عُقد في مقر وزارة الإعلام بالرياض، أمس، ندوة بعنوان «صعدة.. جذور المشكلة وطموح التحرير»، بمشاركة مشايخ قبائل صعدة، وبحضور عدد من المسؤولين والإعلاميين. وتناولت الندوة مناقشة عدد من المحاور حول محافظة صعدة، شملت وقوف أبناء صعدة مع الحكومة الشرعية وقوات التحالف، وظهور جماعة الحوثي في صعدة، ونشأتها وتمردها وتدخلها في شؤون السلطات المحلية، وحروبها مع القبائل، كما تطرقت الندوة إلى متطلبات التحرير، وإعادة البناء بعد التحرير. حكومة شرعية منتخبة في مستهل الندوة، أعرب مشايخ محافظة صعدة عن شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين، على ما قدمته وتقدمه من خدمات إنسانية جليلة لليمن وشعبه، ودعمها منذ البداية للشرعية اليمنية، والجهد الكبير الذي بُذل في سبيل إعادتها إلى الحكومة الشرعية المنتخبة، مشيدين في الوقت ذاته بالجهود الكبيرة والمميزة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في التنسيق لإيصال المساعدات إلى الشعب اليمني. وأكدوا أن محافظة صعدة ترتبط بسلسلة حدودية مع السعودية، وأن هناك تداخلا قبليا وعلاقة نسب وصلة رحم مع المملكة، وأن هناك قبائل تعيش بين المملكة واليمن، وتسعى الميليشيات الحوثية إلى تفكيك هذا الترابط القبلي وهدمه. مأوى للأيادي الإرهابية تطرق مشايخ محافظة صعدة إلى ما كانت عليه المحافظة من ازدهار وحياة كريمة، مبينين أن المحافظة كانت تُعَدُّ سلة الجمهورية في منتجاتها الزراعية ومحاصيلها، كونها تعتمد في اقتصادها على الزراعة، التي تعدّ النشاط الرئيسي، مشيرين إلى أن الميليشيات الحوثية قلبت هذه الحياة إلى مأوى لاستقبال الأيادي الإرهابية، ومأوى لقُطّاع الطرق ومنصة لإطلاق الصواريخ، متسائلين عن المسوغ لهذه الأعمال التي تسببت في عداوة مع دول الجوار، خاصة المملكة العربية السعودية، إلى جانب تسببها في التفرقة بين القبائل، إذ عملت هذه الميليشيات على التغرير ببعض أفراد القبائل، وإشراكهم في صفها، وجعلهم يحاربون إخوانهم من أبناء المحافظة.وأكد المشايخ وقوف أبناء محافظة صعدة مع الحكومة الشرعية وقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، حال دقت ساعة الصفر، وبدأ تحرير المحافظة بأكملها، مشيرين إلى أن سكان المحافظة يعانون من تسلط الحوثيين، وتجنيد الأطفال، والزج بهم في المعارك. اللجوء للسلاح أوضح المشايخ أن إيران حاولت صناعة حزب الله آخر في اليمن، لتحقيق أطماعها في القضاء على أهل السنة وتحقيق أهدافها، وزعزعة أمن المملكة، إذ أوفدت إيران إلى صعدة خبراء لدراسة الوضع الفكري والتمسك الديني لدى أبناء المحافظة، إلا أنهم فشلوا في ذلك، لما وجدوه من تمسك لدى أبنائها، وعلى ذلك أيقنت أن قوة السلاح هي التي ستحقق أهدافها في المحافظة، ونشأت بعدها جماعة الحوثي برئاسة بدر الدين الحوثي. وأبان مشايخ صعدة، أن جماعة الحوثي عملت -وعلى مدار سنين- على المطالبة بعقد الاتفاقيات لوقف إطلاق النار، بقصد إعادة ترتيب أوراقها للعودة مرة أخرى إلى القتال، داعين قوات التحالف إلى عدم الاستجابة لهذه المطالب، ومواصلة المعارك العسكرية حتى تعود الحياة في المحافظات اليمنية كافة إلى طبيعتها، مشيرين إلى أن الميليشيات خلال السنوات الماضية غرست أيادي خفية داخل الحكومة والأحزاب السياسية، لدعم هذه الجماعة.
مشاركة :