تحضر إندونيسيا لاستقبال دورة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة مع الإعلان عن جهوزية المنشآت والبنى التحتية قبل شهر من الموعد المحدد، في ظل خطر الهجمات الإرهابية والازدحام المروري. وتستضيف إندونيسيا الألعاب في مدينتي جاكرتا وباليمبانغ في جنوب سومطرة من 18 آب/أغسطس حتى 2 أيلول/سبتمبر المقبلين. وسبق لها احتضان النسخة الرابعة عام 1962. ويعمل الجميع كخلية نحل على مدار الساعة من أجل الانتهاء من أعمال البناء، وتشجير وتوسيع مسالك الطرقات في جاكرتا. وتبدو قرية الرياضيين جاهزة لاستقبالهم، ولكن البعض ربما لن تعجبهم الرائحة الكريهة التي تفوح من النهر المجاور للقرية. وبصرف النظر عن مجمع الأسكواش الذي لم تنته الأعمال منه بعد، تبدو كل المنشآت الأخرى جاهزة. وخضع ملعب جيلورا بونغ كارنو الرئيس، الذي استقبل الألعاب عام 1962، لعملية ترميم بلغت قيمتها 30 تريليون روبية (2.08 مليار دولار). ومن المقرر أن يشارك نحو 11 ألف رياضي فضلاً عن 5 آلاف مسؤول من 45 دولة آسيوية في دورة الألعاب الآسيوية، وهي ثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية. وأكد كبير المنظمين ورئيس نادي أنتر الإيطالي إريك توهير الأسبوع الماضي قائلاً «أعتقد أن كل المنشآت، من وجهة نظري.... ستكون جاهزة بنسبة 95 بالمئة حتى نهاية تموز/ يوليو». زحمة سير خانقة ووافقت إندونيسيا على استضافة الألعاب الآسيوية عندما قررت فيتنام الانسحاب، لتبدأ الأعمال في وقت متأخر. وقد أشارت بشكل واضح إلى المخاوف بشأن الاستعدادات والأعباء المالية المترتبة من جراء الاستضافة. ومن أجل تفادي تضارب موعد تنظيم الألعاب الآسيوية مع الانتخابات الوطنية قررت جاكرتا تأجيل الاستضافة إلى 2018، أي بعد عام من موعدها المحدد سابقًا. ويؤكد المنظمون أن الأخطاء التي حصلت خلال الألعاب الأولمبية في أثينا 2004 لن تتكرر، عندما انتهت الأعمال من الملعب الرئيس قبل أسابيع قليلة من حفل الافتتاح، أو حتى خلال مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم الذي انطلق قبل الانتهاء من استكمال بعض المنشآت. أما أسوأ الألعاب من الناحية التنظيمية فتبقى دورة ألعاب الكومنولث 2010 في نيودلهي، مع مشكلات جمة تراوحت بين الظروف القاسية في قرية الرياضيين حتى انهيار البنى التحتية. وواجهت إندونيسيا العديد من المشكلات مع استضافتها لدورة ألعاب جنوب شرق آسيا عام 2011، بسبب فضائح الفساد وعملية تدافع في نهائي مسابقة كرة القدم أدت إلى سقوط العديد من القتلى. وتبقى أكبر مشكلة يمكن أن تواجه الألعاب الآسيوية كيفية نقل الرياضيين إلى الملاعب في الوقت المحدد، فجاكرتا تشتهر بازدحام السير الخانق على طرقاتها، ما سيدفع اللجنة المنظمة إلى إيجاد الحلول الجذرية. وسيتنقل المنظمون والرياضيون على الطرقات في ممرات مخصصة لهم، في وقت أقرت جاكرتا نظامًا فرديًا لتراخيص لوحات السيارات بهدف الحد من الازدحام. وسيتم إقفال المدارس من أجل التخفيف من زحمة السير على الطرقات.
مشاركة :