تمر الأسرة بأصعب المراحل عندما تفقد الأم، ويسبب ذلك خللًا وصدمة كبيرة يكون أثرها كبيرًا على الأبناء وتزداد تعقيدًا كلما قل عمر الطفل، فمن المعروف أن الأطفال دون عمر ثمانى سنوات لا يعرفون مفهوم الموت أو مصطلح فقدان شخص، ويزداد الأمر تعقيدًا عندما يكون عمر الطفل أربع سنوات أو أقل، لأنه يحتاج فى هذا العمر رعاية خاصة مرتبطة بوالدته ويصعب على الأب فى تلك الحالة كيفية التعامل مع الموقف وتجاوزه لذلك يرجى اتباع النصائح الآتية لنستطيع تجاوز تلك المرحلة الصعبة فى حياة أطفالنا.أولًا: المصارحةيجب أن نمهد للطفل ونصارحه بأن والدته قد ذهبت إلى مكان أفضل ونبتعد عن الكلمات التى ممكن أن تؤذيه مثل أنها قد تم دفنها أو أنها فى القبر فتلك الكلمات سوف تؤثر سلبًا على نفسية الطفل، لذلك يجب أن نستبدلها بكلمات تحفيزية، مثلًا إنها ذهبت إلى السماء، ونبدأ نتحدث معه عن الجنة ووصفها وأننا فى يوم ما سنلحق بها، وهذا سيؤدى إلى تجاوزه الأمر نوعًا ما، وسيتقبله تدريجيًا.ثانيًا: الاستعانة بالأهل والأصدقاءيشعر الطفل فى هذه الفترة الصعبة التى يمر بها بالوحدة وعدم الأمان وعدم الثقة بالنفس لذلك من المفضل أن نستعين بالأهل والأصدقاء حتى يشعر بأنه ليس وحيدًا بل الجميع معه، ويدعمه، مما يشغله بأمور أخرى ويبتعد عن التفكير فى الأمر.ثالثًا: ابتعد عن كلمة «والدتك سافرت»لا أفضل على الإطلاق الهروب من المصارحة بالكذب على الطفل، لأنك بهذا تؤثر عليه سلبًا وليس إيجابًا، فالطفل قد يكره الأم أو قد يعانى من رهاب السفر، لأنه فى مخيلته أنه يخطف من يحبهم لذلك أنصح أن نكون صريحين مع أطفالنا أفضل من الكذب عليهم.رابعًا: ترك مساحة للطفل للتعبير عن حزنهلا بأس أن نترك مساحة للطفل أن يبكى ويعبر عن حزنه، فهذا يخفف عنه ويمنع أى كبت أو اكتئاب بداخله، لأنه بهذه الطريقة يفرغ الطاقة السلبية التى بداخله.خامسًا: ابتعد عن كلمة «يتيم»الطفل يشعر بالحساسية عندما يكون فى الحضانة أو المدرسة أو النادى ويرى الأطفال الآخرين معهم أمهاتهم، وهو لا فيشعر بالغضب الشديد عندما يطلق عليه لقب يتيم، لذلك أنصح بشدة بعدم استخدام لفظ يتيم أمام الأطفال حتى لا نشعرهم بأنهم مختلفون عن الأطفال الآخرين.سادسًا: تمضية أوقات مع الطفليجب على الآباء أن يمضوا أوقاتًا أكثر مع أطفالهم من خلال الذهاب إلى رحلات أو الخروج للتنزه أو الملاهى هذا يحسن كثيرًا ويخفف من حالة الطفل النفسية. سابعًا: المساعدة الطبية والسلوكيةبعض الحالات تحتاج تدخلًا من المتخصصين والمعالجين نفسيًا وسلوكيًا ومع المتابعة يتحسن الطفل بشكل كبير وملحوظ.مدرس علم نفس جامعة القاهرة
مشاركة :