كشفت جولة «عكاظ» أن 50% من البيوت في جدة لا تتجاوب مع فرق حملة التوعية بالضنك، حيث لوحظ أن نسبة كبيرة من ربات البيوت لا يفتحن الأبواب لأن رب البيت غير موجود أو أن اللغة وقفت عائقا أمام الجالية التي لا تتحدث العربية، ورغم ذلك وجد أن نصف البيوت تتجاوب مع فرق التوعية باعتبار أن الحي الذي يقطنون فيه قد سجل حالات إصابة بالضنك، وذلك في الفترة من الرابعة عصرا وإلى الثامنة مساء. وتبين من الجولة أن هناك ست فرق مخصصة للتوعية بالضنك في المنازل والمساجد والمولات التجارية والمدارس لتكريس التوعية وتوجيه الإرشادات بمعالجة أوجه القصور الموجودة في المنازل ومنها مثلا وجود مواسير مياه مكسورة تجذب البعوض الناقل للضنك باعتباره يحبذ المياه العذبة، أيضا وجود أغطية مكيفات تستقطب البعوض، ووجود تخزين للمياه داخل المنازل، وغير ذلك. وحول التوعية في المنازل، فإنه يتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة وذلك لوضع الأركان التوعوية لحمى الضنك في المولات ودعم المولات والمراكز التجارية بمثقفين من إدارة الصحة العامة للتوعية تجاه حمى الضنك وذلك لمرتادي المركز التجارية الكبرى وإقامة فعاليات توزيع مطويات ومسابقات وجوائز رمزية، أما التوعية من خلال المساجد فإنه يتم التنسيق المسبق مع إمام المسجد وذلك لإلقاء محاضرة بعد الفراغ من صلاة المغرب وتثقيف المصلين عند الخروج من المسجد وتوزيع مواد التوعية على المصلين والبوسترات والرول لاب على مداخل ومخارج المسجد، أما التوعية المنزلية فتتم من خلال تقسيم الفريق على مربعات الحي، بحيث يقوم كل مثقف بتوعية 15 منزلا ويتم تدوين أي بؤر تتم معاينتها وإرسالها بتقرير إلى أمانة جدة للقيام بأعمال المكافحة والرش مع استهداف المحلات التجارية والمجمعات الكبيرة داخل الحي، أما التوعية من خلال النقاط الثابتة فتتركز على مكتب العمدة ومداخل الحي الرئيسية حيث يتم وضع استاند إعلاني يوضح ماهية النقطة الثابتة وأهدافها وهي 4 نقاط في كل نقطة 2 إلى 3 مثقفين وتكون مواد التوعوية بوسترات، وبخصوص التوعية من خلال المدارس فإنه يتم التنسيق مع مدارس وكليات ومعاهد الحي من طلاب ومعلمين وذلك من خلال الإذاعة الصباحية والأنشطة الطلابية وإلقاء المحاضرات بالفصول. وكلمحة طبية، تعتبر حمى الضنك اليوم من أهم الأمراض الفيروسية المنقولة عن طريق البعوض في العالم، وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 2.5 مليون إنسان معرضون لخطر الإصابة بالمرض مع حدوث 50 مليون إصابة و22 ألف حالة وفاة بسبب المرض سنويا. وكان أول ظهور لحمى الضنك في مدينة جدة خلال العام 1994م، وأصبح المرض يشكل مشكلة صحية عامة بعد الفاشية الواسعة خلال العام 2006م، وقد تم الاشتباه بما يقارب الـ10 آلاف حالة خلال الـ15 سنة الماضية حيث تم تأكيد حوالى 50% من الحالات مخبريا، وبفضل الله كانت نسبة حالات حمى الضنك النزفية أقل من 3% مع نسبة وفيات أقل من 1%، إلا أن الزيادة المطردة في عدد الحالات وما يصاحبه من زياده في عدد الحالات النزفية والوفيات يستدعي الاهتمام بهذا المرض. كما أن الاكتشاف المبكر لحالات حمى الضنك يعتبر من أهم العوامل للسيطرة على المرض من خلال مكافحة الناقل للفيروس وهو بعوضة الإيديس إيجبتاي، كما أن المعالجة السليمة تقلل من نسبة الوفيات بين الحالات، إضافة إلى تدريب العاملين في القطاعين الصحيين العام والخاص على طرق الوقاية من حمى الضنك وطرق مكافحته وذلك من خلال الدورات وورش العمل.
مشاركة :