدهار في العالم العربي وتلعب دوراً إيجابياً في صيانة وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 34 عاماً. وظلت الصين والإمارات تتعاملان مع بعضهما البعض بالاحترام والمساواة وشهدت العلاقات الثنائية تطوراً كبيراً وحقق التعاون العملي في كل المجالات إنجازات مثمرة. ويولي الجانب الصيني اهتماماً بالغاً لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الإماراتية ويحرص على العمل سوياً مع الجانب الإماراتي على مواصلة توسيع وتعميق التعاون المتبادل المنفعة بين البلدين في كل المجالات في إطار بناء «الحزام والطريق» بما يرتقي بالعلاقات الصينية الإماراتية إلى مستويات أعلى». تطوير واختتم شي جين بينغ تصريحه: «أتطلع إلى لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقادة دولة الإمارات لتبادل وجهات النظر بشكل معمق حول سبل تطوير العلاقات بين البلدين، أثق بأن هذه الزيارة ستحقق نجاحاً تاماً وتعزز الصداقة بين البلدين والشعبين بفضل الجهود المشتركة من الجانبين». الاحتفاء بالضيف وقدمت فرق الفنون الشعبية في مطار الرئاسة لوحات من أهازيج التراث الإماراتي ترحيباً بزيارة ضيف البلاد للدولة. واحتفت دولة الإمارات بوصول الرئيس الصيني بمراسم خاصة فقد رافقت طائرته منذ دخولها أجواء الدولة «12» طائرة حربية إماراتية من طرازي «اف 16» و«ميراج» تحية وترحيباً بضيف البلاد، فيما أضاءت سماء العاصمة لدى وصوله مقر إقامته العروض النارية ابتهاجاً بهذه الزيارة وتزينت معالم البلاد وشوارعها بأعلام البلدين وألوانها، إضافة إلى العديد من مظاهر الاهتمام والترحيب الذي تحظى به الزيارة. وكان في الاستقبال معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني. وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة النقل، والشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي. ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي أحمد جمعة الزعابي وزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، ومعالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، ومعالي زكي أنور نسيبة وزير دولة. وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وجبر محمد غانم السويدي مدير عام ديوان ولي عهد أبوظبي، وعلي عبيد الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، والفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة. ويضم الوفد المرافق للرئيس الضيف، دينغ شيوشيانغ عضو المكتب السياسي وعضو أمانة سر اللجنة المركزية ومدير عام ديوان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ويانغ جيتشي عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية ووانغ يي مستشار الدولة ووزير الخارجية وخه ليفنغ نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ورئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح. وتشونغ شان وزير التجارة وني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة ووانغ شياوتاو رئيس الهيئة الوطنية للتنمية والتعاون الدولي وتشين قانغ مساعد وزير الخارجية ومدير عام إدارة المراسم بوزارة الخارجية وتشن شياودونغ مساعد وزير الخارجية وعدداً من كبار المسؤولين الصينيين. نائب رئيس الدولة: * الإمارات أول دولة خليجية أقامت علاقات استراتيجية مع الصين * الزيارة تؤسس لشراكة استراتيجية بركائز راسخة أساسها المصالح المشتركة * نسعى لعلاقات ثقافية وشعبية وإنسانية بجانب علاقاتنا الاقتصادية والسياسية * زارنا أكثر من مليون صيني في 2017 ولدينا شراكات في قطاعات النفط والطاقة ولي عهد أبوظبي: * علاقاتنا تبني جسور التعارف والتقارب مصدرها القوة والتنوع والنمو * الزيارة منطلق لنقلات نوعية مهمة في مسار العلاقات بين البلدين * التنمية الاقتصادية والاجتماعية أساس لتعميق السلم والأمان والاستقرار * شراكتنا المقبلة تأتي استجابة لمتغيرات ومتطلبات التنمية محمد بن راشد ومحمد بن زايد:توافق الرؤى بيــــن الإمارات والصـين في الملفات الإقليمية والعالمية طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :