قال الشيخ حسين آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، إن في هذا الزمن الذي تكاثرت تحدياته وعظمت مخاطره لبني الإنسان، وصعوبات في تحصيل الأرزاق، إلى ما لا ينتهي من المخاوف التي تمرّ بالإنسان في هذا العصر، مما لا يحصى ولا يخفى، هنا تعظم الحاجة وتشتد الضرورة إلى معرفة ما يوصل العباد إلى الهمم العالية والعزيمة القوية ليتحصلوا بذلك على المصالح المرجوة والمنافع المبتغاة.وأوضح «آل الشيخ» خلال إلقائه خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، أن الإنسان متى فوض أمره إلى الله، وقطع قلبه عن علائق الخلق، وقام بما شرعه الله له من الأسباب الحسية والشرعية صار ذا همةٍ عالية، وقد وطأ نفسه على ركوب المصاعب وهانت عليه الشدائد ما دام قلبه مفرغًا إلا من التوكل على الله والاعتماد عليه لأنه على يقين جازم بوعد الله.واستشهد بقوله تعالى: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ »، منوهًا بأن المتوكل على الله واثق بالله تعالى بأنه لا يفوته ما قسم له فإن حكمه لا يتبدل ولا يتغير، لقوله تعالى: «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ».وأضاف أن من معاني هذه الآية أنه سبحانه لم يكتف بضمان رزق المخلوق بل أقسم على ذلك، مستدلا بقول الحسن البصري «لعن الله أقوامًا أقسم لهم ربهم فلم يصدقوه »، وروي أن الملائكة قالت عند نزول هذه الآية هلكت بنو آدم أغضبوا الرب حتى أقسم لهم على أرزاقهم.
مشاركة :