قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن السنة النبوية الشريفة لها مكانة عالية كبرى، ومنزلة سامية عظمى؛ إذ هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي.وأوضح غزاوي، خلال خطبة الجمعة بالمسجد الحرام، أن أحكامنا الشرعية التي أُمِرنا أن نعمل بها إنما نستقيها من وحي ربنا، الذي يشمل القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومما يدل على أن السنة وحي من الله قوله تعالى: « «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5)» من سورة النجم ، وقوله تعالى: «وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» الآية 231 من سورة البقرة، وقوله عز وجل: «وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا » الآية 34 من سورة الأحزاب.وأضاف أن أهل التفسير قالوا: إن الحكمة هي السنة، والسنة شارحة ومفسرة لكثير من الأحكام المجملة في القرآن؛ حيث بيّن سبحانه أنه تكفل ببيان كتابه فقال تعالى: «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)» من سورة القيامة، وبيانه يكون على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» الآية 44 من سورة النحل.وتابع: والسنة مبينة ومفصلة لأحكام القرآن؛ فهي تستقل ببعض الأحكام والتشريعات؛ كإيجاب صدقة الفطر، وتحريم الذهب والحرير على الرجال، والنهي عن الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، ورجم الزاني المحصن.
مشاركة :