علي كرم: أول مطار مائي في رأس الخيمة أقيم بالعشرينيات

  • 7/20/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أجرى الحوار جاسم عباس | إمارة رأس الخيمة هي الرابعة من حيث المساحة وعدد السكان من الإمارات السبع المكونة لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، يعود تاريخها الى 5000 سنة قبل الميلاد، وكانت مركزا تجاريا وحضاريا في منطقة الخليج العربي وسواحلها بطول 64 كيلومترا، وكانت سلة الغذاء للإمارات وساحل عمان، وكل الأراضي الصحراوية في تلك المناطق، كل هذه المميزات جعلتها مركزا للأطماع، لا سيما قربها من أهم المضايق (مضيق هرمز)، وهي متميزة لوجود بيئات طبيعية خمس منها: البيئة الساحلية والصحراوية البرية، والريفية الزراعية، والسهلية، والجبلية. أثناء زيارة الأستاذ المهتم بالتاريخ علي حسن كرم البلوشي للكويت قبل شهر رمضان التقيت به، فهو من الإخوان الذين يقول المثل: «استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة، والمرء كثير بإخوانه» و«حافظ على الصديق ولو بالحريق». قال: «لقاء الإخوان مغنم وإن قلوا» و«أعجز الناس من عجز من اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم»، و«تحبب إلى إخوانك بصلتهم». معرفة السفن وتحدث عن تنقل الإنسان من مكان إلى آخر للحصول على ما يرزقه الله تعالى، دخل البحار والأنهار، ولكنه لم يعجز لاجتياز المياه وعبورها، وصل الى شطر جذع الشجر وتجويفه حتى أصبح الجذع قاربا، وكما عرفنا أن المصريين هم أول من صنع القوارب من البوص وورق البردي، ووصل الإنسان بتطور هذه السفينة وتتسع للسلع وله ومن معه فكر وفكر حتى توصل الى بناء السفن، والخليجيون من أوائل هؤلاء الأقوام القدماء، عرفوا الصناعة وجالوا البحار ووصلوا الى آسيا وافريقيا. وأضاف البلوشي: الكويتيون كانوا مهرة بصناعة السفن، وأتقنوا وعدلوا وزينوا حتى زودوا بها غيرهم، والتاريخ يذكر ما قاله الرحالة من عام 1700 وقبل هذا بمهارة أهالينا بالصناعة وتنقلهم للصيد والتجارة، وسفن أبناء الخليج العربي لها خصائص فريدة في مواد الصناعة، فهذه إمارة رأس الخيمة والكويت صنعوا البتيل من السفن القديمة التي عرفت قبل القرن السادس عشر، والبتيل اليوم اختفى وأقل صلاحية على النقل التجاري لتوسع كمية البضائع، ولكنه سريع فلذلك استخدم في المعارك البحرية. بتيل المنتصر وتحدث البلوشي عن صناعة السفن في الإمارات العربية المتحدة، وشهرة رأس الخيمة بهذا النشاط البحري وبرجالها في صنع أنواع وأشكال من السفن من جذوع الأشجار المنتشرة في بعض المناطق أو التي تجلب من الهند، صنعوا لرحلات الغوص والتجارة في الأسفار البعيدة او سفن صيد الأسماك، وصل عدد الأنواع الى أكثر من عشرة أنواع، فكانت رأس الخيمة المركز الرئيسي لبناء هذه القوارب. قال البلوشي: آباؤنا صنعوا «البتيل» الذي استعمل في رحلات الغوص على اللؤلؤ والنقل البحري، واستخدم في الحروب البحرية لخفته وسرعته بسبب تصميم هيكله، استخدم في المعارك وهاجمنا الغزاة وانتصرنا بفضل الله تعالى وتفوق «البتيل» في الكر والفر، حتى منع الإنكليز وأرغموا صناعه بعد صناعته لما تحققه سفينة «البتيل» من تقدم ونصر في المعارك ضد الاستعمار، وفي عام 1819 احتلت رأس الخيمة، قرر الإنكليز إحراق جميع السفن الخشبية ومصانعها، حتى سميت رأس الخيمة «الأرض المحروقة»، آخر بتيل المنتصر من رأس الخيمة وجد في الكويت في عام 1932. وأضاف البلوشي: أناشد المختصين أن يدرسوا ويعرفوا سر هيكل البتيل، لماذا لا يغرق؟ فيعرفوا العجائب، حتى سمعنا من الآباء والأجداد ان البريطانيين في ذاك الزمان كانوا يقولون: إذا رفعنا حجرا وجدنا جمجمة محارب تحته لكثرة عدد القتلى، وقالوا: لم نعرقل ولم ننتشر بقوة قليلة في هذه المناطق بسبب قوة أسطول القواسم قوامه 879 قطعة بحرية. وقال: البتيل أكثر السفن للغوص راجت في زمن الأجداد في الإمارات والكويت، ومن أقدمها خاصة بتيل «سعيد» المشهور الذي استخدمه أمير الغوص راشد الرومي من أسرع السفن ماعدا سمبوك العماني. وأما شكل البتيل، فيشبه السفن الفينيقية والفراعنة ويحمل ما بين 14 الى 15 طنا، ويحمل ما بين 60 الى 70 من البحارة. أبراج وحصون وقلاع وقال: بسبب ما تعرضت له رأس الخيمة بشكل خاص ومنطقة الإمارات عامة على أيدي المستعمرين أقيمت العشرات من قلاع وأبراح وحصون في رأس الخيمة، ولكنها دمرت وحرقت ووضعت الألغام بداخلها ونسفت قبل مغادرة السفن البريطانية، فقد كانت رأس الخيمة مسرح أحداث معظم الوقائع التاريخية، من هذه القلاع والأبراج والحصون: قلعة «الفلية» وتسمى مربعة الفلية، وحصن المزرع وبرج الجزيرة الحمراء وبرج خزام، وبرج الحلو، وبرج أبو شاق، وبرج المعيريض والمطاف والعريبي والنجدي وشمل والحديبة والبقيشي والرمس الغربي وخت ونصلة والحيل، ومربعة المعيريض ومربعة الرمس، وأقدم القلاع المعروفة يعود التاريخ الى فترة الوجود البرتغالي عام 1631، فكانت تطل على المواقع البحرية والبرية. أمثال وألغاز قال علي البلوشي: أمثالنا الإماراتية رياضة فكرية تمثل الأدب العربي الشعبي، وهي تغني عن الإجابات الطويلة، فتقال بكلمتين أو أكثر فتفي بالغرض، وتحكي واقعا منها: «أحبك يا ولدي قال أحبك يا نافعي»، «راعي الخبز يعرف راعي اللحم»، و«سفينة إذا كثرت ربابينها غرقت»، و«لما شاب ختنوه»، و«لا تسرف لو من البحر تغرف»، «هامور ما يدخل ولا يخلي السمك يدخل»، «السمكة الخايسة تخيس السمك كله»، «دياية الشيخ شيخة»، «شو عَرَّف الحمار بأكل الكنار». وقال: هناك أمثلة تعتبر نصائح تنبه الناس تعلمناها من الأولين مثل: «عاصب راسه بلا وجع» يضرب المثل بالشخص الذي يتدخل في أمور ويهتم بها مع أنها ليست مطلوبة منه وليس مكلفا بها، ومثل آخر يقول: «ظبظوب بالعين قصة ولا اتحمله» الظبظوب قروح يصاب بها جفن العين، يضرب المثل بالحاجة التي تقف عقبة أمام الإنسان ووجوب التخلص منها، ومثل آخر يقول: «كل حجرة ولها أجره» اي كل إنسان له قدره، وكل شيء له قيمة. ومن الألغاز الإماراتية: «ظله في بطنه» الجواب: البير. و«طويل ولا له ظل» الجواب: الطريق، ولغز آخر: «ما هو البيت الذي ليس له باب» الجواب: القبر، «وشي كشكشي أحلى من السكر حشي، إذا جاك نسيت كل شي» الجواب: النوم. أمثال مشتركة مع الكويت وذكر البلوشي بعض من المسميات الشعبية في مجتمع الإمارات وهي مشتركة مع أهلنا في الكويت، وخوفا من الضياع، علينا أن نذكرها في كل المناسبات، ونذكر أولادنا منها&##x200d;: جرِّب: إقرب – ماجور: كلمة تقال لشخص مريض عند زيارته، بمعنى الله يعطيك الأجر والعافية – أبوي كلمة تقال تحببا من الأب لابنه – بروه ورقة تملك أو الوثيقة الرسمية، وتعني رسالة صغيرة من شخص الى شخص – براحَة: أرض واسعة بين البيوت يتجمع فيها الناس – ميوه: هي الفاكهة بأنواعها – إزكرتي: رجل من ذوي الأناقة والذوق في الملابس، ويظهر أمام الناس يتباهى – الله يسقيك: بعد ان يحصل على الماء ويفرغ من شربه يقول: «الله يسقيك»، والجواب: «من حوض نبيك»، وكلمه «بيم» تعني الطعم ليصطاد به الصياد السمك – عكس: تعني الصورة الفوتوغرافية أو الرسم، وكنا نقول قديما فلان يشتغل عكاسا أي مصورا. من دمّرها؟ ــــ تعتبر إمارة رأس الخيمة آخر عاصمة من عواصم الرياح الموسمية، وتم تدميرها على يد الشركة الهندية الشرقية البريطانية، وحملة محمد علي باشا بقيادة إبراهيم باشا، والتقت القوتين سنة 1820 وتم القضاء على بندر المعمور في جرفار (رأس الخيمة). أم الأسوار الثلاثة ــــ في رأس الخيمة 3 أسوار، الأول في منطقة دهان من ساحل الظهر مرورا بمربعة أبو وشاق الى الخور، والسور الثاني من ساحل الظهر مرورا بمربعة سدروه ساحل الخور بمحاذاة جزيرة ندسحيم، والسور الثالث من ساحل الظهر مرورا بالحصن المقر الشتوي لحاكم الإمارة الى برج الحلو الى ساحل الخور. المهن والحرف ● حرفة صناعة الفخار والحصير والحلوى والقحافي. ● حرفة صناعة بناء العريش (المنزل الصيفي) قبل معرفة التيار الكهربائي. ● التحطيب من أقدم المهن في الجبال تقطع جذوع الأشجار القوية لاستخدامها في أغراض الطبخ والتدفئة. ● مهنة صناعة البارود في الزمن الماضي، كان يصنع يدويا من مادة ملحية تستجلب من أراضي سبخات المالحة. ● حرفة صناعة الحابول تعني «الحبل» يصنع من ليف النخيل. ● صناعة الجفير هو السلة المصنوعة من خوص النخيل. ● حرفة صناعة المنفض (الوعاء) الذي تجنى به الرطب يصنع من «عسق» النخيل بعد نقعه في الماء. ● صناعة بيت الشعر من شعر الماعز المغزول. ● كل أدوات الغوص مصنوعة بأيدي إماراتية مثل: الفطام والخبط وكيس الديين، وكل أنواع الحبال، وغرابيل اللؤلؤ.. الخ. قصة المطار المائي ــــ اختلف الإنكليز مع رضا بهلوي في استثمار مطار مائي، فتحول المشروع الى الجانب الشرقي للخليج العربي لنقل الركاب الإنكليز من شبه القارة الهندية، عمل المطار لمدة 4 سنوات من عام 1928 ــ 1932، بعد ذلك حصل خلاف حول خزان الوقود خوفا من الحرائق ولحماية أهالي رأس الخيمة، فتحول المطار الى الشارقة فأصبح مطارا بريا، ومن الذين عملوا في المطار المائي لنقل الركاب على أكتافهم الى الساحل علي بن أحمد الملقب «علي دريا بقي» وموسى شاهين البلوشي، كان في عهد الشيخ سلطان بن سالم القاسمي حاكم رأس الخيمة من 1919 ــ 1947.

مشاركة :