متحولة جنسيا نجت من هجوم بمواد حارقة تعلن ترشحها للبرلمان الباكستاني

  • 7/20/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةAFPImage caption رغم تعرضها لهجوم بمادة كاوية، تصر نياب علي أو نديم كاشيش، المتحولة جنسيا على الترشح للانتخابات البرلمانية كانت حياة المتحولة جنسيا، نياب علي، في باكستان حافلة بالمعاناة، بداية من هروبها من المنزل في سن الثالثة عشر، وتعرضها لانتهاكات جسدية وجنسية من أقاربها وصولا إلى الهجوم عليها بمادة حارقة على يد صديقها القديم. لكن رغم ذلك،قررت نياب، وهي خريجة جامعية، أن تكون بين أربعة من المتحولين جنسيا الذين يخوضون الانتخابات العامة في باكستان. وعن تجربتها السياسية حديثة العهد، قالت المرشحة المحتملة "أدرك أنه بدون أن تتمتع بقوة سياسية تجعلك جزء من مؤسسات الدولة، لن تتمكن من الحصول على حقوقك". وبدء في الآونة الأخيرة، الكثير من المتحولين جنسيا بخوض غمار المعترك السياسي في المجتمع الباكستاني، ليكون لهم دور فيما ثبت أنه مرحلة هامة للمطالبة بحقوق المتحولين جنسيا.ريادة المنطقة غالبا ما يعاني المتحولون جنسيا النبذ والسخرية في المجتمع، وتلقي هذه المعاملة الضوء على قدر كبير من التمييز والمعاناة التي تجبرهم على الصراع للحصول على أبسط الحقوق والخدمات الأساسية مثل التعليم، والوظائف، والرعاية الصحية. وفي عهد إمبراطورية المغول، كان "الخصيان"، يعملون كمغنيين وراقصين في البلاط الملكي. وعندما احتلت بريطانيا الهند، سعت إلى تجريم وجود المتحولين جنسيا واعتبرتهم منحرفين، وحرمتهم من حقوقهم المدنية. لكن في يومنا هذا، تعد باكستان رائدة في مجال حقوق المتحولين جنسيا في المنطقة، إذ كانت من أوائل الدول التي اعترفت قانونيا بحقوق الجنس الثالث، وفقا لأوزما يعقوب، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمبادرة منتدى الكرامة، وهي جماعة داعمة لحقوق المتحولين جنسيا .مصدر الصورةGetty ImagesImage caption يعاني المتحولون جنسيا من التمييز والتهميش في المجتمع الباكستاني رغم صدور قانون يضمن لهم كافة الحقوق المدنية ومرر البرلمان الباكستاني تشريعا في مايو/ أيار الماضي يضمن الحقوق الأساسية لنحو 500 ألف مواطن من المتحولين جنسيا، وحظرت أية ممارسات للتمييز ضد هذه الفئات في المجتمع. وبدأ المتحول بالظهور والمشاركة العلنية في المجتمع الباكستاني، إذ عينت إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة مذيع أخبار من هذه الفئات في مارس/ آذار الماضي، وهي سابقة لم تشهدها باكستان من قبل. كما لعبت ممثلة متحولة جنسيا دورا رئيسيا في أحد أكبر الأفلام الباكستانية الشهر الماضي."إنهم يقتلوننا" لكن رغم الثورة في مجال حقوق المتحولين جنسيا في باكستان، لا يزال المجتمع يعامل هذه الفئة من الناس بعنف واستعلاء. فالمتحولون جنسيا من الرجال قلما يظهرون في المجتمع نظرا لقيود اجتماعية وثقافية تسود المجتمع تطال الأنثى بشكل عام. وبالمقابل تعاني فئة المتحولين جنسيا من النساء التهميش في المجتمع الباكستاني، ففي أغلب الأحيان يُجبرن على العمل كراقصات أو على ممارسة الرذيلة لكسب العيش، ما يجعلهن عرضة للتحرش، والانتهاكات الجنسية، وأحيانا الاغتصاب. ويلجأ العديد منهم إلى معلمين روحانيين، وهم فئة ترعى جماعات المتحولين جنسيا في أنحاء متفرقة من البلاد، التماسا للأمان. وغالبا ما يقدم هؤلاء المعلمون الطعام والمأوى للمتحولين جنسيا نظير خدمات يقدمونها للجماعة التي ينتمون إليها. وتقول مريم خان، وهي متحولة جنسيا فرت من منزلها بعد تعرضها لممارسات تحرش من أقاربها وجيرانها وهي في العاشرة من عمرها: "عندما نترك المنزل، تكون جماعات المتحولين جنسيا هي المكان الوحيد الذي نشعر فيه بالأمان. فهناك لا يسخر منا أحد، ولا نتعرض للضرب أو للنعت بمسميات مسئية لأن الجميع من نفس الفئة".مصدر الصورةARIF ALI/AFP/GETTYImage caption أصبحت مارفيا مالك أول متحول جنسي يقرأ نشرة الأخبار في التلفزيون في باكستان مطلع هذا العام. لكن أغلب هذه الجماعات يسيطر عليه شعور مستمر بأنه عرضة لخطر متزايد. وتقول نياب إن "المتحولين جنسيا يتعرضون للقتل هذه الأيام. في السابق انتشرت ممارسات انتشرت من قبيل الضرب والهجوم بمواد حارقة، لكن حاليا هم يركزون على القتل". وأشارت إحصائيات إلى أن 60 امرأة من المتحولين جنسيا قتلن في السنوات الثلاث الماضية في محافظة خيبر باختونخوا شمال غربي باكستان، التي ظلت حركة طالبان باكستان حاضرة فيها بقوة حتى وقت قريب نسبيا. وتعرضت المتحولة جنسيا أليشا، 23 سنة، لإطلاق نار من قبل عصابات محلية أكثر من مرة عام 2016، وتوفيت في إحدى هذه المرات بعد تركها دون أي علاج قد يسهم في إنقاذ حياتها، وذلك لحالة ارتباك أصابت العاملين في المستشفى الذين لم يستطيعوا اخاذ قرار فيما إذا كان يجب قبولها في قسم الرجال أم النساء."قتلتهم أسرهم" ويبدو أن ماريا خان تفهم الخطر الذي يتعرض له المتحولون جنسيا أكثر من غيرها، لذلك قررت خوض الانتخابات العامة لمجلس محافظة خيبر باختونخوا كمرشحة مستقلة. وقالت مريم إن جرائم الكراهية، أو ما يطلقون عليه جرائم الشرف، هي الخطر الأكبر الذي يواجه جماعات المتحولين جنسيا. وأضافت: "أهلنا هم من يستأجرون آخرين لقتلنا. وأنا شخصيا نجوت بصعوبة من بعض محاولات إطلاق النار علي في منزلي في منسرا، وهناك الكثير من الثقوب في باب المنزل الرئيسي جراء الطلقات التي استهدفتني".مصدر الصورةFORUM FOR DIGNITY INITIATIVESImage caption انضمت المتحولة جنسيا ماريا خان إلى جماعات المتحولين جنسيا بعد هروبها من منزل الأسرة في العاشرة من عمرها وأكدت ماريا، التي تخرجت في الفترة الأخيرة من جامعة هازارا الباكستانية، أن رد الفعل تجاه إعلانها الترشح للانتخابات العامة لمجلس المحافظة كان إيجابيا إلى حدٍ بعيد، إذ تبرع الكثيرون لحملتها التي تمولها شخصيا. وأشارت إلى أن السياسيين السابقين "لم يفعلوا أي شيء من أجل الناس" في المحافظة، وأنها سوف تتصدى لمشكلة العجز في إمدادات مياه الشرب التي تستمر لأشهر عدة وتترك أثرا سلبيا حادا على المدينة.لعبة الأثرياء قال نديم كاشيش، وهو اسم اختارته نياب علي عندما تحولت جنسيا إلى رجل، إن الترشح للانتخابات شيء لكن الفوز شيء مختلف تماما، إذ يواجه اثنين من السياسيين المرشحين لمنصب رئيس الوزراء في باكستان؛ هما عمران خان، بطل الكركيت الذي تحول إلى سياسي، ورئيس الوزراء في الحكومة الباكستانية المنتهية ولاياتها، شهيد خاقان عباسي. ويرشح نديم نفسه في دائرة في العاصمة الباكستانية إسلام اباد التي تضم مقر البرلمان، والمحكمة العليا وغيرها من المناطق والمعالم الهامة في الدولة. ويتناول نديم،القضايا والمشكلات التي يواجهها مجتمع المتحولين جنسيا في برنامج إذاعي خاص يقدمه بنفسه. وقال: "لا يوجد بين الأحزاب السياسية من يستهدف دعم حقوق المتحولين جنسيا، لسنا على أجندة أي منهم، وهو السبب الذي دفعني للترشح للبرلمان".مصدر الصورةMARIA KHANImage caption لقي إعلان ماريا ترشحها للانتخابات صدى إيجابيا على نطاق واسع دفع الكثيرين إلى التبرع لحملتها التي تمولها كمرشح مستقل وأضاف: "ليس لدي الكثير من الأموال لإنفاقها على اللافتات الدعائية ووسائل النقل، وغير ذلك من موارد الإنفاق على الحملات الانتخابية كغيري من السياسيين. لذلك أكتفي بنشر برنامجي الانتخابي عبر برنامجي الإذاعي". وينفق السياسيون في باكستان أموالا طائلة على الحملات الانتخابية رغم القيود المفروضة على المرشحين من قبل مفوضية الانتخابات. وأشار نديم إلى أن "الكل يعرف أنها لعبة الأثرياء، أما أنا فليس لدي مال يكفي حتى للتقدم بأوراق الترشح". وحددت مفوضية الانتخابات رسوم التقدم بأوراق الترشح بحوالي 30 ألف روبية (245 دولار) بالنسبة للمرشحين للانتخابات البرلمانية و20 ألف روبية لانتخابات مجالس المحافظات. وأشارت تقارير إلى أن ثمانية من المتحولين جنسيا أُجبروا على العدول عن قرار الترشح لعدم توافر المبلغ المطلوب للتقدم بأوراق الترشح. لكن رغم ذلك، أكد نديم على أنه سوف يتحدى الأوضاع السياسية السائدة في باكستان. وقال: "إنه وقتنا، ولن تتحقق الديمقراطية في باكستان إلا بمشاركة المتحولين جنسيا في العملية الديمقراطية". ____________________________________________ يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.

مشاركة :