وصف عدد من مشايخ صعدة الوضع في اليمن بالكارثي، وخصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مؤكدين أن ميليشيات الحوثي سعت منذ وقت باكر إلى فصل ثقافة أبناء القبائل اليمنية والسعودية عن بعضها البعض، فضلاً عن محاولة زعزعة الأمن والتغيير الثقافي والأخلاقي والديني والقيمي، الذي كان نذير شؤم على اليمنيين منذ أن نشأت بذرتهم في صعدة. وأعرب مشايخ المحافظة، خلال الندوة التي عُقدت في مقر وزارة الإعلام بالرياض أمس (الخميس)، بعنوان: «صعدة جذور المشكلة وطموح التحرير»، في حضور عدد من المسؤولين والإعلاميين، عن شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما قدمته وتقدمه من خدمات إنسانية جليلة لليمن وشعبها، ودعمها منذ البداية للشرعية اليمنية، والجهد الكبير الذي بذل في سبيل إعادتها الحكومة الشرعية المنتخبة، مشيدين في الوقت ذاته بالجهود الكبيرة والمميزة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في التنسيق لإيصال المساعدات إلى الشعب اليمني. وتناول المشايخ خلال الندوة الخطر الذي جاء مع الحوثي، والمتعلق بتغيير ثقافة المجتمع ومحاولة تفكيك القبائل والمشايخ، واللعب على وتر العواطف الدينية، وكذلك توظيف القبيلة لتحقيق أهداف إيران، ومن يقف أمامهم يكون محل الاستهداف من الميليشيات. وأكد المشايخ أن محافظة صعدة ترتبط بسلسلة حدودية مع المملكة العربية السعودية، مشيرين إلى أن هناك تداخلا قبليا وعلاقة نسب وصلة رحم مع المملكة، موضحين أن هناك قبائل تعيش ما بين المملكة واليمن، ومؤكدين ان الميليشيات الحوثية سعت إلى تفكيك هذا الترابط القبلي وهدمه. وتطرق المشايخ إلى ما كانت عليه محافظة صعدة من ازدهار وحياة كريمة، مبينين أن المحافظة كانت تعد سلة الجمهورية في منتجاتها الزراعية ومحاصيلها، كونها تعتمد في اقتصادها على الزراعة، التي تعد النشاط الرئيس، موضحين أن الميليشيات الحوثية قلبت هذه الحياة إلى مأوى لاستقبال الأيادي الإرهابية ومأوى لقطاع الطرق ومنصة لإطلاق الصواريخ، متسائلين عن المسوغ لهذه الأعمال، التي تسببت في عداوة مع دول الجوار، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، إلى جانب تسببها في التفرقة ما بين القبائل، إذ عملت هذه الميليشيات على التغرير ببعض أفراد القبائل وإشراكهم في صفها وجعلهم يحاربون إخوانهم من أبناء المحافظة. وشدد المشايخ على وقوف أبناء محافظة صعدة مع الحكومة الشرعية وقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، حال دقت ساعة الصفر وبدأ تحرير المحافظة بأكملها، مشيرين إلى أن سكان المحافظة يعانون من تسلط الحوثيين وتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك. وأوضح المشايخ أن إيران حاولت صناعة حزب الله آخر في اليمن لتحقيق أطماعهم في القضاء على أهل السنة وتحقيق أهدافهم، وزعزعة أمن المملكة العربية السعودية، إذ أوفدت إيران إلى صعدة خبراء لدرس الوضع الفكري والتمسك الديني لدى أبناء المحافظة، إلا أنهم فشلوا في ذلك لما وجدوه من تماسك لدى أبنائها، وبذلك أيقنت أن قوة السلاح هي التي ستحقق أهدافهم في المحافظة، ونشأت بعدها جماعة الحوثي برئاسة بدرالدين الحوثي. وأبان مشايخ صعدة أن جماعة الحوثي عملت على مدار سنين على المطالبة بعقد الاتفاقات لوقف إطلاق النار، بقصد إعادة ترتيب أوراقهم للعودة مرة أخرى إلى القتال، داعين قوات التحالف إلى عدم الاستجابة لهذه المطالب، ومواصلة المعارك العسكرية حتى تعود الحياة في المحافظات اليمنية كافة لطبيعتها، مشيرين إلى أن الميليشيات، خلال السنوات الماضية، غرست أيادي خفية داخل الحكومة والأحزاب السياسية لدعم هذه الجماعة. وتناولت الندوة مناقشة عدد من المحاور عن محافظة صعدة، شملت وقوف أبناء صعدة مع الحكومة الشرعية وقوات التحالف، وظهور جماعة الحوثي في صعدة ونشأتها وتمردها وتدخلها في شؤون السلطات المحلية، وحروبها مع القبائل، كما تطرقت الندوة إلى متطلبات التحرير، وإعادة البناء بعد التحرير.
مشاركة :